آبل تكشف بهدوء عن تطورات الذكاء الاصطناعي في مؤتمر WWDC 2025
آبل بدأت مؤتمر المطورين العالمي WWDC 2025 بطريقة مختلفة عن العام الماضي، حيث حرصت شركة آبل على تقليل الضجة الإعلامية والتركيز على تقديم «تحسينات حقيقية» بدلًا من وعود ضخمة لا توازيها النتائج، فقد تجنبت آبل المبالغات المعهودة في الإعلان عن «Apple Intelligence»، وبدلًا من ذلك اختارت عرض المزايا بهدوء وانتقلت سريعًا إلى محاور تقنية أخرى تعكس استراتيجية مختلفة تهدف إلى بناء الثقة من جديد مع مجتمع المستخدمين.
آبل توسّع دعم اللغات لتقنيات الذكاء الاصطناعي
من أبرز ما أعلنت عنه آبل هو توسيع دعم «Apple Intelligence» ليشمل ثماني لغات جديدة قبل نهاية العام الحالي، وتشمل هذه اللغات كلًا من الدنماركية والهولندية والنرويجية والبرتغالية الخاصة بالبرتغال إلى جانب السويدية والتركية والصينية التقليدية والفيتنامية، وتطمح آبل من خلال هذا التوسيع إلى جعل قدراتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي متاحة لفئات أوسع من المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.
ميزة الترجمة الحية تعزز التواصل الآمن عبر أجهزة آبل
أطلقت آبل ميزة «Live Translation» التي تُمكّن المستخدمين من التواصل بلغات مختلفة في الرسائل والمكالمات باستخدام ترجمة مباشرة وآمنة بالكامل، حيث تعتمد الميزة على المعالجة المحلية داخل الجهاز وهو ما تعتزمه آبل كأحد أعمدة الخصوصية لديها، وقد تم دمج هذه الخاصية في تطبيقات مثل الرسائل وفيس تايم والهاتف لتظهر الترجمات بشكل فوري أثناء الكتابة أو خلال المكالمات سواء عبر الكتابة أو الصوت.
أدوات جديدة ترفع من الإبداع داخل بيئة آبل
حدثت آبل أدواتها الإبداعية مثل Genmoji وImage Playground لتقدم مزايا فريدة لمستخدميها، حيث أصبح بالإمكان دمج الرموز التعبيرية مع النصوص لتوليد رموز مخصصة إلى جانب تعديل الملامح وتسريحات الشعر أو إنشاء صور بأساليب فنية متنوعة مثل الرسم الزيتي أو التصميم المتجهي، وتعتمد هذه الميزات على تقنيات ChatGPT ولكن دون إرسال أي بيانات إلى خوادم خارجية مما يعزز عنصر الأمان داخل نظام آبل.
الذكاء البصري يأخذ بيد المستخدم إلى تجربة أكثر تفاعلًا
ميزة «الذكاء البصري» Visual Intelligence أصبحت من الأدوات البارزة في هواتف آيفون المدعومة بآبل، حيث تسمح للمستخدم بالتفاعل مباشرة مع المحتوى الظاهر على الشاشة من خلال التعرف على الأشياء أو المواقع عبر الكاميرا أو تحليل الصور أو النصوص المعروضة، ويمكن للمستخدم طلب مساعدة من ChatGPT أو البحث عبر محركات مثل Google أو مواقع التسوق مثل Etsy وذلك دون مغادرة التطبيق الأساسي، كما تقوم الخاصية باقتراح أحداث يمكن إضافتها للتقويم تلقائيًا بناءً على المحتوى الذي يتم تحليله.
آبل تدخل الذكاء الاصطناعي إلى Apple Watch
أعلنت آبل عن ميزة جديدة تُدعى Workout Buddy موجهة لمستخدمي Apple Watch، وهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تقديم تحليل شخصي للتدريبات باستخدام بيانات حيوية مثل نبضات القلب وسرعة الحركة والمسافة والإنجازات الرياضية، وتعمل هذه الميزة بشكل محلي داخل الساعة بالتكامل مع iPhone المتصل وتستخدم صوتًا مولدًا من مدربين محترفين ضمن خدمة لتوفير تجربة تفاعلية ومشجعة.
آبل تُحدّث تطبيقاتها اليومية بذكاء اصطناعي ذكي
لم تكتفِ آبل بتحسين أدواتها الإبداعية بل امتدت تحديثاتها إلى التطبيقات اليومية التي يعتمد عليها المستخدم، فتطبيق Reminders أصبح قادرًا على تصنيف المهام المهمة تلقائيًا بناءً على الرسائل أو المواقع أو الملاحظات، أما تطبيق Apple Wallet فقد تم تزويده بخاصية تتبع الطلبات التي يتم استلامها عبر البريد الإلكتروني لتجميعها في صفحة واحدة لسهولة المتابعة، كما طرأت تحسينات على تطبيق Messages تُمكن المستخدم من إنشاء استطلاعات تلقائيًا وتخصيص خلفيات المحادثات عبر أدوات التصميم المتوفرة في Image Playground.
Siri تنتظر التحديث الأكبر خلال العام
رغم الانتظار الكبير من جمهور آبل للإعلان عن تحديثات جوهرية لمساعد Siri خلال مؤتمر WWDC 2025، إلا أن آبل أكدت أن تطويرات Siri ستكون متاحة في وقت لاحق من هذا العام ولن تصدر مع النسخ التجريبية الأولى من iOS 26 أو iPadOS 26 أو macOS 26، وتشمل هذه التطويرات قدرة Siri على فهم السياق بشكل أعمق وتحسين قدراته على قراءة الشاشة وتنفيذ أوامر أكثر تفصيلًا داخل التطبيقات وهو ما يعكس سعي آبل إلى جعل Siri أكثر قربًا من المنافسين في سوق المساعدين الرقميين.
استراتيجية «الخصوصية أولًا» لا تزال قلب نهج آبل
آبل استمرت في تأكيد التزامها الدائم بمبدأ «الخصوصية أولًا»، حيث أن معظم ميزات الذكاء الاصطناعي التي تم الإعلان عنها في WWDC 2025 تعمل محليًا على الجهاز دون إرسال أي بيانات شخصية إلى السحابة، ويُعد هذا التوجه بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية آبل التي تُميزها عن منافسيها في السوق خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتقنيات تعتمد على تحليل البيانات والتفاعل الذكي.
ختام هادئ لكن واعد لمؤتمر آبل
أنهت آبل مؤتمرها العالمي للمطورين لهذا العام بأسلوب هادئ وواقعي مع التركيز على تحسين تجربة المستخدم بدلًا من استعراضات صاخبة، حيث قدمت الشركة تحديثات مهمة في العديد من الجوانب بدءًا من دعم اللغات ووصولًا إلى المزايا الصحية والإبداعية، ما يؤكد أن آبل تسير بخطى ثابتة نحو دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومدروس دون التفريط في «قيم الخصوصية» التي لطالما شكلت عنصرًا مميزًا لمنتجاتها.
بهذا النهج تُثبت آبل مرة أخرى أنها لا تسعى فقط لمواكبة موجة الذكاء الاصطناعي بل تسعى لبناء بيئة ذكية أكثر استقرارًا وأمانًا وتكاملًا مع احتياجات المستخدمين في حياتهم اليومية.
