«أمراض القلب» لحديثي الولادة.. أبرز الأعراض وطرق العلاج

أمراض القلب لدى «حديثي الولادة» تعد من القضايا الصحية التي تثير اهتمام الأطباء والأسر على حد سواء، إذ تشير الإحصاءات الطبية إلى أن «أمراض القلب» تمثل أحد أكثر العيوب الخلقية شيوعًا بين المواليد الجدد، ويؤكد الخبراء أن الاكتشاف المبكر لـ «أمراض القلب» يسهم في تحسين فرص العلاج وتقليل المضاعفات، فالتشخيص السريع والدقيق يسمح ببدء خطة علاجية تناسب حالة كل طفل، وتختلف أعراض «أمراض القلب» عند «حديثي الولادة» من حالة لأخرى حسب نوع العيب القلبي وشدته.
أسباب أمراض القلب عند «حديثي الولادة»
ترجع أسباب «أمراض القلب» لدى «حديثي الولادة» إلى عوامل متعددة، أبرزها العوامل الوراثية التي تلعب دورًا كبيرًا، فإذا كان أحد الوالدين يعاني من مشكلات قلبية فإن احتمال إصابة المولود يزيد بشكل واضح، كما تسهم بعض العوامل البيئية أثناء الحمل في زيادة احتمالية ظهور «أمراض القلب»، مثل تعرض الأم لعدوى فيروسية أو إصابتها بداء السكري غير المنضبط أو تناول أدوية قد تؤثر على نمو الجنين، إضافة إلى نقص التغذية أو التدخين أثناء الحمل الذي يرفع من خطر حدوث تشوهات قلبية، كذلك تلعب العوامل الجينية وتغير الكروموسومات دورًا مهمًا في تكوين عيوب القلب الخلقية.
أعراض أمراض القلب لدى «حديثي الولادة»
تظهر أعراض «أمراض القلب» بطرق متعددة يصعب أحيانًا اكتشافها من اللحظة الأولى، فقد يلاحظ الأهل سرعة في التنفس أو صعوبة واضحة عند الرضاعة، كما يمكن أن يظهر على الطفل ازرقاق في الشفاه أو الأطراف نتيجة نقص الأكسجين في الدم، وهناك علامات أخرى مثل بطء النمو أو ضعف الوزن مقارنة بالعمر، وقد يصاب الطفل بتعرق مفرط أو تعب شديد حتى مع مجهود بسيط مثل البكاء أو الرضاعة، ويشير الأطباء إلى أن هذه الأعراض تختلف بحسب نوع العيب القلبي، فبعض حالات «أمراض القلب» قد تمر دون ملاحظة حتى يتم الكشف الطبي الدقيق.
تشخيص أمراض القلب بدقة
يؤكد المختصون أن التشخيص المبكر لـ «أمراض القلب» هو المفتاح الأساسي للعلاج الناجح، ويتم ذلك من خلال فحص بدني شامل يقوم به طبيب الأطفال المتخصص، حيث يستمع إلى صوت القلب ويبحث عن أي لغط غير طبيعي، كما يستخدم الأطباء تقنيات متقدمة مثل تخطيط القلب الكهربائي وفحص الموجات فوق الصوتية «الإيكو» لتحديد نوع العيب القلبي ومكانه، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى قسطرة قلبية للحصول على صورة دقيقة لهيكل القلب والأوعية الدموية، وتساعد هذه الإجراءات على وضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة من حالات «أمراض القلب».
طرق علاج أمراض القلب عند «حديثي الولادة»
تتنوع طرق علاج «أمراض القلب» وفق شدة العيب القلبي ونوعه، فقد يحتاج بعض الأطفال إلى متابعة طبية فقط دون تدخل جراحي إذا كان العيب بسيطًا وقد يغلق تلقائيًا مع النمو، بينما تتطلب الحالات الأكثر خطورة تدخلًا دوائيًا للسيطرة على الأعراض وتحسين تدفق الدم، وفي حالات معينة يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإصلاح العيوب أو استبدال الصمامات، كما قد يحتاج بعض الأطفال إلى عمليات قسطرة لإصلاح الأوعية الضيقة أو الثقوب بين الحجرات القلبية، ويحرص الأطباء على اختيار طريقة العلاج الأنسب لضمان أفضل نتائج ممكنة.
دعم الأسرة والرعاية المستمرة
يلعب دور الأسرة دورًا جوهريًا في التعامل مع «أمراض القلب» لدى «حديثي الولادة»، فالمتابعة المستمرة مع الطبيب وتطبيق التعليمات بدقة أمر لا غنى عنه، ويجب على الأهل الانتباه لأي تغير في تنفس الطفل أو لون جلده أو نشاطه العام، كما ينبغي الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية وإعطاء الأدوية في مواعيدها المحددة، ويُعد الدعم النفسي للأهل مهمًا أيضًا إذ قد يواجهون قلقًا كبيرًا بشأن حالة مولودهم، لذلك ينصح الأطباء بتوفير جلسات إرشاد وتوعية للأهل لشرح طبيعة «أمراض القلب» وخيارات العلاج.
التقدم الطبي وأمل الشفاء
شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في تقنيات علاج «أمراض القلب» لدى «حديثي الولادة»، فقد ساعدت التطورات في جراحة القلب وأجهزة القسطرة في رفع نسب النجاح وتقليل المضاعفات، كما يجري الباحثون أبحاثًا مستمرة لتطوير أدوية أكثر أمانًا للأطفال الرضع، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن نسب الشفاء والتحسن ارتفعت بشكل ملحوظ مع التدخل المبكر، ما يمنح الأمل للأسر التي تواجه تحدي «أمراض القلب»، ويؤكد الأطباء أن الوعي المجتمعي والفحص الدوري للحوامل يسهمان في تقليل نسبة الإصابة من البداية.
من المهم لكل أم وأب معرفة أن «أمراض القلب» ليست نهاية المطاف، فبفضل التشخيص المبكر والرعاية الطبية المتقدمة يمكن لمعظم الأطفال المصابين أن يعيشوا حياة طبيعية نسبيا، ويجب عدم إهمال أي علامات غير معتادة مثل صعوبة التنفس أو بطء النمو، إذ أن سرعة التحرك تساعد على إنقاذ حياة الطفل، كما أن التغذية السليمة والابتعاد عن التدخين أثناء الحمل يلعبان دورًا وقائيًا كبيرًا.