الأربعاء 14 مايو 2025 الموافق 16 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«كان ياما كان في غزة».. فيلم فلسطيني يتألق بمهرجان كان السينمائي

بوستر الفيلم
بوستر الفيلم

يشهد الفيلم الفلسطيني «كان ياما كان في غزة» للأخوين طرزان وعرب ناصر، عرضه العالمي الأول خلال فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث ينافس داخل قسم «نظرة ما»، ثاني أهم مسابقات المهرجان العريق، في الفترة من 13 إلى 24 مايو 2025.

ويحظى الفيلم بأربعة عروض متتالية خلال أيام المهرجان، تبدأ يوم الإثنين 19 مايو بعرضه العالمي الأول في قاعة ديبوسي في تمام الساعة 11 صباحًا، ثم يُعرض مرتين يوم الثلاثاء 20 مايو في قاعة بازان الساعة 1:15 ظهرًا، وفي سينما سينيوم أورور الساعة 2 ظهرًا، ويُختتم جدول عروضه صباح الأربعاء 21 مايو في سينما سينيوم سكرين إكس الساعة 9:15 صباحًا.

قصة من قلب غزة المحاصرة

تدور أحداث الفيلم في قطاع غزة خلال عام 2007، حيث يرصد حياة الشاب يحيى، طالب جامعي يحاول التكيّف مع الظروف المعيشية القاسية. 

يكوّن يحيى صداقة غير متوقعة مع أسامة، صاحب مطعم يتمتع بالكاريزما والحضور القوي، ليشكلا معًا ثنائيًا ينخرط في بيع المخدرات أثناء توصيل ساندويتشات الفلافل.

لكن سرعان ما تأخذ القصة منحى أكثر خطورة، حين يُجبر الثنائي على مواجهة شرطي فاسد يتحكم في المنطقة بنزعة تسلطية وغرور لا يرحم، ما يفتح الباب أمام صراعات أخلاقية ونفسية تعكس الواقع المركب في غزة المحاصرة.

إنتاج دولي مشترك بدعم عربي وأوروبي

يحمل الفيلم توقيع المخرجين طرزان وعرب ناصر، وهو من تأليفهما بالتعاون مع عامر ناصر وماري ليجراند.

 ويأتي الفيلم كثمرة تعاون إنتاجي دولي واسع، بمشاركة فرنسا، ألمانيا، البرتغال، فلسطين، قطر، والأردن.

يشارك في إنتاج الفيلم عدد من الأسماء البارزة، منهم راني مصالحة وماري ليجراند من شركة أفلام «تامبور»، ومورييل ميرلين من شركة «LYLY»، بالإضافة إلى منتجين من شركات أوروبية وعربية منها ريد بالونز ورايز ستوديوز وأكبر للأفلام وجوردان بايونيرز وكوكون فيلمز.

وتلقى الفيلم دعمًا ماليًا وفنيًا من عدة مؤسسات دولية، بينها صندوق يوريماج التابع لمجلس أوروبا، والمركز الوطني الفرنسي للسينما، والمعهد البرتغالي للسينما، وصندوق الأفلام الأردني، ومنحة من مؤسسة الدوحة للأفلام، بالإضافة إلى دعم "مشروع صنع في فلسطين".

طاقم فني وتمثيلي لافت

يضم الفيلم طاقمًا تمثيليًا مميزًا من فلسطين والعالم العربي، أبرزهم نادر عبد الحي المعروف بدور سامي في فيلم «فرح»، ورمزي مقدسي الذي شارك في الفيلم الوثائقي «اصطياد أشباح»، ومجد عيد الذي ظهر في الفيلم الشهير «عنكبوت مقدس».

أما على المستوى الفني، فقد استعان الإخوان ناصر بعدد من أبرز صناع السينما في أوروبا، من بينهم مدير التصوير الفرنسي كريستوف جرايلوت فيلم «Ride Above»، والمونتيرة صوفي راين التي نالت جائزة «سيزار» لأفضل مونتاج، والموسيقار أمين بوحافة الذي سبق له العمل على أفلام مرموقة منها «الرجل الذي باع ظهره» و«أطياف».

فلسطين تطرق أبواب العالمية من بوابة «كان»

تُعد مشاركة «كان ياما كان في غزة» في قسم «نظرة ما» بمهرجان كان إنجازًا جديدًا للسينما الفلسطينية، حيث تمثل هذه المسابقة منصة لاكتشاف المواهب السينمائية الجديدة وعرض الرؤى الإبداعية التي تحمل طابعًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا.

وقد سبق للأخوين طرزان وعرب ناصر أن حققا شهرة عالمية بفيلمهما السابق "ديغراديه"، الذي عُرض أيضًا في كان عام 2015، ما يجعل حضورهما في المهرجان هذا العام استمرارًا لمسيرة سينمائية طموحة تنقل هموم غزة إلى شاشات العالم.

رسائل إنسانية وسياسية في قالب سينمائي

يرى النقاد أن الفيلم لا يقتصر على كونه دراما تدور في سياق فلسطيني، بل يقدم قراءة أوسع لأثر الحصار والانقسام السياسي على الشباب، حيث يتحول البحث عن الأمل والعمل إلى مسارات مظلمة أحيانًا. كما يعكس الفيلم جانبًا من صراع السلطة والفساد، في قالب إنساني مشحون بالمشاعر والأسئلة.

يُتوقع أن يحظى الفيلم باهتمام كبير من النقاد والجمهور على حد سواء، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالأفلام القادمة من مناطق الصراع، لما تحمله من قصص حقيقية وواقعية تتجاوز القوالب الجاهزة.

بمزيج من الواقعية والحس السينمائي العالي، ينجح فيلم «كان ياما كان في غزة» في تقديم غزة كما لم نرها من قبل: مدينة الحياة والموت، الفلافل والمخدرات، الحب والفساد، والأمل المكسور الذي يُصارع كي لا ينطفئ.

في مهرجان كان، تُروى قصة من غزة على يد أبنائها، تحمل وجعًا فلسطينيًا ناعمًا، ورسالة عالمية جريئة.

تم نسخ الرابط