دراسة حديثة تسلط الضوء على فوائد المغنيسيوم لصحة القلب.. وهذه أبرز مصادره

القلب يستفيد بشكل مباشر من معدن «المغنيسيوم»، فقد كشفت دراسة علمية حديثة عن أهمية هذا العنصر في دعم صحة «القلب» والوقاية من الأمراض القلبية المزمنة، إذ توصل الباحثون إلى أن وجود مستويات كافية من هذا المعدن في الجسم يمكن أن يسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض «القلب» التاجية والجلطات المفاجئة، وهي نتائج تضيف بعدًا جديدًا إلى فهمنا لعوامل الوقاية القلبية الطبيعية، خاصة في ظل تزايد معدلات الإصابة عالمياً بمشكلات «القلب» المرتبطة بنمط الحياة والغذاء.

وقد جاءت هذه الدراسة في توقيت بالغ الأهمية، حيث ارتفعت نسب الوفيات الناتجة عن أمراض «القلب» في العديد من الدول خلال السنوات الأخيرة، مما دفع الباحثين إلى تكثيف الجهود العلمية لفهم كيفية تأثير المعادن والعناصر الغذائية الأساسية على وظيفة «القلب» وصحته على المدى الطويل، وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كافية من «المغنيسيوم» يومياً، سواء من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، كانوا أقل عرضة لتراكم الدهون على جدران الشرايين، كما تراجع لديهم خطر الإصابة باضطرابات نظم «القلب».

دور المغنيسيوم في دعم عضلة القلب

أوضحت الدراسة التي أُجريت في جامعة أمريكية مرموقة أن «المغنيسيوم» يساهم في تنظيم التوازن الكهربائي لعضلة «القلب»، وهو ما يساعد على تقليل فرص حدوث اضطرابات ضربات «القلب» التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل الرجفان الأذيني أو النوبات القلبية المفاجئة، وأشار الباحثون إلى أن انخفاض مستوى «المغنيسيوم» في الدم يرتبط بزيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو أحد أهم عوامل الخطر المرتبطة بأمراض «القلب».

كما بينت النتائج أن «المغنيسيوم» يلعب دورًا محوريًا في الحد من التهابات الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى عضلة «القلب»، وهذا التأثير الإيجابي يقلل من خطر حدوث انسداد في الشرايين التاجية التي تُعد السبب الأول لمعظم الجلطات القلبية.

مصادر طبيعية غنية بالمغنيسيوم

لمن يرغب في دعم صحة «القلب» عبر التغذية السليمة، فإن الطبيعة زاخرة بمصادر «المغنيسيوم» التي يمكن إدراجها بسهولة في النظام الغذائي اليومي، ومن أبرز هذه المصادر:

الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكرنب، حيث تُعد من أغنى الأطعمة بـ«المغنيسيوم» الطبيعي

البقوليات مثل العدس والفاصوليا، والتي لا تدعم فقط صحة «القلب» بفضل محتواها من المغنيسيوم، بل تساهم أيضاً في تقليل الكوليسترول الضار

المكسرات وخاصة اللوز والكاجو والجوز، وهي مصدر مهم لـ«المغنيسيوم» والدهون الصحية التي تدعم الشرايين

الحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير والكينوا، وهي مكونات غذائية تلعب دوراً في استقرار معدل السكر في الدم، ما يحمي «القلب» من مضاعفات السكري

الشوكولاتة الداكنة والتي رغم أنها غير تقليدية كمصدر غذائي علاجي، إلا أنها غنية بـ«المغنيسيوم» ومضادات الأكسدة التي تحسن صحة الأوعية الدموية

الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل، حيث تجمع بين «المغنيسيوم» وأحماض أوميغا 3 المفيدة للقلب

أعراض نقص المغنيسيوم وتأثيرها على القلب

يشير الأطباء إلى أن نقص «المغنيسيوم» قد لا يُلاحظ بسهولة، لكن أعراضه الخفية قد تشمل تشنجات عضلية متكررة، وإرهاق مزمن، واضطرابات في نبضات «القلب»، وهي أعراض قد يتجاهلها البعض رغم أنها تمثل إنذارًا بوجود خلل في الوظائف الحيوية، بما في ذلك الأداء القلبي، لذلك فإن التعرف المبكر على علامات النقص يمكن أن يسهم في الوقاية من مشكلات «القلب» طويلة الأمد.

من يحتاج إلى المغنيسيوم أكثر من غيره؟

هناك فئات من الناس معرضة بشكل أكبر لنقص «المغنيسيوم»، مثل مرضى السكري وكبار السن ومن يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، وهذه الفئات تحديداً يجب أن تراقب مستويات «المغنيسيوم» لديها بعناية، خاصة وأن الدراسة أوضحت أن تراجع المغنيسيوم لدى هؤلاء يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتدهور وظائف «القلب» مع الوقت.

كما أن من يتناولون أدوية مدرة للبول أو مضادات الحموضة بشكل دائم قد يفقدون «المغنيسيوم» من أجسامهم بشكل أسرع، وهو ما يستدعي تدخلًا غذائيًا أو طبياً لتعويض هذا النقص من أجل الحفاظ على صحة «القلب».

هل تناول المكملات مفيد؟

رغم أن الطعام الطبيعي هو المصدر الأمثل للعناصر الغذائية، إلا أن الدراسة لفتت إلى أن تناول مكملات «المغنيسيوم» قد يكون خيارًا جيدًا لمن يعانون من صعوبة في تحقيق التوازن الغذائي اليومي، خاصة في ظل الدراسات التي أكدت أن المكملات تساعد على ضبط نبضات «القلب» وتقلل من مستويات التوتر الذي يؤثر سلبًا على الصحة القلبية.

لكن في كل الحالات، يُنصح بعدم تناول المكملات دون استشارة طبية، لأن الإفراط في «المغنيسيوم» قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها انخفاض ضغط الدم بشكل مفرط أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.

تسلط هذه الدراسة الضوء على حقيقة مهمة وهي أن «القلب» ليس بحاجة فقط إلى تمارين رياضية أو الامتناع عن الدهون المشبعة، بل هو بحاجة أيضاً إلى تغذية دقيقة تضمن وصول العناصر الحيوية مثل «المغنيسيوم» إلى خلاياه، وهذا ما يجعل من إدخال الأطعمة الغنية بهذا المعدن ضمن النظام اليومي خطوة بسيطة ولكن ذات أثر كبير على الوقاية من أمراض «القلب».