الجمعة 19 ديسمبر 2025 الموافق 28 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حكم أداء الصلاة الفائتة جماعة في الإسلام

الصلاة
الصلاة

هل يجوز قضاء الصلاة الفائتة في جماعة؟، سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين خاصة من الأزواج أو أفراد الأسرة الذين فاتتهم بعض الصلوات ويرغبون في أدائها معًا بشكل جماعي طلبًا للأجر والانتظام، وقد أجابت «دار الإفتاء المصرية» عن هذا التساؤل بفتوى واضحة تؤكد أن قضاء الصلاة الفائتة في جماعة أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه، مستندة إلى ما ورد في السنة النبوية الشريفة وإلى أقوال جمهور الفقهاء، وهو ما يبعث الطمأنينة في نفوس من قصّروا في بعض الصلوات ثم أرادوا التوبة والالتزام، فـ«الصلاة» هي عماد الدين وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، والحرص على أدائها قضاءً بعد فواتها دليل على صدق الرجوع إلى الله.

حكم قضاء الصلاة الفائتة في جماعة

أكدت «دار الإفتاء» أن قضاء الصلاة الفائتة في جماعة جائز، واستدلت على ذلك بما ورد في السنة النبوية، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حين فاتته صلاة الصبح هو وأصحابه صلاها بهم جماعة، وهذا دليل صريح على مشروعية الجماعة في قضاء الصلاة، ولا فرق في الحكم بين أن يكون القضاء منفردًا أو في جماعة، بل إن الجماعة في «الصلاة» لها فضل عظيم وتزيد الأجر، وهو ما يشجع الأزواج وأفراد الأسرة على أداء الصلاة الفائتة معًا بنية القضاء.

وأضافت الإفتاء أن الأصل في «الصلاة» هو الأداء في وقتها، ولكن إذا فاتت بعذر أو بغير عذر فإن الواجب هو المبادرة بالقضاء، ولا يُشترط التفريق بين الصلوات الفائتة والحاضرة من حيث الجماعة، فكما تجوز الجماعة في الصلاة الحاضرة تجوز كذلك في الصلاة المقضية، ما دام المقصود هو إبراء الذمة والالتزام بأمر الله.

قضاء الصلاة الفائتة وأوقات الكراهة

من المسائل التي يكثر السؤال عنها أيضًا حكم قضاء الصلاة الفائتة في أوقات الكراهة، وهي الأوقات التي نُهي عن الصلاة فيها في الأصل، وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة، إلا أن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى جواز قضاء الصلاة الفائتة في هذه الأوقات دون كراهة، لأن «الصلاة» المقضية لها سبب، وهو فواتها، وما كان له سبب لا يدخل في النهي.

ونقل العلماء عن العلامة الشيخ الدردير المالكي أن قضاء الفوائت يجب فورًا وعلى الهيئة التي فاتت بها الصلاة سواء كانت سرية أو جهرية أو في سفر أو حضر، وأكد أن القضاء يكون في جميع الأوقات حتى وقت طلوع الشمس وغروبها وخطبة الجمعة، وهو ما يدل على سعة الأمر في قضاء الصلاة ورفع الحرج عن المسلمين.

كما أوضح الإمام النووي أن النهي عن الصلاة في أوقات الكراهة إنما يكون في الصلاة التي لا سبب لها، أما الصلاة التي لها سبب سابق أو مقارن مثل «الصلاة» الفائتة فلا كراهة فيها، ولهذا أجاز قضاء الفرائض والسنن والنوافل ذات السبب في هذه الأوقات، بل وأجاز صلاة الجنازة وسجود التلاوة وسجود الشكر، مما يبين أن الشريعة راعت حاجة الناس إلى أداء ما فاتهم من عبادات.

رأي الحنابلة والحنفية في قضاء الصلاة

ذهب الإمام ابن قدامة من الحنابلة إلى أن قضاء الصلاة الفائتة جائز في جميع أوقات النهي وغيرها، مؤكدًا أن الفريضة المقضية لا تسقط بفوات الوقت بل تبقى في الذمة حتى تؤدى، وهذا يعزز مبدأ المسارعة إلى قضاء الصلاة وعدم التساهل في تأخيرها مرة أخرى.

في المقابل يرى الحنفية أن قضاء الصلاة الفائتة لا يجوز في ثلاثة أوقات وهي وقت طلوع الشمس ووقت الزوال ووقت الغروب، وعللوا ذلك بأن الصلاة في هذه الأوقات تكون ناقصة، بينما الفرض في الذمة كامل فلا يقوم الناقص مقام الكامل، إلا أن هذا القول لم تأخذ به «دار الإفتاء» في الفتوى الصادرة، بل رجحت قول الجمهور.

الرأي الراجح ودليل السنة النبوية

أوضحت «دار الإفتاء» أن الرأي الذي تفتي به هو قول جمهور الفقهاء القائل بجواز قضاء الصلاة الفائتة في جميع الأوقات بلا كراهة، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها» وقول الله تعالى «أقم الصلاة لذكري»، وهذا النص يدل بعمومه على أن وقت قضاء الصلاة هو وقت التذكر دون تقييد بوقت معين.

وبيّن العلماء أن هذا العموم يشمل كل الأوقات حتى أوقات الكراهة، وقد جمع ابن دقيق العيد بين أحاديث النهي وأحاديث القضاء ورجح العمل بحديث قضاء الصلاة لأنه لم يُخصص على خلاف أحاديث النهي التي خُصصت في بعض الحالات، وبذلك يتضح أن قضاء الصلاة الفائتة في جماعة وفي أي وقت هو أمر جائز شرعًا.

أهمية المبادرة بقضاء الصلاة

تؤكد الفتوى أن الأهم بعد فوات الصلاة هو عدم التسويف في قضائها، فالمبادرة إلى قضاء الصلاة سواء منفردًا أو في جماعة تعكس حرص المسلم على دينه، و«الصلاة» هي الصلة الدائمة بين العبد وربه، وكلما أسرع المسلم في قضاء ما فاته نال راحة القلب وطمأنينة النفس، ولذلك تنصح الإفتاء من فاتته صلوات كثيرة أن ينظم وقته ويبدأ بقضائها تدريجيًا دون يأس أو تكاسل.

تم نسخ الرابط