الأحد 21 سبتمبر 2025 الموافق 29 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

إسرائيليون يسخرون من نتنياهو بعدما اعترف العالم بدولة فلسطين

نتنياهو
نتنياهو

أثارت موجة الاعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية من قبل عدد من الحلفاء الغربيين الرئيسيين لإسرائيل، وعلى رأسهم بريطانيا وكندا وأستراليا، موجة من السخرية والانتقاد اللاذع داخل الأوساط الإسرائيلية.

 فمع كل إعلان رسمي بالاعتراف، تتزايد الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لطالما بنى حملاته السياسية على التعهد بمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. 

هذه التطورات الدبلوماسية تُعتبر بمثابة ضربة قاسية لأجندته السياسية وتُظهر مدى العزلة التي تواجهها إسرائيل على الساحة الدولية.

نتنياهو في مرمى سخرية الإسرائيليين

تصدرت منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية حالة من السخرية المريرة من بنيامين نتنياهو. 

فقد عبر العديد من النشطاء الإسرائيليين عن غضبهم وسخريتهم من رئيس الوزراء، الذي يواجه الآن فشلًا ذريعًا في تنفيذ وعده الرئيسي. 

وفي تعبير ساخر ومرير، كتبت مغردة إسرائيلية على موقع تويتر: «نتنياهو مؤسس الدولة الفلسطينية!»، مضيفة: «كيف أفسدت أستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا انتخابات نتنياهو؟ لقد خطط للترشح على أساس أنه الوحيد القادر على منع قيام الدولة الفلسطينية!».

تكمن السخرية في أن سياسات نتنياهو المتشددة، والتي شملت رفض حل الدولتين وتوسيع المستوطنات، هي التي دفعت المجتمع الدولي نحو اتخاذ هذه الخطوات بشكل منفرد. 

ويرى منتقدوه أن نهجه العدواني تجاه الفلسطينيين وعدم وجود خطة سياسية واضحة لإنهاء الصراع، جعل العالم يملأ الفراغ الدبلوماسي بنفسه، مما أدى إلى نتائج عكسية تمامًا لما وعد به.

دبلوماسيين سابقون يحذرون من العزلة

لم تقتصر الانتقادات على النشطاء فقط، بل امتدت لتشمل الدبلوماسيين السابقين الذين حذروا من تداعيات سياسات الحكومة الحالية. 

كتب سفير إسرائيلي سابق، معلقًا على الوضع: «كان من الممكن تجنب هذا الانحراف لو تحلينا بالحكمة الكافية للجلوس على طاولة المفاوضات الدولية بمقترحاتنا الخاصة واستراتيجية هادفة للسنوات المقبلة».

 وأضاف: «لكن حكومة نتنياهو اختارت الانسحاب من الساحة، وهذه هي النتيجة، لا يوجد فراغ في الطبيعة - إذا لم نصنع الواقع بأنفسنا، فسيصنعه غيرنا نيابةً عنا».

تعكس هذه الكلمات إحباطًا عميقًا من الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، والتي يرى العديد من الخبراء أنها تضع إسرائيل في عزلة متزايدة. 

فبينما يرفض نتنياهو التفاوض ويصر على الحلول الأحادية، تتزايد الضغوط الدولية وتتغير المواقف التقليدية للبلدان الحليفة، وهو ما يُعتبر مؤشرًا خطيرًا على فقدان الدعم الدولي.

موجة اعترافات غربية غير مسبوقة

جاءت الاعترافات الأخيرة لتؤكد هذا التحول في الموقف الدولي. فبشكل مفاجئ، أعلن رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، أن كندا اعترفت بفلسطين كدولة، لتصبح أول دولة من مجموعة الدول السبع الكبرى تعترف بدولة فلسطينية. 

يحمل هذا القرار الكندي ثقلًا كبيرًا، حيث يُشير إلى أن القوى الاقتصادية الكبرى قد بدأت تنظر إلى حل الدولتين بجدية أكبر.

وفي خطوة أكثر رمزية وتأثيرًا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية.

ويُنظر إلى هذا القرار على أنه تغيير كبير في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وإن كان رمزيًا إلى حد كبير في الوقت الحالي.

 يكمن ثقل هذا القرار في أن بريطانيا لعبت دورًا محوريًا في إنشاء إسرائيل كدولة حديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وكانت حليفتها منذ فترة طويلة، لذا، فإن تحوّل موقفها يُعتبر إشارة قوية للعالم بأن الصبر على سياسات نتنياهو قد نفد.

تداعيات سياسية داخلية ودولية

تضع هذه التطورات بنيامين نتنياهو في وضع صعب للغاية، فهو يواجه الآن انتقادات حادة من الداخل، حيث يُتهم بفقدان القدرة على إدارة السياسة الخارجية، بالإضافة إلى ضغوط دولية غير مسبوقة تُضعف موقفه التفاوضي وتقوض أجندته السياسية. 

إن موجة الاعترافات هذه، مدفوعةً بالاستياء العالمي من الأوضاع في غزة، تظهر أن سياسات الحكومة الإسرائيلية قد أدت إلى نتيجة عكسية تمامًا لما كانت تهدف إليه، مما يجعل مستقبلها السياسي والدبلوماسي غير مؤكد.

 

تم نسخ الرابط