الثلاثاء 13 مايو 2025 الموافق 15 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تحالف سعودي أمريكي جديد.. صفقة سلاح تاريخية واستثمارات بـ600 مليار دولار

القارئ نيوز

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عن توقيع صفقة دفاعية قياسية بين البلدين بقيمة 142 مليار دولار، تشمل تزويد القوات السعودية بمعدات عسكرية أمريكية متطورة إلى جانب برامج تدريب وتأهيل شاملة.

ترامب ومحمد بن سلمان يوقعان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية

جاء الإعلان عن الصفقة عقب توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، خلال مراسم رسمية أُقيمت في قصر اليمامة بالرياض، بحضور وفدين رفيعي المستوى من الجانبين.

وتعد هذه الاتفاقية تتويجًا لجولة خليجية بدأها الرئيس الأمريكي، وصفها بـ«التاريخية»، وتشكل محطة مفصلية في العلاقات بين الرياض وواشنطن، لا سيما في ظل التحديات الأمنية الإقليمية والتحولات الاقتصادية الكبرى.

142 مليار دولار لصفقة دفاعية.. والتفاصيل تشمل التدريب والتكنولوجيا

وبحسب بيان البيت الأبيض، فإن الصفقة الدفاعية تتضمن توريد معدات عسكرية متقدمة تشمل أنظمة دفاع جوي ورادارات وطائرات حربية وأنظمة مراقبة إلكترونية، إلى جانب برامج تدريبية شاملة للقوات المسلحة السعودية، تهدف إلى تعزيز قدراتها القتالية وتطوير كفاءتها في مواجهة التهديدات الإقليمية.

ووصفت مصادر أمريكية الصفقة بأنها «واحدة من أضخم الصفقات الدفاعية في تاريخ العلاقات العسكرية الأمريكية»، مشيرة إلى أنها تُعزز من التزام واشنطن بأمن واستقرار حلفائها في منطقة الشرق الأوسط.

استثمارات بـ600 مليار دولار تشمل الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية

لم تقتصر الاتفاقيات الموقعة على المجال العسكري، بل شملت أيضًا رزمة استثمارات استراتيجية ضخمة تُقدّر قيمتها بـ600 مليار دولار، تغطي قطاعات متعددة أبرزها: الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا، البنية التحتية، الغاز، الصحة والطاقة المتجددة.

كما أعلن الجانبان عن إطلاق عدد من الصناديق الاستثمارية المشتركة، تُركّز على الاستثمار داخل الولايات المتحدة في مجالات الطاقة والدفاع والرياضة، في إطار توسيع رقعة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

وأكد بيان البيت الأبيض أن هذه الخطوات «تُعزّز التحالف الاستراتيجي بين الرياض وواشنطن، وتفتح آفاقًا جديدة من الشراكة في القرن الحادي والعشرين».

إيلون ماسك ضمن الوفد المرافق لترامب

وفي مشهد لافت، رافق الرئيس ترامب في زيارته إلى العاصمة السعودية عدد من رجال الأعمال البارزين، كان في مقدمتهم رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا وسبيس إكس، ما يعكس اهتمام الدوائر الاقتصادية الأمريكية بتوسيع العلاقات مع المملكة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة.

وشارك ماسك في عدد من جلسات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يُقام بالتزامن مع الزيارة، حيث ألقى كلمة تناول فيها فرص التعاون في مجال الطاقة النظيفة والنقل الكهربائي.

اجتماع رفيع المستوى في قصر اليمامة

وكان الجانبان قد عقدا اجتماعًا موسعًا في قصر اليمامة ترأسه ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي، ناقشا خلاله ملفات الأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي، والتحديات الدولية، كما شهد الاجتماع توقيع عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات الاستثمار والدفاع.

وصرّح مسؤول سعودي رفيع المستوى بأن الاتفاقية تعكس «مرحلة جديدة من الشراكة المتكاملة مع الولايات المتحدة»، مؤكدًا أن المملكة «تُرحب بتعزيز الشراكة مع واشنطن بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين».

ترامب يغادر قصر اليمامة متوجهًا لمنتدى الاستثمار

وعقب انتهاء مراسم التوقيع والإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاقيات، غادر الرئيس الأمريكي قصر اليمامة، متوجهًا إلى المشاركة في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يجمع كبار المستثمرين من الجانبين، ويُعد منصة لتعزيز الحوار الاقتصادي بين القطاعين العام والخاص.

ومن المنتظر أن يُلقي ترامب كلمة خلال المنتدى، يتناول فيها آفاق التعاون بين الرياض وواشنطن في المرحلة المقبلة، وسُبل تطوير العلاقات الاقتصادية بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.

تحمل الزيارة دلالات استراتيجية كبيرة، سواء من ناحية توقيت انعقادها أو نوعية الاتفاقيات التي تم توقيعها، ما يُشير إلى تحول نوعي في مسار العلاقات الثنائية، وانتقالها من مجرد شراكة أمنية تقليدية إلى تحالف استراتيجي واسع النطاق يمتد إلى مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتقنية.

ويتوقع مراقبون أن يكون لهذه الاتفاقيات تأثير مباشر على مستقبل الاستثمارات المشتركة في المنطقة، وكذلك على التوازنات الأمنية في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل تزايد التوترات الإقليمية وتنامي التحديات الأمنية والاقتصادية.

تم نسخ الرابط