أمراض تنقلها القطط أبرزها «السعار» وطرق الوقاية منها

تعد «القطط» من أكثر الحيوانات الأليفة التي يربيها الإنسان ويقضي معها أوقاتًا طويلة داخل المنزل، إلا أن بعض الأمراض التي قد تنقلها تلك الكائنات اللطيفة تشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة، ومن بين أخطر هذه الأمراض «السعار» الذي يُعد واحدًا من أكثر الأمراض الفيروسية خطورة في العالم، إذ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة ووعي، ويحتاج الإنسان إلى معرفة دقيقة بطبيعة مرض «السعار» وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه لضمان سلامته وسلامة أسرته.
ما هو «السعار» وكيف ينتقل من القطط إلى الإنسان
يُعرف «السعار» بأنه مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي لكل من الحيوانات والإنسان، وينتقل عادة عبر «العض أو الخدش» من حيوان مصاب، وفي حالة القطط يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة عندما تقوم القطة بعضّ الإنسان أو خدشه حتى لو كان جرحًا بسيطًا، ويُعتبر لعاب القطة المصابة الوسيلة الأساسية لانتشار المرض، إذ يحتوي على الفيروس الذي ينتقل مباشرة إلى الدم عبر الجرح المفتوح، وقد يحدث ذلك حتى دون أن تظهر على القطة أعراض واضحة، مما يجعل «السعار» من أخطر الأمراض التي يصعب اكتشافها مبكرًا.
أعراض «السعار» على القطط
عندما تصاب القطة بفيروس «السعار» تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، وتختلف شدتها باختلاف المرحلة التي يمر بها المرض، ففي البداية قد يبدو على القطة بعض التغيرات في السلوك مثل العصبية الزائدة أو الخوف من الماء أو الضوء، كما قد تفقد شهيتها للطعام وتبدأ في إصدار أصوات غريبة غير معتادة، ثم تتطور الحالة إلى مراحل أكثر خطورة حيث تفقد القطة توازنها وتصاب بتشنجات قوية في العضلات وقد تدخل في حالة هيجان تجعلها تميل إلى العض بشكل مفاجئ، وفي هذه المرحلة تكون القطة مصدرًا شديد الخطورة على من حولها، لأن الفيروس يصبح أكثر نشاطًا في لعابها، وبالتالي فإن أي «عضة صغيرة» قد تنقل المرض مباشرة إلى الإنسان.
أعراض «السعار» على الإنسان
يصاب الإنسان بمرض «السعار» بعد تعرضه لعضة أو خدش من حيوان مصاب، وتبدأ الأعراض عادة بعد فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، وتشمل الشعور بالألم والوخز في مكان الجرح، ثم تبدأ أعراض أخرى مثل الصداع الشديد والحمى والتوتر العصبي، ومع تقدم الحالة تظهر أعراض مميزة مثل الخوف من الماء أو الهواء وصعوبة البلع وتشنجات عضلية قوية، وفي المراحل النهائية يصاب المريض بالشلل ثم يفقد وعيه تدريجيًا حتى تحدث الوفاة، ويُعتبر «السعار» من الأمراض القليلة التي لا يوجد لها علاج فعال بعد ظهور الأعراض، لذلك يعتمد الطب الحديث على «الوقاية» كخط الدفاع الأول.
طرق الوقاية من «السعار»
الوقاية من «السعار» تبدأ دائمًا من الوعي، فكل من يربي القطط يجب أن يحرص على «تطعيمها» بانتظام ضد المرض، إذ يعتبر التطعيم السنوي وسيلة فعالة لحماية الحيوان والإنسان معًا، كما يجب تجنب التعامل مع القطط الضالة أو السماح لها بالاحتكاك بحيوانات الشارع، لأن احتمال إصابتها بالفيروس يكون مرتفعًا، وفي حالة تعرض أي شخص لعضة أو خدش من قطة مجهولة يجب عليه غسل مكان الجرح فورًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة ثم التوجه إلى أقرب مركز طبي لتلقي المصل المضاد لفيروس «السعار»، وهو علاج وقائي فعال إذا أُعطي في الوقت المناسب.
السلوك الوقائي مع القطط
ينبغي على مربي القطط الانتباه لأي تغير في سلوك الحيوان، فظهور علامات مثل العدوانية المفاجئة أو فقدان الشهية أو إفراز اللعاب بكثرة قد تكون مؤشرات على إصابتها بفيروس «السعار»، كما يجب تعليم الأطفال عدم الاقتراب من القطط الغريبة أو محاولة لمسها، لأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف جهازهم المناعي وعدم إدراكهم لخطورة العض أو الخدش، كما يُنصح باستخدام القفازات أثناء تنظيف فضلات القطط أو عند التعامل مع جروحها لتقليل خطر انتقال العدوى.
أمراض أخرى تنقلها القطط
إلى جانب «السعار»، هناك أمراض أخرى قد تنتقل من القطط إلى الإنسان مثل «داء المقوسات» الذي يسببه طفيلي ينتقل من براز القطط، و«القوباء الحلقية» التي تصيب الجلد وتسبب بقعًا حمراء دائرية، إضافة إلى «مرض خدش القطة» الناتج عن بكتيريا تدخل الجسم من خلال جرح صغير، وكلها أمراض يمكن الوقاية منها عبر النظافة الجيدة والتطعيم المنتظم، فالقطة التي تُعامل بالرعاية الصحية السليمة لا تشكل خطرًا كبيرًا، بل تكون مصدرًا للرفقة والسعادة.
التوعية المجتمعية بخطورة «السعار»
تعد التوعية المجتمعية أمرًا بالغ الأهمية في مواجهة مرض «السعار»، فالكثير من الناس لا يدركون أن مجرد «خدش بسيط» قد يكون سببًا في نقل الفيروس، لذلك يجب تكثيف الحملات الإعلامية التي تشرح أعراض المرض وطرق الوقاية، وتشجيع المواطنين على الإبلاغ عن أي قطة تظهر عليها علامات غير طبيعية، كما يجب دعم مراكز الطب البيطري لتطبيق برامج التطعيم المجاني للقطط الضالة، لأن السيطرة على المرض بين الحيوانات هو السبيل الحقيقي لمنع انتقاله إلى الإنسان.
«السعار» من أخطر الأمراض التي يمكن أن تنقلها القطط إلى الإنسان، ومع ذلك يمكن الوقاية منه بسهولة إذا تم التعامل بوعي ومسؤولية، فالتطعيم المنتظم للحيوانات ومتابعة حالتها الصحية والنظافة العامة تعد مفاتيح الأمان، وينبغي ألا نغفل أن القطط كائنات رقيقة تحتاج إلى الرعاية، لكنها قد تكون سببًا في الخطر إذا أُهملت أو تُركت دون متابعة، ومن ثم فإن الجمع بين «الرفق بالحيوان» و«الوقاية الصحية» هو الطريق الآمن لحماية الإنسان والمجتمع من مرض «السعار».