منظمة الصحة.. بناء القطاع الصحي بغزة يتطلب 7 مليارات دولار

الأربعاء 08/أكتوبر/2025 - 01:25 م

كشفت الدكتورة حنان حسن بلخي، المدير الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، عن تحديات هائلة تواجه القطاع الصحي في قطاع غزة، مؤكدة أن إعادة بنائه تتطلب استثمارات ضخمة تتجاوز 7 مليارات دولار.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو حول الدورة الـ 72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، حيث شددت بلخي على أن التعافي لا يقتصر على إعادة بناء المستشفيات المدمرة فحسب، بل يمتد ليشمل إعادة بناء منظومة متكاملة لـ «الصحة العامة».

وأكدت بلخي أن المنظمة وشركاءها يواصلون دعم مراكز الإسعاف المتبقية التي تعالج الأطفال من سوء التغذية الحاد، مع العمل على فتح مراكز جديدة. لكنها شددت على أن التعافي الدائم يتطلب «إعادة بناء النُّظم الغذائية، واستعادة المياه النظيفة، وتعزيز خدمات الصرف الصحي، وهي أسس الصحة العامة».

تكلفة التعافي: 7 مليارات دولار وأهمية الدعم المرن

أوضحت الدكتورة حنان بلخي أن حجم الدمار في القطاع الصحي بغزة يتطلب خطة استجابة وتمويل شاملة لسنوات قادمة.

تفاصيل التمويل المطلوب

التكلفة الإجمالية: ستتطلب إعادة بناء القطاع الصحي في القطاع تكلفة كبيرة تزيد على 7 مليارات دولار.

توزيع التكلفة: هذه الأموال موزعة على ثلاث مراحل رئيسية: الاستجابة الإنسانية العاجلة، التعافي المبكر، وتلبية احتياجات أطول أمداً.

دعوة للجهات المانحة: تجاوز المساعدات الطارئة

وجهت المدير الإقليمية نداءً واضحاً للجهات المانحة، طالبة منها تغيير طبيعة دعمها:

«على الجهات المانحة ألا تكتفي بتقديم المساعدات الطارئة التي تُلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة فحسب، بل عليها أيضًا تقديم الدعم المرن الذي يمكن التنبؤ به لعدة سنوات».

وشددت على ضرورة أن يسمح هذا الدعم للمؤسسات الفلسطينية بقيادة عملية تعاف «شامل وشفاف ومستدام»، وأن يشمل إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز القدرات المحلية.

انهيار الرعاية الأولية: ضرورة إعادة التأهيل الفوري

أشارت بلخي إلى الحجم الهائل للدمار الذي لحق بالرعاية الصحية الأولية في غزة، والتي تُعد العمود الفقري للنظام الصحي.

المراكز العاملة: من بين 176 مركزاً للرعاية الصحية الأولية في غزة، لا يزال نحو ثلث هذه المراكز فقط يعمل بشكل جزئي.

الأولوية العاجلة: قالت الدكتورة حنان بلخي: «يجب علينا -على وجه السرعة، إعادة تأهيل جميع مرافق الرعاية الصحية الأولية لاستعادة العمود الفقري للصحة العامة».

الخدمات الأساسية: تشمل هذه المرافق مراكز التلقيح، وعيادات التوليد، والصيدليات، وخدمات الصحة النفسية.

دعم النازحين: أكدت بلخي على ضرورة أن تواصل الفِرَق المتنقلة والمستشفيات الميدانية خدمة السكان النازحين إلى أن يُعاد فتح المرافق الدائمة.

حماية ودعم الكوادر الصحية: استنزاف بشري غير مسبوق

سلطت المدير الإقليمية الضوء على الثمن البشري الفادح الذي دفعه العاملون الصحيون، وضرورة حمايتهم ودعمهم.

الضحايا: أكدت بلخي أن أكثر من 1700 عامل صحي لقوا حتفهم منذ أكتوبر 2023.

الحماية والأجور: شددت على أن من يواصلون تقديم الخدمات لا غنى لهم عن «الحماية والأجور والدعم النفسي الاجتماعي» بعد تحملهم الإرهاق وفقدان الأحبة.

إعادة بناء الكوادر: يجب أن تبدأ عملية إعادة بناء النظام الصحي بـ «سكان غزة»، من خلال تدريب مهنيين جُدد، وإعادة فتح الكليات الطبية وغيرها من الكليات والمدارس المتعلقة بالصحة، وعودة الذين أُجبروا على الفرار إلى وطنهم.

رؤية المستقبل: البناء على نحو أفضل وأكثر مرونة

أكدت بلخي أن الهدف من إعادة البناء يجب أن يتجاوز مجرد ترميم الأضرار، بل يجب أن يكون نقطة انطلاق لنظام صحي أفضل وأكثر كفاءة، «عندما نعيد البناء، يجب أن نعيد البناء على نحو أفضل».

متطلبات النظام الصحي الجديد

الإنصاف والاستدامة: يجب أن يكون النظام الصحي أكثر إنصافاً واستدامةً وقدرةً على الصمود مما كان عليه قبل الحرب.

الطاقة المتجددة والمياه النظيفة: ينبغي إمداد المستشفيات بالطاقة المتجددة، وتجهيز العيادات بشبكات المياه النظيفة.

تحديث البنية التحتية: تحديث شبكات المعلومات الصحية لـ تتبُّع الفاشيات وتوجيه التخطيط.

دور منظمة الصحة العالمية: دعم متواصل في الميدان

أكدت بلخي أن منظمة الصحة العالمية ظلت شريكاً ثابتاً في غزة، على الرغم من القصف وقطع الخدمات.

الإمدادات والدعم: كانت المنظمة الجهة الرئيسية التي تُقدِّم الأدوية والمستلزمات الطبية، وقدمت الدعم لأكثر من 22 مليون علاج وعملية جراحية.

الإجلاء والتطعيم: نسقت المنظمة عمليات إجلاء طبي لأكثر من 7800 مريض في حالة حرجة، وشاركت في قيادة حملات تطعيم حمت 600 ألف طفل من شلل الأطفال.

وختمت بلخي بالتأكيد على جاهزية المنظمة لدعم التعافي فور توقف الصراع، عبر استعادة الخدمات الأساسية، وتعزيز القوى العاملة، وإعادة بناء نظام رعاية صحية «قادر على الصمود ويركز على الناس».

عرب وعالم