الإثنين 29 ديسمبر 2025 الموافق 09 رجب 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الطهارة في البرد الشديد.. أحكام شرعية تهم المسلمين

البرد
البرد

ضوابط الطهارة في شدة البرد وفق فتاوى الأزهر.. مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة يزداد تساؤل المسلمين حول كيفية «الطهارة» الصحيحة في أوقات البرد الشديد، خاصة مع صعوبة استعمال الماء البارد أحيانا، وقد كشف «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» عن مجموعة من الضوابط والأحكام الشرعية التي تنظم «الطهارة» في هذه الظروف، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية راعت أحوال المكلفين ورفعت عنهم الحرج مع الحفاظ على أركان العبادة وشروط صحتها، وتأتي هذه التوضيحات لتؤكد أن «الطهارة» ركن أساسي لا تصح الصلاة إلا به، وأن التيسير لا يعني التفريط في الأحكام.

أهمية الطهارة وإسباغ الوضوء في الشتاء

أكد مركز الأزهر أن الصلوات الخمس فرائض عظيمة، وأن «الطهارة» شرط من شروط صحتها، مشيرا إلى فضل إسباغ الوضوء حتى في أوقات المشقة، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ»، ثم ذكر «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ»، ويقصد بالمكاره المواضع التي يشق على الإنسان إيصال الماء إليها بسبب البرد، وهو ما يبرز عظيم الأجر المرتبط بالمحافظة على «الطهارة» رغم المشقة.

حكم التيمم عند شدة البرد

أوضح مركز الأزهر أن الأصل في «الطهارة» هو استعمال الماء، ولا يجوز اللجوء إلى التيمم مع القدرة على استخدامه حتى وإن كان باردا، إلا في حال الخوف من وقوع ضرر حقيقي كمرض أو أذى شديد، وتعذر تسخين الماء، حينها يباح التيمم للضرورة التي تقدر بقدرها، واستشهد المركز بما ورد عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما تيمم في ليلة باردة فأقره النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على سماحة الشريعة في باب «الطهارة» عند وجود العذر.

غسل الرأس في الغسل الواجب

من الأحكام المهمة التي أكدها مركز الأزهر في مسائل «الطهارة» وجوب غسل الرأس في الغسل الواجب بإيصال الماء إلى فروة الرأس، وهذا الحكم يشمل الرجال والنساء على السواء، ولا يشترط فيه فك ضفائر المرأة، وهو ما يخفف عنها المشقة في أوقات البرد، ويؤكد أن «الطهارة» في الإسلام قائمة على التيسير دون الإخلال بالواجبات.

أحكام الوضوء ومسح الأعضاء

أشار المركز إلى أنه لا يجزئ في «الطهارة» المسح على أكمام الذراعين الضيقة أثناء الوضوء، بل يجب إسالة الماء على اليدين إلى المرفقين، لأن ذلك من فروض الوضوء التي لا تصح الصلاة بدونها، كما بين أن من يسر الشريعة أن شرعت مسح الرأس في الوضوء بدلا من غسله، نظرا لطول بقاء أثر الماء على الشعر، وهو تخفيف واضح خاصة في شدة البرد مع الحفاظ على صحة «الطهارة».

تسخين الماء وتجفيف الأعضاء

أكد مركز الأزهر أنه لا حرج شرعا في تسخين الماء البارد لتسهيل استعماله في الوضوء أو الغسل، مستشهدا بقوله تعالى «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»، كما لا حرج في تجفيف مواضع الوضوء بعد غسلها، خاصة في شدة البرد، لأن ذلك لا يؤثر على صحة «الطهارة»، بل يحقق مصلحة حفظ البدن من الضرر.

مسح جزء من الرأس والمسح على العمامة

أوضح المركز أنه مع وجوب مسح الرأس في الوضوء فإن جمهور الفقهاء لم يشترطوا مسح الرأس كله، بل يجزئ مسح جزء منه، كما يجوز استكمال المسح على العمامة أو الخمار بعد مسح جزء من الرأس على القول المفتى به، وهو من أوجه التيسير في «الطهارة» التي تراعي ظروف الناس في الشتاء.

المسح على الخفين تخفيف ورحمة

من الرخص التي أقرها الشرع في باب «الطهارة» المسح على الخفين وما شابههما، تخفيفا على المكلفين في أوقات البرد، وذلك بشروط وضوابط معروفة، ويؤكد مركز الأزهر أن هذه الرخصة تعكس رحمة الإسلام وسعته، حيث يوازن بين الالتزام بالأحكام ورفع المشقة عن العباد.

خلاصة أحكام الطهارة في البرد الشديد

تؤكد فتاوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن «الطهارة» عبادة عظيمة لا تسقط بالمشقة، لكنها في الوقت ذاته محاطة بتيسيرات شرعية تراعي شدة البرد والظروف القاسية، فالأصل استعمال الماء مع جواز تسخينه، ولا يشرع التيمم إلا عند الضرر، كما أن المسح على الخفين ومسح جزء من الرأس من صور التخفيف، وبذلك تجمع الشريعة بين الحفاظ على صحة «الطهارة» ورفع الحرج عن المسلمين في فصل الشتاء.

تم نسخ الرابط