عادل إمام يحتفل بعيد ميلاده الـ84.. الزعيم الذي أعاد صياغة الكوميديا العربية

يستعد النجم الكبير عادل إمام للاحتفال بعيد ميلاده الـ84 يوم 17 مايو الجاري، في أجواء عائلية مميزة يحضرها عدد محدود من الأصدقاء المقربين.
وأكدت الفنانة لبلبة، خلال ندوة تكريمها في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، أن الزعيم بصحة جيدة، وأنه دعاها لحضور عيد ميلاده، إلى جانب النجمة يسرا، وهما من أقرب الفنانات إلى قلبه وتحرصان على التواجد معه في مثل هذه المناسبات.
بداية موهبة استثنائية من الجامعة إلى المسرح
لم يكن طريق الزعيم معبّدًا بالنجومية من البداية، بل جاء نتاجًا لتراكم سنوات من الشغف والعطاء. بدأت ملامح موهبته تتشكل خلال فترة دراسته الجامعية، حيث شارك في عدد كبير من العروض المسرحية كهواية.
لكن الانطلاقة الحقيقية كانت عام 1963، عندما وقف للمرة الأولى أمام العملاقين فؤاد المهندس وشويكار على خشبة المسرح في العرض الكوميدي الشهير «أنا وهي وهو».
في هذا العمل، جسد عادل إمام دور دسوقي أفندي، وكيل المحامي البسيط، ولفت الأنظار رغم محدودية مشاهده.
لم يكن من المتوقع أن يسحب الشاب النحيف الأضواء من نجمين كبيرين، لكن طريقته الفريدة في الأداء وحضوره اللافت جعلا الجمهور يتفاعل معه منذ اللحظة الأولى.
البحث عن تفاصيل الشخصية من داخل مخازن التلفزيون
بحسب ما رواه عادل إمام نفسه في أحد لقاءاته القديمة، فقد دخل إلى مخازن التلفزيون يبحث عن بدلة قديمة وطربوش يناسبان طبيعة الشخصية التي يجسدها، كما عمد إلى تمزيق القميص بيديه ليظهر واقعية الدور ومعاناة الشخصية الاجتماعية، وكانت تلك اللمسات البسيطة مؤشرًا مبكرًا على فنان يهتم بأدق تفاصيل الأداء.
من الأدوار الثانوية إلى بطولات مطلقة
بعد نجاحه اللافت في «أنا وهي وهو»، بدأت العروض تنهال على عادل إمام، ووجد نفسه مطلوبًا في أدوار البطولة الثانية، لكنه لم يرض بالبقاء في الظل طويلًا.
سعى جاهدًا إلى تقديم أدوار البطولة، وهو ما تحقق بالفعل في عدد من المسرحيات، وصولًا إلى «مدرسة المشاغبين» في سبعينيات القرن الماضي، وهي المسرحية التي أسست لمرحلة جديدة في مشواره الفني، وخلدت اسمه في ذاكرة المسرح العربي.
الزعيم الذي أعاد تعريف الكوميديا
ما ميّز عادل إمام عن أقرانه من الممثلين الكوميديين، هو قدرته على المزج بين الضحك والطرح الاجتماعي والسياسي.
لم تكن أعماله مجرد وسيلة للترفيه، بل حملت في كثير منها رسائل اجتماعية وانتقادات سياسية لاذعة، كما حدث في أفلام مثل «الإرهاب والكباب»، و«الإرهابي»، و«طيور الظلام»، وغيرها.
تمكن عادل إمام من تطويع الكوميديا لتكون أداة للتعبير عن قضايا المواطن البسيط، وكانت تلك الميزة سببًا في وصوله إلى شرائح جماهيرية واسعة من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، داخل مصر وخارجها.
ثنائية لا تُنسى مع كبار الفنانين
خلال مسيرته الطويلة، تعاون عادل إمام مع أسماء لامعة في التمثيل والإخراج والتأليف، وشكل ثنائيات ناجحة مع عدد من الفنانين مثل يسرا، وسعيد صالح، وأحمد زكي، وأيضًا مع المؤلف الكبير وحيد حامد، الذي كتب له عددًا من أهم أفلامه.
وكانت علاقته الخاصة بالفنانة لبلبة واحدة من أبرز ملامح مشواره الفني، إذ تشاركا البطولة في عدد من الأفلام الناجحة، وشكّلا ثنائيًا محبوبًا لدى الجمهور.
آخر ظهور.. وغيابه لا يُنسى
رغم غيابه عن الساحة الفنية منذ عدة سنوات، لا يزال اسم عادل إمام حاضرًا بقوة في وجدان الجمهور العربي.
وكان آخر أعماله الدرامية مسلسل «فلانتينو» الذي عرض في رمضان 2020. ومنذ ذلك الحين، اختار الزعيم الابتعاد عن الكاميرات، مفضلًا قضاء الوقت مع أسرته وأحفاده في هدوء.
احتفاء دائم وتاريخ لا يُمحى
كل عام، يحتفل الجمهور بعيد ميلاد الزعيم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويشارك صوره ومشاهده التي لا تُنسى.
فقد شكّل عادل إمام وجدان أجيال كاملة من المشاهدين، وتحوّلت عباراته وأدواره إلى جزء من الثقافة الشعبية المصرية والعربية.
وبينما يقترب من عامه الـ84، لا يزال الزعيم محتفظًا بمحبة الملايين، الذين يرون فيه ليس فقط نجمًا استثنائيًا، بل حالة فنية وإنسانية لا تتكرر كثيرًا.