«أعراض خفية» لالتهاب المفاصل الروماتويدي تشير لمشكلة خطيرة

المفاصل تمثل «الركيزة الأساسية» لحركة الجسم وصحته ومع ذلك قد تتعرض لأمراض خفية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يعد من أخطر أمراض المناعة الذاتية، ويؤكد الأطباء أن هذا المرض لا يقتصر على آلام المفاصل المعتادة بل قد تظهر له «أعراض خفية» تشير إلى مشكلة صحية خطيرة، إن معرفة هذه العلامات المبكرة تساعد على التشخيص السريع وحماية المفاصل من التلف الدائم.

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، ويؤدي ذلك إلى التهاب مزمن في بطانة المفاصل مما يسبب تورماً وألماً قد يتطور إلى تلف دائم، لكن الأمر لا يتوقف عند حدود «المفاصل» فحسب إذ يمكن أن يؤثر على أعضاء أخرى مثل القلب والرئتين والعينين، وهنا تكمن خطورة الأعراض الخفية التي قد يغفل عنها المريض.

أعراض غير تقليدية يجب الانتباه لها

على الرغم من أن الألم والتصلب هما أبرز أعراض «المفاصل» في هذا المرض إلا أن هناك علامات غير مألوفة قد تدل على نشاط المرض، من هذه الأعراض الشعور بإرهاق شديد لا يزول مع الراحة أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة لفترات طويلة، كما قد يعاني المصاب من فقدان غير مبرر في الوزن أو تعرق ليلي، هذه المؤشرات قد يظنها البعض ناتجة عن إجهاد يومي بينما هي إنذار مبكر لالتهاب المفاصل الروماتويدي.

تأثير المرض على القلب والرئتين

من «الأعراض الخفية» التي تكشف خطورة التهاب المفاصل الروماتويدي تأثيره على القلب والأوعية الدموية، حيث قد يسبب التهابات تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما يمكن أن يهاجم بطانة الرئتين مسبباً التهابات أو تليفاً رئوياً يؤدي إلى صعوبة في التنفس، إن ملاحظة ضيق التنفس أو ألم الصدر مع وجود تاريخ مرضي لالتهاب المفاصل يتطلب استشارة طبية عاجلة.

مشاكل العين والجلد

قد تظهر أعراض غير متوقعة على العينين مثل جفاف شديد أو احمرار مزمن أو ألم عند التعرض للضوء، وهذه العلامات قد تدل على تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي على الغدد الدمعية، كذلك يمكن أن يظهر طفح جلدي أو كتل صغيرة تحت الجلد تسمى العقد الروماتويدية، وهي «أعراض خفية» تشير إلى نشاط المرض خارج نطاق المفاصل.

الاضطرابات العصبية

من العلامات التي قد تمر دون ملاحظة اضطرابات الجهاز العصبي مثل الخدر أو الوخز في اليدين والقدمين نتيجة التهاب الأعصاب المحيطة بالمفاصل، كما قد يحدث ضعف في العضلات أو صعوبة في التحكم بالحركة الدقيقة، إن تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وحدوث مضاعفات عصبية دائمة.

أهمية التشخيص المبكر

يؤكد الأطباء أن اكتشاف «الأعراض الخفية» لالتهاب المفاصل الروماتويدي في وقت مبكر يمنح فرصة أفضل للسيطرة على المرض، فالتشخيص المبكر يتيح البدء بالعلاج المناسب الذي يحد من تآكل المفاصل ويحافظ على مرونتها، وتشمل طرق التشخيص الفحوص المخبرية للكشف عن الأجسام المضادة بالإضافة إلى الأشعة التي توضح أي تغييرات في المفاصل.

دور التغذية ونمط الحياة

إن الحفاظ على صحة «المفاصل» لا يقتصر على العلاج الدوائي فقط بل يتطلب اتباع نمط حياة صحي، فيُنصح بتناول أطعمة غنية بأحماض أوميغا 3 مثل الأسماك والمكسرات التي تقلل من الالتهابات، كما أن ممارسة الرياضة الخفيفة مثل السباحة أو المشي تساعد على تقوية العضلات الداعمة للمفاصل، هذه العادات تقلل من حدة الأعراض وتحافظ على مرونة المفاصل لفترة أطول.

متى يجب زيارة الطبيب

إذا ظهرت أعراض مثل الإرهاق المزمن أو آلام المفاصل المستمرة أو أي من العلامات الخفية كصعوبة التنفس أو مشاكل العين يجب مراجعة الطبيب فوراً، فإهمال هذه المؤشرات قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على القلب أو الرئتين أو الجهاز العصبي، إن استشارة أخصائي الروماتيزم في الوقت المناسب تحمي «المفاصل» وتقلل من مخاطر المرض على المدى الطويل.

«المفاصل» تحتاج إلى رعاية دقيقة خاصة عند ظهور أعراض غير مألوفة قد تدل على التهاب المفاصل الروماتويدي، فالأعراض الخفية مثل الإرهاق الدائم أو مشاكل القلب والرئتين والعينين قد تكون إشارات مبكرة لمرض خطير يتجاوز حدود المفاصل، ومع التشخيص السريع واتباع نمط حياة صحي يمكن السيطرة على المرض والحد من تأثيره على المفاصل وأعضاء الجسم الأخرى.