تراجع جديد في أسعار الذهب في مصر بمستهل التعاملات المسائية

شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة 30 مايو 2025، بالتزامن مع انخفاض سعر الأونصة عالميًا إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من أسبوع، مما انعكس على السوق المحلي ودفع الأسعار إلى الهبوط بشكل جماعي.
وانخفض سعر الذهب عيار 21 وهو الأكثر رواجًا ومبيعًا في السوق المصري إلى 4590 جنيهًا للجرام، مقارنة بسعر 4600 جنيه المسجل في تعاملات مساء أمس الخميس، متأثرًا بتراجع سعر الأونصة في السوق العالمية من 3317 دولارًا إلى 3290 دولارًا، قبل أن تسجل أدنى مستوى لها اليوم عند 3287 دولارًا.
أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة
ووفقًا لآخر تحديثات سوق الذهب المحلي، سجلت الأسعار كالتالي:
عيار 24: 5246 جنيهًا للجرام
عيار 21: 4590 جنيهًا للجرام
عيار 18: 3934 جنيهًا للجرام
الجنيه الذهب: 36,720 جنيهًا
أونصة الذهب عالميًا: 3287 دولارًا
أسباب التراجع.. ضغوط خارجية وتغيرات في مؤشرات الاقتصاد الأميركي
ويعزو خبراء سوق المعادن الثمينة هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع الطلب عالميًا على الذهب، بجانب تحركات الأسواق الأميركية إثر صدور بيانات التضخم الأخيرة، التي أشارت إلى تراجع نسبي في وتيرة زيادات الأسعار خلال شهر أبريل الماضي.
وأظهرت أحدث قراءة لمؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) وهو المقياس المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لقياس التضخم تراجعًا طفيفًا في معدلات الزيادة السنوية للأسعار، إلا أن المؤشر لا يزال أعلى من الهدف الأساسي الذي يحدده الفيدرالي عند 2%.
ويرى المحللون أن هذه البيانات، وإن كانت إيجابية نسبيًا، إلا أنها تزيد من حالة الترقب في الأسواق، حيث يواصل المستثمرون متابعة أي مؤشرات قد تعكس تغيرات مرتقبة في السياسة النقدية الأميركية، بما في ذلك احتمال تأجيل قرارات خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام.
ترقب بين المستثمرين وتأثير لسياسات ترامب الجمركية
في الوقت نفسه، يتابع المستثمرون عن كثب آثار السياسات الجمركية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا سيما بعد تصاعد التوترات التجارية مع عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، وهو ما يثير قلقًا متزايدًا حول مستقبل الاقتصاد العالمي، ويؤثر بطبيعة الحال على حركة الذهب كأحد الملاذات الآمنة.
ورغم أن الذهب يُعد في العادة ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات والتقلبات، إلا أن الأداء الحالي للأسواق يعكس مزيجًا من الحذر وجني الأرباح، وهو ما دفع بعض المتعاملين إلى تقليص حيازاتهم من المعدن الأصفر في الوقت الراهن.
توقعات مستقبلية.. هل يواصل الذهب الهبوط؟
بحسب توقعات المحللين، فإن حركة أسعار الذهب في الفترة المقبلة ستظل رهينة بعدة عوامل، منها توجهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، ومدى استقرار الأسواق العالمية، إضافة إلى حركة الدولار الأميركي، الذي يرتبط عكسيًا عادة مع أداء الذهب.
ويقول الخبير الاقتصادي أحمد معطي، إن "السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بالتغيرات العالمية في سعر الأونصة، إلى جانب حالة العرض والطلب داخليًا، وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وهو ما يجعل السوق عرضة لتقلبات سريعة"، مشيرًا إلى أن "الأسعار قد تظل متذبذبة خلال الأسابيع المقبلة، في انتظار نتائج اجتماعات البنوك المركزية الكبرى".
نصيحة للمستهلكين.. الوقت مناسب للشراء بحذر
ويرى بعض التجار أن التراجع الحالي في أسعار الذهب قد يمثل فرصة جيدة للراغبين في الشراء، خاصة مع هبوط عيار 21 إلى مستويات أقل من 4600 جنيه، لكنهم ينصحون بالحذر وانتظار مزيد من الاستقرار في السوق قبل اتخاذ قرارات الشراء الكبيرة، خصوصًا في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها السوق العالمي.
وفي السياق ذاته، يواصل المصريون متابعة أسعار الذهب بشكل يومي، لما له من أهمية كبرى سواء في أغراض الزينة أو كوسيلة للادخار، خاصة في ظل تذبذب قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم.