السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«سيف نابليون» يباع في مزاد علني بباريس مقابل 4.66 ملايين يورو

سيف الإمبراطور الفرنسي
سيف الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت

شهدت العاصمة الفرنسية باريس بيع سيف الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بمبلغ قدره 4.66 ملايين يورو، خلال مزاد ضخم أقيم داخل دار المزادات الشهيرة «Hôtel Drouot»، في حدث وصفته وسائل الإعلام الفرنسية بأنه «الأقرب لتسجيل رقم قياسي عالمي جديد» للقطع التذكارية المتعلقة بالقائد العسكري الأشهر في تاريخ فرنسا.

قطعة صنعت خصيصًا للإمبراطور

السيف الذي بيع بملايين اليوروهات لم يكن سلاحًا عاديًا، بل هو قطعة فريدة أمر نابليون شخصيًا بصناعتها عام 1802، في الفترة التي كان فيها في ذروة سلطته وهيمنته السياسية والعسكرية.

 وقد أوكل المهمة إلى أحد أعظم صانعي الأسلحة في تلك الحقبة، وهو «نيكولا نويل بوتيه»، مدير مصنع الأسلحة في فرساي، والذي كانت له شهرة واسعة بكونه «أمهر صانع أسلحة نارية في عصره».

وأفادت التقارير أن نابليون احتفظ بهذا السيف طوال فترة حكمه، ما أضفى عليه قيمة رمزية وتاريخية كبيرة جعلت منه هدفًا ثمينًا لهواة جمع المقتنيات التاريخية الفريدة.

سعر فاق التوقعات

بحسب ما أعلنته دار المزادات، فقد كانت القيمة التقديرية للسيف تتراوح بين 700 ألف ومليون يورو فقط، لكن المزايدات اشتعلت بسرعة فور انطلاق المزاد، لتصل في النهاية إلى مبلغ 4.66 ملايين يورو، وهو رقم قريب للغاية من الرقم القياسي العالمي السابق لأحد سيوف نابليون والذي بيع عام 2007 مقابل 4.8 ملايين يورو، وكان السيف المستخدم في معركة «مارينجو» عام 1800.

بهذا السعر، يكون السيف الجديد قد انضم إلى قائمة أغلى القطع الأثرية النابليونية التي تم بيعها في مزاد علني على الإطلاق، ما يعكس الشغف المستمر حول شخصية نابليون وقيمته الرمزية في التاريخ الأوروبي.

من نابليون إلى جروشي

القيمة التاريخية للسيف لا تتوقف عند صناعته أو حيازة نابليون له، بل تمتد إلى رحلته بعد مغادرة القصر الإمبراطوري. 

فقد نقل نابليون هذا السيف إلى حليفه المقرب الجنرال إيمانويل دي جروشي، الذي كان أحد أبرز رجاله وأعيانه، كما عيّنه في نهاية عهده آخر رؤساء الإمبراطورية الفرنسية قبل سقوطها بعد معركة واترلو الشهيرة.

واستمر السيف في حوزة عائلة جروشي منذ عام 1815، أي منذ نهاية حكم نابليون، وحتى لحظة عرضه للبيع هذا الأسبوع، ما جعل عملية بيعه حدثًا نادرًا لقطعة لم تخرج عن حوزة العائلة لأكثر من قرنين من الزمان.

نسخة أخرى في روسيا

في سياق متصل، أشار خبراء تاريخيون إلى وجود نسخة مطابقة تمامًا لهذا السيف محفوظة حاليًا في متحف الإرميتاج الشهير في سانت بطرسبرج بروسيا، وهي نسخة أمر نابليون بصنعها أيضًا في نفس الفترة، مما يعزز من القيمة التاريخية للنموذج الذي بيع في باريس مؤخرًا، خاصةً مع ندرة القطع المتبقية التي كانت في حوزة الإمبراطور شخصيًا.

اهتمام عالمي متزايد

وأثارت صفقة البيع تفاعلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية، حيث اعتبرها البعض «تأكيدًا على الأهمية المستمرة لشخصية نابليون في الوعي الأوروبي»، بينما رأى آخرون أنها «علامة على الشغف المتجدد تجاه الرموز التاريخية في زمن تتجدد فيه الأسئلة حول الماضي، والهوية، والقيادة».

ولم يُكشف حتى الآن عن هوية المشتري الذي نجح في اقتناء السيف، حيث فضّلت دار المزادات إبقاء الأمر طيّ الكتمان لأسباب تتعلق بالخصوصية، مكتفية بالقول إن المزايد «يمثل جهة مهتمة بالتراث الأوروبي».

بهذا البيع، تكون باريس قد احتضنت مرة جديدة لحظة فارقة في إعادة إحياء التاريخ النابليوني، عبر قطعة سلاح لم تكن مجرد أداة قتال، بل رمزًا لزمنٍ غيّر وجه أوروبا، وتحفة لا تقدر بثمن في أعين من يدركون قيمة الذاكرة والتاريخ.

تم نسخ الرابط