الإثنين 27 أكتوبر 2025 الموافق 05 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

جريمة «اللبيني فيصل».. اعتراف طفلة يكشف خيوط مأساة الأم وأطفالها

ضحايا جريمة اللبيني
ضحايا جريمة اللبيني فيصل

هزت جريمة بشعة ومأساوية الرأي العام بعد العثور على جثث سيدة وأطفالها الثلاثة في منطقة اللبيني فيصل، كشفت التحريات الأولية تفاصيل صادمة حول دوافع الجريمة وكيفية ارتكابها، مسلطة الضوء على الدور المأساوي والبطولي الذي لعبته إحدى الضحايا الصغيرات في كشف خيوط القضية قبل وفاتها.

كلمات طفلة تكشف «سر العشيق»

السر وراء هذه الجريمة المروعة بدأ ينكشف بكلمات بسيطة ومؤثرة نطقتها الطفلة الصغيرة، إحدى ضحايا المتهم، أثناء استجوابها وقبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة. 

قالت الطفلة جملة بريئة لكنها ذات دلالة عميقة: «أنا ليا بابا اسمه حمادة وبابا اسمه أحمد». 

هذه الجملة كانت الشرارة التي قادت الأجهزة الأمنية إلى الاشتباه في وجود شخص آخر في حياة الأم، بخلاف الأب المعروف، ليتم التركيز على فك شفرة «بابا أحمد» الذي تبين أنه هو مرتكب الجريمة.

التحريات الأولية أوضحت أن المتهم في هذه الواقعة هو مالك محل لبيع الأدوات والأعلاف البيطرية، ومقيم في الجيزة. 

اعترف المتهم بوجود علاقة غير مشروعة بينه وبين المجني عليها، التي كانت تقيم هي وأطفالها الثلاثة برفقته في شقة مستأجرة بدائرة قسم شرطة الأهرام.

 بدأت العلاقة باستدراج من المتهم عبر مكالمات هاتفية، ثم تطورت لتصبح علاقة آثمة.

دوافع الجريمة: محاولة للتهرب من «الفضيحة»

كشفت التحريات أن دافع المتهم كان محاولة التهرب من المجني عليها بعد ارتكابه «أفعالاً خادشة للحياء العام» وخشية افتضاح أمره.

 فبمجرد أن شعر بأن العلاقة قد تشكل تهديداً على سمعته وحياته، بدأ يفكر في جريمته المأساوية للتخلص من الأم وأطفالها الأبرياء الذين كانوا شهوداً على هذه العلاقة.

تفاصيل تنفيذ الجريمة كشفت عن تخطيط إجرامي مروع، بدأ بتسميم الأم. وأكدت التحريات أن المتهم تخلص من السيدة قبل أسبوع تقريباً، بوضع مادة سامة في كوب عصير وقدمه لها بتاريخ 21 أكتوبر الجاري. 

وعندما شعرت الأم بحالة إعياء شديدة، نقلها المتهم إلى أحد المستشفيات، وادعى كذباً أنها زوجته، وسجّل بياناته باسم مستعار قبل أن يغادر المكان هارباً، لتتوفى الأم لاحقاً متأثرة بتأثير المادة السامة.

قتل الأطفال الأبرياء وتفاصيل مروعة

لم يتوقف إجرام المتهم عند الأم، بل امتدت يده الآثمة إلى أطفالها الثلاثة. بعد أيام من تسميم الأم، أقدم المتهم على استدراج الأطفال للتنزه، وقدم لهم أيضاً عصيرًا يحتوي على نفس المادة السامة، أسفر هذا الفعل عن وفاة اثنين من الأطفال الأبرياء.

وفي ذروة بشاعة الجريمة، ذكرت التحريات الأولية أن المتهم ألقى بالطفل الثالث حيًا في إحدى الترع بعد أن رفض الطفل تناول العصير المسموم. 

هذه التفصيلة تكشف عمق القسوة التي وصل إليها المتهم في محاولته لإخفاء جريمته بالكامل.

اعترافات وصديق معاون: القبض على الجناة

جاء الكشف عن ملابسات الجريمة بعد أن تلقت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة الأهرام بالجيزة بلاغاً من الأهالي بالعثور على جثماني طفلين في منطقة فيصل.

 وبإجراء التحريات وجمع المعلومات، أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة.

خلال المواجهة والتحقيق، اعترف المتهم بارتكابه الجريمة، وكشف عن تفاصيل العلاقة والإقامة المشتركة، مبرراً جريمته بأنه اكتشف خلال تلك الفترة سوء سلوكها، وهو تبرير يتنافى مع بشاعة أفعاله.

 كما كشفت التحريات الأولية أن المتهم استعان بأحد الأشخاص الذي يعمل معه في محل الأدوات البيطرية لتقديم المساعدة في التخلص من جثث الأم وأطفالها ورميها في أحد مداخل عقار باللبيني. 

تم ضبط هذا الشخص أيضاً واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث ينتظر الجناة عقاب القانون على هذه الجريمة التي هزت الضمير الإنساني.

جهود أمنية تكشف الستار عن الجريمة المزدوجة

تُؤكد هذه القضية المأساوية يقظة الأجهزة الأمنية وسرعة تحركها في كشف الجرائم المعقدة، حيث تمكنت التحريات الدقيقة من ربط خيوط الواقعة ببعضها البعض، بدءًا من الكلمات البريئة للطفلة وصولاً إلى اعترافات المتهم الرئيسية.

 وتُعد سرعة ضبط الجناة خطوة ضرورية لتهدئة الرأي العام الذي صُدم من قسوة هذه الجريمة المزدوجة التي طالت أربعة ضحايا أبرياء، وينتظر الجميع الآن الفصل القانوني الأخير لضمان تحقيق العدالة الناجزة.

تم نسخ الرابط