الإثنين 12 مايو 2025 الموافق 14 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

طرق فعالة لدعم طفلك المصاب باضطرابات التعلم أثناء الامتحانات

اضطرابات التعلم
اضطرابات التعلم

الامتحانات قد تكون مصدر قلق وضغط شديدين للعديد من الأطفال، ولكنها تصبح تحديًا أكبر بكثير حين يكون الطفل يعاني من «اضطرابات التعلم»، إذ تتطلب هذه الحالة اهتمامًا خاصًا واستراتيجيات دعم مخصصة لمساعدة الطفل على تجاوز فترة «الامتحانات» بنجاح وثقة، فبينما يواجه أغلب الطلاب ضغط التحصيل الدراسي، يحتاج الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم إلى مزيد من الفهم والدعم النفسي والتربوي، خاصة في الأوقات الحرجة مثل «الامتحانات» التي تحدد مصيره الأكاديمي ومستقبله التعليمي.

فهم اضطرابات التعلم بداية الدعم

لكي يتمكن الوالدان من دعم طفلهما بفعالية خلال «الامتحانات»، لا بد أولًا من فهم طبيعة «اضطرابات التعلم» التي قد تشمل مشاكل في القراءة مثل «الديسلكسيا»، أو في الحساب مثل «الديسكالكوليا»، أو حتى في التركيز والانتباه مثل «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه»، هذه التحديات لا تعني أن الطفل غير ذكي أو غير قادر على النجاح، بل تشير إلى أن لديه طريقة مختلفة في معالجة المعلومات تحتاج إلى تعامل خاص وأدوات تعلم مبتكرة.

تهيئة بيئة دراسية مناسبة

واحدة من أهم خطوات التحضير لفترة «الامتحانات» هي توفير بيئة دراسية هادئة ومنظمة وخالية من مصادر التشتيت، فالأطفال المصابون باضطرابات التعلم يستجيبون بشكل أفضل عندما يكون لديهم مكان مخصص ومنظم للمذاكرة، ويُفضل أن يكون هذا المكان بعيدًا عن التلفاز والضوضاء ومشتتات الانتباه، كما يمكن استخدام «الوسائل البصرية» مثل الجداول والألوان والرسومات لتسهيل عملية المذاكرة وفهم المواد الدراسية بطريقة ممتعة ومحفزة.

تقسيم المهام وتنظيم الوقت

يعاني الكثير من الأطفال الذين يواجهون اضطرابات التعلم من صعوبة في تنظيم الوقت أو متابعة المهام المتعددة، ولهذا فإن استخدام «جداول دراسية» محددة وسهلة الفهم يساعدهم كثيرًا في تنظيم يومهم خلال «الامتحانات»، من الأفضل تقسيم المادة الواحدة إلى أجزاء صغيرة يتم مذاكرتها على فترات قصيرة مع أخذ فواصل منتظمة، هذا الأسلوب لا يقلل من الشعور بالضغط فقط، بل يساعد أيضًا في تثبيت المعلومات بشكل أفضل لدى الطفل.

الدعم النفسي وبناء الثقة

من المهم جدًا توفير «دعم نفسي مستمر» للطفل خلال فترة «الامتحانات»، فالقلق والتوتر من أكبر المعوقات التي تؤثر على تركيز الأطفال المصابين باضطرابات التعلم، ولذلك يجب أن يشعر الطفل أن أسرته تقف بجانبه وأن فشله أو ضعفه في بعض المواد لا يعني أنه غير قادر، كلمات التشجيع مثل «أنت قادر»، «نحن نؤمن بك» و«الخطأ لا يعني الفشل» تزرع الثقة بداخله وتحفزه على المحاولة والاجتهاد، كما يمكن الاستعانة بمختص نفسي أو مرشد تربوي لتقديم الدعم المهني إن لزم الأمر.

استخدام أساليب تعلم متنوعة

لا يمكن الاعتماد على طريقة واحدة فقط لتدريس الطفل المصاب باضطرابات التعلم خلال فترة «الامتحانات»، بل يجب تنويع طرق الشرح بحسب احتياجاته وقدراته، من هذه الطرق استخدام القصص لتبسيط المفاهيم أو الفيديوهات التعليمية أو تطبيقات الموبايل المخصصة لدعم التعلم، كما أن «التعلم باللعب» يعد من الأساليب الممتعة التي تساعد على تثبيت المعلومات، خاصة في المواد التي تتطلب حفظًا كالجغرافيا أو العلوم.

التواصل مع المعلمين وطلب التسهيلات

على أولياء الأمور عدم التردد في التواصل مع معلمي الطفل قبل وأثناء فترة «الامتحانات» وذلك لإبلاغهم بطبيعة حالته وطلب التسهيلات اللازمة له إن أمكن، مثل منحه وقتًا إضافيًا أثناء الامتحان أو السماح له باستخدام أدوات مساعدة مثل «الحاسبة» أو السماح بقراءة الأسئلة له بصوت عال، هذه التسهيلات البسيطة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في قدرة الطفل على الأداء بثقة وهدوء، كما تعكس تفهم المدرسة لحالته وتقديرها لاحتياجاته الخاصة.

تعزيز المهارات الاجتماعية والذاتية

من المهم أن لا يقتصر الدعم خلال فترة «الامتحانات» على الجانب الأكاديمي فقط، بل يجب أيضًا تعزيز المهارات الذاتية والاجتماعية لدى الطفل، مثل مهارة طلب المساعدة عند الحاجة، والتعبير عن مشاعره دون خوف، وتحمل المسؤولية عن دراسته بطرق تناسب قدراته، هذه المهارات تساعده في التغلب على الصعوبات وتجعله أكثر استقلالية وقدرة على التعامل مع التحديات الدراسية والحياتية.

الاهتمام بالتغذية والنوم

كثيرًا ما يتم إغفال دور «النظام الغذائي الصحي» والنوم المنتظم في دعم الأداء العقلي للطفل خلال فترة «الامتحانات»، حيث تؤثر قلة النوم وسوء التغذية بشكل مباشر على التركيز والطاقة والقدرة على التحصيل، لذلك يجب على الأهل التأكد من أن الطفل يحصل على قسط كافٍ من النوم الليلي، ويتناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والخضروات والفاكهة، وتجنب السكريات والمشروبات المنبهة التي تشتت الانتباه وتزيد القلق.

تبقى فترة «الامتحانات» مرحلة مؤقتة لكنها مهمة جدًا في رحلة الطفل التعليمية، ودعم الطفل المصاب باضطرابات التعلم خلالها لا يتطلب مجهودًا خارقًا، بل بعض الفهم والصبر واستخدام استراتيجيات مدروسة وفعالة يمكنها أن تحول هذه الفترة من مصدر ضغط إلى تجربة نمو وثقة بالنفس، وعلى الأهل أن يتذكروا دائمًا أن «كل طفل قادر على التعلم» إذا حصل على البيئة المناسبة والطريقة التي يفهم بها العالم.

تم نسخ الرابط