الثلاثاء 10 يونيو 2025 الموافق 14 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

صمت الغرب المريب.. وتواطؤ يدمر المصداقية

القارئ نيوز

«صمت الغرب».. في ظل صمت دولي مريب وتراجع مخزٍ من دول عظمى كالجمهورية الفرنسية والمملكة المتحدة، تتكشف فصول مأساة إنسانية يسطرها الكيان الصهيوني بدم بارد، بينما تتغنى الديمقراطيات الغربية بالقيم والمبادئ، نراها تتخلى عن مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية، تاركةً الشعوب المستضعفة تواجه آلة حرب همجية، إن ما حدث للسفينة «مادلين» ليس مجرد حادث عارض، بل هو دليل دامغ على أن إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية خارجة عن القانون الدولي، في ظل تواطؤ دولي يهدد ما تبقى من مصداقية للنظام العالمي.

خيانة المبادئ.. الغرب يفقد بوصلته الأخلاقية

لقد أثبت تراجع فرنسا وبريطانيا عن نيتهما الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، رغم رمزية هذه الخطوة في مواجهة السلوك الإسرائيلي، أن الغرب قد فقد بوصلته الأخلاقية والسياسية، وهذا التراجع المخزي، تحت وطأة الضغوط، يمثل خيانة للمبادئ التي طالما تغنوا بها، ويزيد من الشرخ بين دول الشمال والجنوب، وإن تداعيات هذا الموقف لن تقتصر على القضية الفلسطينية وحدها، بل ستمتد لتزعزع الثقة في النظام العالمي القائم، وتدفعه نحو مزيد من الفوضى والاضطراب.


جريمة قرصنة بامتياز.. إسرائيل تفضح نفسها

والجدير بالإشارة هنا هي جريمة القرصنة التي ارتكبتها قوات الاحتلال باعتراض السفينة التضامنية «مادلين» في المياه الدولية واحتجاز طاقمها... عمل إرهابي بامتياز، بينما تدعي إسرائيل أن اعتراض سفينة المساعدات جاء بدعوى «أمنية» أو منع تهريب أسلحة، فإن الحقائق تكذب هذه الادعاءات: السفينة «مادلين» كانت تحمل حليب أطفال وحفاضات ودقيقاً، وفق تقارير منظمات دولية مثل العفو الدولية، ولو كان هناك شبهة حقيقية، لكان التفتيش الدولي المشرف هو الحل، لا القرصنة في المياه الدولية، وهذا التناقض يفضح سياسة التضليل الإسرائيلية.

إدانات دولية.. والاحتلال لا يبالي

والخارجية التركية وشبكة الجزيرة الإعلامية، إلى جانب منظمات حقوقية مثل العفو الدولية، أدانوا بشدة هذا الهجوم الشنيع الذي يثبت أن إسرائيل لا تبالي بالقوانين والمواثيق الدولية، والسفينة كانت تحمل مدنيين عزل ومساعدات إنسانية ضرورية لأطفال غزة، واعتراضها بهذا الشكل هو انتهاك صارخ للقانون الدولي وإهانة للمجتمع الإنساني بأسره.

تجويع ممنهج.. وحصار يدفع الأبرياء للموت
 


وهنا ألفت إلى أن ما تقوم به إسرائيل من تجويع وحرمان في غزة، هو استراتيجية ممنهجة يجب أن يتصدى لها العالم أجمع، وجود شخصيات عالمية مثل «غريتا ثونبرغ، وريما حسن» على متن السفينة، ومحاولة جلب السلع الأساسية مثل حليب الأطفال والدقيق والأرز والحفاضات، يعكس تضحية إنسانية نبيلة لمواجهة هذا الحصار اللاإنساني، ورغم أن إسرائيل تتعامل مع الأمر كـ«أزمة إعلامية»، فإن الحقيقة تتجلى في محاولة كسر حصار ظالم دام ما يقرب من عقدين، وأودى بحياة الأبرياء.


قوافل الصمود تتحدى.. وضمير العالم يستيقظ

بينما تُظهر إسرائيل وجهها القمعي للعالم، تواصل قافلة "الصمود" انطلاقها من العاصمة الجزائرية نحو معبر رفح، في خطوة تضامنية قوية آخرى تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وهذه المبادرات الشعبية، إلى جانب أصوات قادة منظمات الأخبار وحرية الصحافة العالمية المطالبة بوصول الصحفيين إلى القطاع، تبرهن على أن الضمير الإنساني لا يزال حيًا، وأن هناك من يرفض التستر على جرائم الاحتلال، وعلى العالم أن يستفيق ويعي أن الصمت لم يعد خيارًا مقبولًا.

ختاماً.. شرارة المقاومة وانهيار شرعية الاحتلال

إن ما حدث للسفينة «مادلين» ليس نهاية المطاف، بل هو شرارة جديدة توقد جذوة المقاومة والصمود، وإن تراجع القوى الغربية لن يزيد الشعوب إلا إصرارًا على انتزاع حقوقها، وإسرائيل، التي تظن أنها فوق القانون، ستجد نفسها يومًا ما وحيدة في مواجهة ضمير عالمي يرفض الظلم والهمجية، وهذه الأحداث كشفت القناع عن وجه الاستبداد، وأعلنت بوضوح أن زمن السكوت قد ولى، وحان الوقت ليقف العالم وقفة رجل واحد في وجه الإرهاب الإسرائيلي، فالحقيقة لا يمكن حجبها إلى الأبد، وعدالة الشعوب ستنتصر لا محالة، ويتوجب على المجتمع الدولي الآن فرض عقوبات فورية على إسرائيل لوقف هذه الإنتهاكات.

تم نسخ الرابط