الإثنين 13 أكتوبر 2025 الموافق 21 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بذكرى ميلاده.. رحلة فؤاد شفيق من المنفى للسينما العربية

فؤاد شفيق
فؤاد شفيق

تحل اليوم، الثالث عشر من أكتوبر، ذكرى ميلاد الفنان القدير محمد فؤاد شفيق (1899 – 1964)، أحد رواد التمثيل في مصر وبدايات السينما والمسرح العربي.

 فنان تميز بحضوره الوقور وأدائه المتزن والرصين، ما جعله قادراً على تجسيد أدوار الأب الحكيم، والموظف، أو حتى الشخصيات الكوميدية بخفة ظل نادرة لا تخلّ بجدية الموقف.

ولد فؤاد شفيق في حي الجمالية بالقاهرة عام 1899، وشكل مع أبناء جيله الأساس الصلب لصناعة الفن المصري الحديث. 

وقد عُرف الفنان بأدائه الهادئ الذي ميّزه، رغم أن طريق دخوله للفن لم يكن سهلاً على الإطلاق، بل كان محفوفاً بالعقبات العائلية.

عقبة الأب.. «النفي» إلى السودان بسبب حب الفن

كشف جمال فؤاد شفيق، نجل الفنان الراحل، في لقاء سابق، عن البدايات الصعبة لوالده، مؤكداً أنه واجه الكثير من المعارضة من والده الذي كان «يمنعه من دخول الفن»، ووصل الأمر بوالده إلى حد اتخاذ قرار قاسٍ لإبعاده عن التمثيل.

وبحسب نجل الفنان، فإن والده الأكبر قام بنفي فؤاد شفيق إلى السودان، في محاولة يائسة لقطع صلته بفكرة التمثيل. 

وفي السودان، عمل فؤاد شفيق ككاتب حسابات في قسم الري، وهناك أيضاً تزوج للمرة الأولى. لكن شغفه بالفن ظل كامناً. 

وعندما توفي والده، عاد فؤاد شفيق إلى مصر عام 1924 فوراً، متجهاً نحو تحقيق حلمه بالعمل في التمثيل، ليصنع لنفسه مسيرة خالدة.

من كاتب حسابات إلى خشبة «رمسيس»

لم يتمكن فؤاد شفيق من استكمال دراسته بعد وفاة والده. ورغم عمله ككاتب حسابات في السودان، إلا أن عودته إلى مصر عام 1924 شكلت نقطة تحول مفصلية في حياته. 

وبمجرد عودته، بدأ رحلة الانضمام إلى الفرق المسرحية المرموقة التي كانت تتصدر المشهد الفني في ذلك الوقت.

انضم فؤاد شفيق إلى فرقة جورج أبيض، ثم انتقل إلى فرقة رمسيس بقيادة يوسف وهبي. وقد لعب وهبي دوراً محورياً في انطلاقة فؤاد شفيق السينمائية لاحقاً.

 وقد عرفه الجمهور لأول مرة من خلال أدواره المتنوعة على خشبة المسرح، التي كانت بمثابة المدرسة التي صقلت موهبته وأسلوبه الرصين في الأداء قبل أن ينتقل بتألقه إلى الشاشة الكبيرة.

رائد تجسيد الأب والموظف

شارك فؤاد شفيق في عدد كبير من الأعمال السينمائية التي تُعد اليوم جزءاً من كلاسيكيات السينما المصرية. 

لقد أجاد ببراعة تجسيد أدوار الأب والموظف البسيط والرجل الحكيم، ونجح في تقديم أدوار متنوعة تمزج بذكاء بين الطابع الكوميدي والتراجيدي، مما جعله وجهاً مألوفاً ومحبوباً وموضع ثقة لدى المخرجين والجمهور على حد سواء.

من أبرز الأفلام التي تألق فيها: «نشيد الأمل»، «سلامة في خير»، «عروس النيل»، «غرام الأسياد»، و«دنانير».

 وقد ظل الفنان يُذكر كأحد الوجوه الأصيلة التي ساهمت في تأسيس صناعة السينما المصرية ووضع لبناتها الأولى.

تقدير رسمي ووسام ملكي

تقديراً لمشواره الفني الحافل وإسهامه في الحياة الثقافية، نال فؤاد شفيق تقديراً رسمياً من الدولة وخارجها. 

فقد حصل على وسام من الملك محمد الخامس عام 1951، كما نال وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1962، وهو ما يعكس مكانته وقيمته الفنية الرفيعة في عصره.

رحل فؤاد شفيق عن عالمنا في 2 سبتمبر عام 1964، تاركاً إرثاً فنياً غنياً يخلد ذكراه ويعيد إلى الأذهان عصراً ذهبياً من عصور الفن المصري.

«سكة السلامة».. الخاتمة على خشبة المسرح

تُعد مشاركته في مسرحية «سكة السلامة» آخر أعمال الفنان فؤاد شفيق. وقد دارت أحداث المسرحية حول أتوبيس يتوه بركابه في الصحراء القاحلة.

 وتستعرض المسرحية النماذج البشرية المتنوعة المتمثلة في الركاب، مسلطة الضوء على «أخطاء وذنوب كل راكب». 

وعندما يوشك الركاب على الموت جوعاً وعطشاً، يعلن كل منهم توبته ويقرر الإصلاح من نفسه، في إطار رمزي عميق يجمع بين النقد الاجتماعي والبعد الإنساني، لتكون هذه المسرحية العميقة هي آخر ما قدمه هذا الفنان القدير للجمهور.

تم نسخ الرابط