الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الجلوكوما أخطرها.. أسباب صداع الجانب الأيسر وعلاجه

الجلوكوما
الجلوكوما

الجلوكوما تعد من الحالات الصحية التي قد ترتبط بآلام الرأس وبخاصة صداع الجانب الأيسر، إذ تشير العديد من الدراسات الطبية إلى أن الألم الذي يشعر به الإنسان في أحد جانبي الرأس قد يكون مرتبطا بحالة مرضية في العين أو الأعصاب أو الأوعية الدموية، ومع تزايد الشكوى من هذا الصداع يبحث الكثيرون عن معرفة الأسباب المحتملة والعوامل التي تؤدي إليه إضافة إلى الطرق المناسبة لعلاجه والتعامل معه بشكل آمن، ويأتي الحديث عن «الجلوكوما» في مقدمة هذه الأسباب باعتبارها من أخطر الأمراض الصامتة التي قد تصيب العين وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذلك فإن التوعية بهذا المرض وشرح كيفية تسببه في الصداع وأهمية اكتشافه وعلاجه مبكرًا تعد من الأمور المهمة لكل شخص يعاني من آلام متكررة في الرأس.

علاقة الجلوكوما بصداع الجانب الأيسر

عندما يصاب الإنسان بمرض «الجلوكوما» المعروف أيضا بالمياه الزرقاء يحدث ارتفاع في ضغط العين الداخلي مما يؤدي إلى ضغط مباشر على العصب البصري، هذا الضغط يتسبب في إحساس مزعج قد يبدأ بألم في العين ثم يمتد تدريجيا ليصل إلى أحد جانبي الرأس وبخاصة الجانب الأيسر أو الأيمن بحسب العين المصابة، ويؤكد الأطباء أن «الجلوكوما» من الأمراض التي تتطور ببطء دون أعراض واضحة في مراحلها الأولى، مما يجعل الصداع أحد العلامات التي قد تنبه الشخص إلى وجود خلل داخل العين، ولهذا فإن ربط صداع الجانب الأيسر بمرض الجلوكوما أمر ضروري لفهم الحالة بشكل دقيق، كما أن عدم الانتباه لهذه العلامة قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع ضغط العين وبالتالي حدوث تأثيرات خطيرة على العصب البصري.

أسباب أخرى لصداع الجانب الأيسر

لا يقتصر صداع الجانب الأيسر على مرض «الجلوكوما»، فهناك أسباب متعددة قد تؤدي إلى هذا النوع من الألم، ومن أبرزها الشقيقة التي تعد من أكثر أنواع الصداع انتشارا، إذ يشعر الشخص بألم نابض في أحد جانبي الرأس مع حساسية تجاه الضوء والضوضاء، كما أن التوتر العصبي يعد من العوامل التي تسبب صداعا مستمرا بسبب شد عضلات الرقبة والرأس، إضافة إلى ذلك فإن التهابات الجيوب الأنفية قد تؤدي إلى صداع واضح في جانب واحد من الرأس نتيجة تراكم السوائل داخل الجيوب وتأثيرها على الأعصاب المحيطة، وهناك أيضا مشكلات في فقرات الرقبة قد يمتد تأثيرها إلى الرأس مسببة ألما في الجانب الأيسر، ورغم تنوع الأسباب إلا أن التفريق بينها وبين تأثير «الجلوكوما» يعد أساسيا لتحديد العلاج المناسب.

متى يدل صداع الجانب الأيسر على الجلوكوما

يشير الأطباء إلى أن هناك علامات معينة إذا ظهرت مع صداع الجانب الأيسر قد تكون دليلا على الإصابة بمرض «الجلوكوما»، من أهمها الشعور بألم داخل العين يصاحبه تشوش في الرؤية، إضافة إلى رؤية هالات حول الأضواء أثناء الليل، وقد يشعر المصاب بثقل في الرأس يزيد عند التركيز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، كما أن تكرار الصداع عند الاستيقاظ أو بعد المجهود البصري قد يكون مؤشرا مهما، ويجب أيضا التنبه إلى أن «الجلوكوما» أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين ولدى من لديهم تاريخ عائلي للمرض، لذلك فإن ظهور الصداع في هذه الفئة يجب أن يكون دافعا لإجراء فحص شامل للعين بهدف التأكد من ضغط العين وحالة العصب البصري.

طرق علاج صداع الجانب الأيسر المرتبط بالجلوكوما

يعتمد علاج الصداع المرتبط بمرض «الجلوكوما» على تحديد السبب الرئيسي للضغط داخل العين، وفي الغالب يبدأ العلاج باستخدام قطرات طبية تعمل على خفض ضغط العين وتحسين تصريف السوائل الداخلية، كما قد يصف الطبيب أدوية تساعد على حماية العصب البصري وتقليل الالتهاب، وفي الحالات المتقدمة قد يلجأ الأطباء إلى إجراءات ليزر تساعد على تحسين تصريف السوائل أو إجراء جراحة لفتح قنوات التصريف داخل العين، ومن المهم جدا أن يتم العلاج تحت إشراف طبي متخصص لأن التعامل الخاطئ مع الجلوكوما قد يؤدي إلى تدهور الحالة وفقدان البصر مع مرور الوقت، كما أن السيطرة على ضغط العين يؤدي غالبا إلى اختفاء الصداع أو تقليله بشكل ملحوظ.

ومن جانب آخر ينصح الأطباء باتباع بعض العادات الصحية التي تقلل من نوبات الصداع مثل النوم الكافي والابتعاد عن التوتر والإكثار من شرب الماء والمحافظة على استرخاء عضلات الرقبة والكتفين، كما يساعد الحد من استخدام الشاشات والإضاءة القوية على تخفيف الضغط البصري وبالتالي تقليل الصداع لدى المصابين.

الوقاية من الجلوكوما وأهميتها في تجنب الصداع

تعد الوقاية من «الجلوكوما» خطوة أساسية للحفاظ على صحة العين وتجنب حدوث صداع الجانب الأيسر أو أي مضاعفات أخرى، وينصح الأطباء بإجراء فحص دوري لضغط العين كل عام خاصة بعد سن الأربعين لأن اكتشاف المرض في وقت مبكر يساعد على السيطرة عليه قبل حدوث أي ضرر للعصب البصري، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام قد تساعد في تحسين صحة الدورة الدموية وتقليل ضغط العين، إضافة إلى ذلك يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو من يعانون من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم الاهتمام بمتابعة حالتهم البصرية لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما.

وتشير الدراسات إلى أن «الجلوكوما» من أكثر أمراض العين خطورة لأنها قد تتطور دون أعراض واضحة، لذلك فإن معرفة كيفية اكتشافها والربط بينها وبين صداع الجانب الأيسر يعد أمرا مهما لضمان العلاج الصحيح، كما ينصح الأطباء بالحفاظ على نظام غذائي صحي يحتوي على فيتامينات مهمة للعين مثل فيتامين أ وفيتامين هـ إضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية من التلف.

متى يجب زيارة الطبيب فورا

يجب على الشخص التوجه للطبيب فورا إذا لاحظ أن صداع الجانب الأيسر يتكرر بشكل مستمر أو يصاحبه ألم في العين أو انخفاض في القدرة على الرؤية، كما أن الشعور بالغثيان أو رؤية ألوان مشوشة يعد من العلامات التي تستوجب فحصا عاجلا، إذ قد يشير ذلك إلى ارتفاع حاد في ضغط العين وهو ما يحدث في حالات الجلوكوما الحادة، وفي هذه الحالة تكون سرعة التشخيص والعلاج هي العامل الأساسي في حماية البصر وتجنب المضاعفات.

من المهم أيضا عدم الاعتماد على المسكنات لفترة طويلة لأنها قد تخفي أعراضا خطيرة، كما أن استخدام قطرات العين بدون استشارة طبية قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، لذلك فإن التقييم الطبي السليم هو الطريق الأفضل لتحديد سبب الصداع وعلاجه بشكل صحيح.

صداع الجانب الأيسر من الرأس قد يكون علامة على مجموعة واسعة من المشكلات الصحية من بينها مرض «الجلوكوما» الذي يعد من أخطر الأمراض الصامتة التي تصيب العين، ولذلك فإن الانتباه للأعراض المبكرة ومعرفة العلامات التي تربطه بالصداع يساعدان بشكل كبير على التشخيص المبكر والعلاج السليم، كما أن اتباع نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الدورية يساهمان في حماية العين وتقليل احتمالية الإصابة بالمرض.

تم نسخ الرابط