تأثير «القهوة» على الكبد والكلى.. اكتشف الأضرار والفوائد

تعتبر «القهوة» واحدة من أكثر المشروبات استهلاكا حول العالم، حيث يبدأ ملايين الأشخاص يومهم بفنجان من القهوة لإمدادهم بالطاقة وتحسين المزاج، ولكن رغم أن القهوة لها سمعة إيجابية عند كثير من محبيها، إلا أن الدراسات الطبية تشير إلى أنها قد تحمل فوائد وأضرارا في آن واحد خاصة عندما يتعلق الأمر بالكبد والكلى، فالقهوة مثلها مثل أي مشروب آخر تحتاج إلى الاعتدال وعدم الإفراط، لأن التوازن هو الأساس في الاستفادة من مكوناتها.

القهوة وتأثيرها على الكبد

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن «القهوة» يمكن أن تكون صديقة للكبد في بعض الحالات، حيث وجد العلماء أن القهوة تقلل من مخاطر الإصابة بمرض الكبد الدهني وتساعد على حماية الكبد من التليف، كما أن القهوة تحتوي على مركبات طبيعية تقلل من الالتهابات وتحفز نشاط إنزيمات الكبد، وهذا ما جعل بعض الأطباء يوصون بشرب القهوة بانتظام ولكن بكميات معتدلة، إلا أن الإفراط في القهوة قد يسبب ضغطا إضافيا على الكبد خصوصا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

القهوة والكبد الدهني

أحد أبرز الفوائد التي ربطتها الدراسات بالقهوة هو تقليل احتمالية تراكم الدهون على الكبد، فالقهوة تعمل على تحسين التمثيل الغذائي للدهون وتساعد في تقليل مقاومة الأنسولين، وهذا يساهم في تقليل تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي، ومع ذلك يجب التأكيد على أن القهوة لا يمكن أن تكون علاجا بديلا، بل وسيلة مساعدة إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني.

القهوة وأثرها على الكلى

أما بالنسبة لتأثير «القهوة» على الكلى، فقد أثبتت بعض الأبحاث أن تناول القهوة بشكل معتدل قد يكون مفيدا في تقليل احتمالية الإصابة بحصوات الكلى، وذلك بفضل قدرتها على زيادة إدرار البول وتحفيز الجسم على التخلص من الأملاح الزائدة، ومع ذلك فإن الإفراط في شرب القهوة قد يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل، مما قد يرهق الكلى ويزيد من احتمالية الجفاف، وهنا تكمن أهمية الاعتدال في تناول القهوة.

القهوة والمشكلات المرتبطة بالكلى

من المعروف أن الكلى تحتاج إلى توازن دقيق في مستويات الأملاح والسوائل، والإفراط في تناول القهوة قد يخل بهذا التوازن، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في تصفية الدم، كما أن بعض الدراسات حذرت من أن شرب القهوة بكميات كبيرة قد يرفع من مستوى الكافيين في الجسم مما يزيد من الحمل على الكلى ويؤثر على وظائفها الطبيعية.

القهوة مصدر للطاقة ومضادات الأكسدة

لا يمكن إنكار أن «القهوة» تحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد الجسم في مكافحة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا، وهذا الأمر له تأثير إيجابي على صحة الكبد والكلى معا، فمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة تساهم في تقليل الالتهابات المزمنة وتعزيز وظائف الأعضاء الحيوية، كما أن الكافيين يمنح الجسم نشاطا ذهنيا وبدنيا ويزيد من التركيز.

متى تصبح القهوة خطرا على الكبد والكلى

تصبح «القهوة» ضارة عندما يتم استهلاكها بكميات كبيرة تتجاوز الحدود الصحية، فشرب أكثر من أربعة أو خمسة أكواب يوميا قد يرفع من مخاطر الإصابة بمشاكل في الكبد أو الكلى، كما أن إضافة كميات كبيرة من السكر أو المبيضات الصناعية للقهوة قد يفقدها فوائدها ويزيد من أضرارها، لذلك فإن طريقة تحضير القهوة وكميتها لهما دور كبير في تحديد إن كانت ستفيد الجسم أم تضره.

نصائح للاستفادة من القهوة دون أضرار

ينصح الخبراء بشرب القهوة بكمية لا تزيد عن فنجانين أو ثلاثة في اليوم، ويفضل تناولها بدون سكر مضاف أو باستخدام بدائل طبيعية، كما ينصح بشرب كمية كافية من الماء مع القهوة لتجنب الجفاف، ولمن يعانون من أمراض مزمنة في الكبد أو الكلى يفضل استشارة الطبيب قبل إدخال القهوة بشكل يومي في النظام الغذائي، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى.

القهوة ونمط الحياة الصحي

من المهم أن نتذكر أن «القهوة» وحدها لا تكفي للحفاظ على صحة الكبد أو الكلى، بل يجب أن تكون جزءا من أسلوب حياة متوازن يشمل غذاء صحيا غنيا بالخضروات والفواكه، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول، فالقهوة يمكن أن تعزز صحة الأعضاء الحيوية ولكنها ليست الحل السحري الوحيد.

القهوة مشروب محبوب وذو فوائد متعددة، فقد أثبتت الدراسات أنها قد تساعد الكبد في الحماية من بعض الأمراض وتدعم الكلى في تقليل خطر الحصوات، ولكنها في الوقت نفسه قد تسبب أضرارا إذا تم الإفراط فيها، لذلك تبقى «القاعدة الذهبية» هي الاعتدال، فالقهوة يمكن أن تكون صديقة لصحتك إذا أحسنت استخدامها، وعدوا صامتا إذا أسأت استهلاكها.