الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 الموافق 06 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«نقلة تاريخية».. مهرجان الموسيقى العربية يصدح لأول مرة خارج القاهرة

القارئ نيوز

مهرجان الموسيقى العربية، في خطوة تاريخية تُعد محطة فارقة في مسيرته كأحد أعرق التظاهرات الفنية في المنطقة، استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي نسخته الثالثة والثلاثين.

ولأول مرة منذ انطلاقه، يقام المهرجان خارج جمهورية مصر العربية، ليؤكد مكانته كجسر ثقافي يربط بين عواصم الفن والتراث في العالم العربي.

أقيمت فعاليات المهرجان في مؤسسة الثقافة – أبوظبي خلال الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر 2025، وهو تنظيم مشترك رفيع المستوى شاركت فيه وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا المصرية، إلى جانب المجمع الثقافي في أبوظبي.

 وقد عكس هذا التعاون المثمر عمق العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، معززاً مكانة الإمارات كحاضنة للفنون العربية الأصيلة والمعاصرة.

حضور دبلوماسي وشراكة رقمية نوعية

شهدت الاحتفالية حضوراً دبلوماسياً رفيع المستوى، حيث شارك السفير المصري في دولة الإمارات، السفير عصام عاشور، في حفلي الافتتاح والختام، مؤكداً على الدعم الرسمي المصري لهذا التوسع الإقليمي للمهرجان.

كما شكّل التعاون مع شركة TAKWENE، الشريك الرقمي للمهرجان، عنصراً مميزاً ذا أهمية قصوى في هذه النسخة. 

هذا التضافر بين الأصالة الكلاسيكية والخبرة التقنية الحديثة يعكس الرغبة في مواكبة المهرجان لعصر التكنولوجيا، وبناء جسر مستدام بين الموسيقى العربية وجمهورها الشاب عبر المنصات الرقمية.

أمسيات مبهرة: عبق التراث وحيوية الحداثة

كانت أمسيات مهرجان الموسيقى العربية في أبوظبي عبارة عن لوحات فنية متكاملة، جمعت ببراعة فائقة بين «عبق التراث العربي وحيوية الحداثة». 

فقد شاركت نخبة من كبار المطربين والموسيقيين العرب، الذين نجحوا في تقديم روائع الزمن الجميل ضمن نسخ معاصرة لاقت استحساناً وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً.

كوكب الشرق يصدح في أبوظبي: أحيت الفنانة المتميزة ريهام عبدالحكيم ليلة استثنائية، قدمت فيها باقة مختارة من أجمل وأشهر أغاني كوكب الشرق أم كلثوم. 

وقد نجحت عبدالحكيم بصوتها القوي والمتمكن في إعادة إحياء هذه الروائع بطريقة حافظت على روحها الأصلية مع إضافة لمسة تجديدية.

وردة والعندليب يتألقان: قدمت الفنانة مروة ناجي بأدائها العذب وأوتار صوتها الدافئة أشهر أغنيات وردة الجزائرية، بينما تألق أمير الغناء العربي هاني شاكر في أداء أعمال خالدة للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.

 هذا المزيج من الأصوات الكبيرة والأعمال الخالدة خلق حالة من الطرب الأصيل وسط تفاعل جماهيري لافت.

لقد أكدت النسخة الإماراتية من المهرجان بوضوح أن «التراث الموسيقي العربي ما زال قادرا على الإبهار والتجدد».

 وعندما يجد هذا التراث جهة تحتضنه برؤية عصرية محافظة على الأصالة وتتطلع إلى المستقبل، فإنه يستمر في التأثير والإلهام للأجيال الجديدة.

الشريك الرقمي: «TAKWENE» يمهد الطريق لمستقبل الموسيقى العربية

شكل الحضور اللافت لشركة TAKWENE عنصراً مميزاً في ختام المهرجان، حيث لم يكن دورها هامشياً بل كان محورياً في دفع المهرجان نحو آفاق رقمية جديدة.

لقد ساهمت الشركة بخبراتها التقنية والفنية في تعزيز التفاعل الرقمي بين الفنانين والجمهور، وهو ما يتجاوز مجرد البعاليات الحية.

 يشمل هذا التفاعل تصميم تجارب رقمية جديدة تعزز وصول الموسيقى العربية إلى جمهور أوسع، وبناء «جسـر مستدام بين الموسيقى العربية وعصر التكنولوجيا الحديثة».

 وهذا التوجه ضروري لضمان استمرارية المهرجان في الألفية الثالثة، وتحويله إلى منصة تتجاوز حدود المسرح الفعلي إلى الفضاء الافتراضي.

دلالات التوسع: مكانة أبوظبي كمركز إقليمي للفنون

إن خروج مهرجان الموسيقى العربية، الذي ولد وترعرع في القاهرة، إلى أبوظبي، يحمل دلالات عميقة ومهمة. 

فهذا التوسع يؤكد على أن العاصمة الإماراتية أصبحت مركزاً ثقافياً وفنياً رئيسياً في المنطقة، قادرة على استضافة فعاليات بهذا الحجم والقيمة التاريخية.

 ويعكس احتضان أبوظبي للمهرجان إيمانها العميق بأهمية القوة الناعمة والتراث كركائز أساسية للتنمية المجتمعية.

ويشير التعاون بين وزارة الثقافة المصرية ودار الأوبرا المصرية والمجمع الثقافي في أبوظبي إلى نموذج ناجح للتكامل الثقافي العربي، حيث يتم توظيف الخبرات المصرية العريقة في إدارة هذا النوع من الفعاليات الكبرى مع القدرات اللوجستية والتنظيمية والبنية التحتية الفائقة التي تمتلكها الإمارات

هذا التبادل الثقافي لا يخدم فقط الفن والموسيقى، بل يعزز الروابط الشعبية والدبلوماسية بين الدولتين.

تم نسخ الرابط