لماذا يحدث «ضيق التنفس» مع «انتفاخ البطن» معا وكيف تتعامل معهما؟

«التنفس» من أهم الوظائف الحيوية التي يقوم بها الإنسان بشكل تلقائي دون أن يشعر بها في الظروف الطبيعية، إلا أن ظهور مشكلة مثل «ضيق التنفس» قد تكون إشارة إلى وجود خلل ما في الجسم، ويزداد القلق عندما يترافق هذا «التنفس» الصعب مع «انتفاخ البطن» مما يدفع كثيرين للبحث عن الأسباب المحتملة وراء هذا الارتباط المفاجئ، وهل هو ناتج عن مرض عضوي أم نتيجة سلوكيات يومية خاطئة، وما هي الخطوات التي يمكن اتباعها للتخفيف من الأعراض وتحسين حالة «التنفس»، يقدم القارئ نيوز في هذا المقال شرح وافي لهذا الأمر الذي بات يزعج الكثير من الناس ويؤثر على نمط حياتهم بشكل كبير.
كيف يسبب انتفاخ البطن «ضيق التنفس»
يرتبط الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي ببعضهما من خلال الحجاب الحاجز، وهو عبارة عن عضلة تفصل بين التجويف البطني والصدر وتلعب دورا أساسيا في عملية «التنفس»، فعندما يحدث «انتفاخ البطن» نتيجة تراكم الغازات أو الإمساك أو تناول وجبات دسمة فإن هذا يؤدي إلى ضغط مباشر على الحجاب الحاجز مما يعيق تمدده الطبيعي عند الشهيق والزفير، وبالتالي يشعر الشخص بعدم القدرة على التنفس بشكل مريح، ويصبح هناك نوع من «التنفس» السطحي السريع الذي لا يشبع الرئتين بالهواء الكافي مما يولد شعورا بالاختناق والتعب السريع.
الأسباب الشائعة لضيق «التنفس» المصاحب لانتفاخ البطن
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور حالة «التنفس» الصعب المصاحبة لانتفاخ في البطن، ومن أبرز هذه الأسباب اضطرابات القولون العصبي الذي يتسبب في زيادة تكون الغازات داخل الأمعاء بشكل مفرط مما يسبب انتفاخا شديدا يؤثر على الحجاب الحاجز، كما أن عسر الهضم وسوء امتصاص الطعام يؤديان إلى الشعور المستمر بالثقل والامتلاء وبالتالي تقيد حركة «التنفس»، كذلك فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من «التنفس» غير الطبيعي لأن الفتق يؤثر على كفاءة عضلة التنفس الأساسية.
أيضا من الأسباب الأقل شيوعا لكن المحتملة وجود سوائل في البطن مثل حالات الاستسقاء أو التليف الكبدي المتقدم حيث تؤدي هذه السوائل إلى ضغط داخلي مستمر يؤثر سلبا على حرية «التنفس»، وهناك من يشعرون بنفس الأعراض نتيجة القلق النفسي أو التوتر المزمن، حيث يؤدي التوتر إلى شد عضلات البطن والصدر مما يعيق حركة التنفس ويجعل الشخص يظن أن هناك مشكلة عضوية بينما يكون السبب نفسيا بحتا.
متى تكون الحالة خطيرة
رغم أن حالات «التنفس» المصاحب للانتفاخ قد تكون بسيطة ومؤقتة، إلا أن هناك مؤشرات تستوجب مراجعة الطبيب بشكل عاجل، منها استمرار الأعراض لفترة طويلة أو ازدياد حدتها مع مرور الوقت، أو إذا صاحبها آلام حادة في الصدر أو خفقان غير طبيعي أو ارتفاع في درجة الحرارة أو فقدان مفاجئ في الوزن، فهذه العلامات قد تشير إلى وجود حالة صحية أكثر خطورة تحتاج إلى تقييم دقيق مثل أمراض القلب أو الرئة أو الأورام أو انسداد الأمعاء، ويجب عدم تجاهل هذه الأعراض تحت أي ظرف.
طرق التشخيص والعلاج
لتحديد السبب الدقيق وراء حالة «التنفس» المصاحب للانتفاخ يقوم الطبيب بإجراء فحوصات سريرية ومخبرية تشمل الأشعة العادية أو المقطعية للبطن والصدر، وتحاليل الدم ووظائف الكبد والكلى، إلى جانب تحليل الغازات في الدم لتقييم كفاءة التنفس، وإذا كانت الأسباب هضمية يمكن الاعتماد على أدوية طاردة للغازات مثل السيميثيكون، أو تعديل النظام الغذائي للتقليل من الأطعمة المسببة للانتفاخ مثل البقوليات والمقليات والمشروبات الغازية، أما إذا كانت الأسباب عضوية أو متعلقة بالجهاز التنفسي مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية فإن العلاج سيتضمن أدوية موسعة للشعب أو كورتيزون أو مضادات حيوية حسب الحالة.
خطوات منزلية لتخفيف الأعراض
يمكن التخفيف من حالة «التنفس» الصعب المصاحب للانتفاخ باتباع بعض النصائح البسيطة، مثل تقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة وتناول الطعام ببطء لتجنب دخول الهواء إلى المعدة، والابتعاد عن الأطعمة المسببة للغازات، وشرب الأعشاب التي تساعد على الهضم مثل الزنجبيل والنعناع والشمر، كما يُنصح بعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل والقيام بنشاط خفيف مثل المشي لمدة قصيرة، ويمكن استخدام كمادات دافئة على البطن لتخفيف الانتفاخ وتسهيل عملية «التنفس»، ويُفضل أيضا النوم على الجانب الأيسر لأنه يسهل حركة الأمعاء ويقلل من الضغط على الرئتين.
نمط حياة صحي لتقوية الجهاز التنفسي
لتحسين «التنفس» بشكل عام يجب الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام خاصة رياضات التنفس مثل المشي والسباحة واليوغا، وتجنب التدخين بكل أشكاله لأنه يضعف الرئتين ويسبب مشاكل في الشعب الهوائية، كما يجب شرب كميات كافية من الماء يوميا للمساعدة في هضم الطعام وتجنب الإمساك، ويُنصح أيضا بالتقليل من التوتر النفسي من خلال تمارين الاسترخاء والتأمل لأنها تؤثر بشكل كبير على عمق وجودة «التنفس»، والحصول على قسط كاف من النوم لأن الجسم يحتاج إلى الراحة لاستعادة توازنه الطبيعي.
لا ينبغي تجاهل ظهور أعراض مثل «ضيق التنفس» مع «انتفاخ البطن» لأنها قد تكون مؤشرا لحالة صحية تتطلب الاهتمام، وقد يكون السبب بسيطا ويحتاج فقط إلى تغيير في النظام الغذائي أو أسلوب الحياة، وقد يكون أكثر تعقيدا ويحتاج إلى تدخل طبي متخصص، لكن يبقى الأهم هو الإنصات للجسم ومعرفة إشاراته وعدم التهاون في مراجعة الطبيب عند الحاجة للحفاظ على سلامة الجهازين الهضمي و«التنفس» معا.