السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

من التغذية للنوم.. نصائح لتحسين أداء «الغدة الدرقية» بشكل طبيعي

القارئ نيوز

تُعد «الغدة» الدرقية من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان لما لها من دور أساسي في تنظيم عمليات الأيض وإنتاج الطاقة وتحفيز وظائف الجسم الحيوية ولأن «الغدة» حساسة جدًا للتغيرات في نمط الحياة والعادات اليومية فإن تحسين أدائها لا يقتصر على الأدوية فقط بل يتطلب التزامًا بأسلوب حياة صحي يشمل التغذية والنوم والحركة اليومية ومن هنا تبرز أهمية اتباع خطوات طبيعية وعملية لدعم صحة «الغدة» والحفاظ على توازنها دون اللجوء إلى تدخلات دوائية إلا عند الضرورة.

أهمية «الغدة» الدرقية في الجسم

«الغدة» الدرقية تقع في مقدمة الرقبة وتفرز هرمونات مسؤولة عن تنظيم الحرارة ونبض القلب ومستويات النشاط العقلي والجسدي وأي خلل في وظائف «الغدة» سواء بالخمول أو فرط النشاط يؤدي إلى اضطرابات واضحة مثل زيادة الوزن أو فقدانه المفرط أو التعب المزمن أو القلق والتوتر لذلك فإن العناية بصحة «الغدة» من أساسيات الوقاية من الكثير من المشكلات الصحية التي قد تبدو غير مرتبطة بها بشكل مباشر لكنها نابعة من اختلال التوازن الهرموني.

التغذية الصحية بوابتك الأولى لتحسين وظائف «الغدة»

تلعب التغذية دورًا جوهريًا في دعم صحة «الغدة» فهناك عناصر غذائية لا يمكن الاستغناء عنها أبرزها «اليود» الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في تصنيع هرمونات «الغدة» ويُمكن الحصول عليه من خلال تناول «الملح المدعم باليود» أو المأكولات البحرية مثل الأسماك والجمبري والطحالب كما أن «السيلينيوم» مهم لوظائف «الغدة» ويتوفر في المكسرات النيئة وخصوصًا الجوز البرازيلي والمشروم والحبوب الكاملة.

ويُفضل أيضًا تناول الأطعمة الغنية بـ«الزنك» مثل اللحوم الحمراء والبيض والبقوليات لأنه يعزز إفراز الهرمونات ويحمي «الغدة» من الالتهاب كما أن الخضروات الورقية والفواكه الغنية بـ«مضادات الأكسدة» مثل التوت والبروكلي تلعب دورًا كبيرًا في تقليل الأكسدة التي تضر بخلايا «الغدة» وتجعلها أكثر عرضة للخلل الوظيفي.

تجنب الأطعمة التي تؤثر سلبًا على «الغدة»

بعض الأطعمة قد تعيق عمل «الغدة» إذا تم تناولها بإفراط مثل «الصويا» و«الكرنب» و«القرنبيط» النيء لأنها تحتوي على مركبات قد تؤثر على امتصاص اليود كما يجب الحذر من الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة والسكريات الزائدة لأنها تؤثر على التوازن الهرموني وتُضعف من قدرة «الغدة» على إفراز هرموناتها بشكل طبيعي ويُنصح بتقليل الكافيين والمشروبات الغازية واستبدالها بمشروبات عشبية مهدئة مثل الزنجبيل واليانسون والشاي الأخضر.

النوم الجيد وتأثيره على صحة «الغدة»

النوم الكافي والعميق يُعتبر من أهم العوامل التي تساهم في توازن وظائف «الغدة» إذ أن الجسم يُجدد خلاياه خلال ساعات النوم ويُعيد تنظيم مستويات الهرمونات وعلى رأسها هرمونات «الغدة» لذلك يُنصح بالنوم من ٧ إلى ٨ ساعات ليلًا في غرفة مظلمة وهادئة للحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم.

قلة النوم أو النوم المتقطع يؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول الذي يؤثر سلبًا على «الغدة» ويجعلها تعمل بأقل من طاقتها مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والكسل وزيادة الوزن على المدى البعيد لذلك فإن العناية بالنوم ليست رفاهية بل جزء أساسي من دعم صحة «الغدة».

التمارين والحركة اليومية لتنشيط «الغدة»

تُعد التمارين المعتدلة من أهم الوسائل الطبيعية لتحفيز «الغدة» على العمل بكفاءة فالمشي السريع أو تمارين اليوغا أو السباحة تساعد في تنشيط الدورة الدموية وتقليل التوتر الذي يُعد أحد العوامل المسببة لاضطرابات «الغدة» كما أن التمارين ترفع من معدلات الأيض وبالتالي تزيد من كفاءة الجسم في استخدام الطاقة التي تنتجها «الغدة».

ويُنصح بعدم ممارسة التمارين العنيفة والمجهدة في حالات خمول «الغدة» لأنها قد تُزيد من الإرهاق وتُرهق الجسم بل يجب البدء تدريجيًا بما يتناسب مع الحالة الصحية وتحت إشراف طبي عند الضرورة.

تقليل التوتر والضغط النفسي

التوتر المزمن من أبرز أعداء «الغدة» فارتفاع مستويات التوتر يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات ويُعيق عمل «الغدة» بشكل طبيعي لذلك فإن تخصيص وقت للاسترخاء من خلال التأمل أو تمارين التنفس أو قراءة القرآن أو الاستماع إلى موسيقى هادئة يُساعد في خفض مستويات القلق وتحسين الحالة النفسية التي تنعكس بدورها على توازن الغدد الصماء.

الفحوصات والمتابعة الدورية ضرورية لصحة «الغدة»

رغم أهمية الخطوات الطبيعية في دعم صحة «الغدة» إلا أن المتابعة الطبية تظل ضرورية لاكتشاف أي خلل في وقت مبكر ولذلك يُفضل إجراء تحليل لهرمونات «الغدة» الدرقية كل فترة خصوصًا في حال وجود تاريخ عائلي لمشكلات الغدة أو الشعور بأعراض غير معتادة مثل تغير الوزن المفاجئ أو التعب المستمر أو تغيرات في نبض القلب أو تساقط الشعر.

نمط حياة صحي يضمن أداء سليم للغدة

دمج هذه النصائح ضمن نمط الحياة اليومي يضمن دعمًا طويل المدى لصحة «الغدة» من خلال الغذاء السليم والنوم الكافي وتقليل التوتر والحفاظ على النشاط البدني لأن هذه العوامل كلها تتكامل لتعزيز عمل «الغدة» الدرقية وتُقلل من فرص حدوث خلل في وظائفها.

وعلى الرغم من بساطة هذه الخطوات إلا أن مفعولها كبير على المدى الطويل لأنها تُخاطب جذور المشكلة وتدعم الجسم ليُعالج نفسه بشكل طبيعي دون أن يُصبح الإنسان أسيرًا للأدوية أو الاضطرابات الهرمونية التي تُؤثر على جودة حياته.

تم نسخ الرابط