الخميس 26 يونيو 2025 الموافق 01 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

شاب يشعل النار في والده بسبب خلافات أسرية.. والأجهزة الأمنية تضبط المتهم

نيران - أرشيفية
نيران - أرشيفية

شهدت قرية الحجيرات التابعة لمركز قنا حادثا مؤسفا هز الرأي العام المحلي، بسبب الخلافات بعدما أقدم شاب في العشرينات من عمره على إشعال النيران في والده المسن، ما أسفر عن إصابته بحروق شديدة، نقل على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم، وأحالته إلى جهات التحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.

بلاغ واستجابة فورية

تلقى مدير أمن قنا، اللواء إيهاب طه، إخطارًا من غرفة العمليات يفيد بوقوع حادث اعتداء مروع داخل إحدى المنازل بقرية الحجيرات، التابعة لدائرة المركز، حيث أفاد البلاغ بقيام نجل بإشعال النيران في والده على خلفية خلافات عائلية قديمة.

وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية من مركز شرطة قنا إلى موقع البلاغ، حيث تبين من التحريات الأولية وقوع مشادة كلامية بين الأب ونجلِه داخل منزل العائلة، تطورت بشكل مفاجئ إلى اعتداء عنيف، انتهى بقيام الشاب بسكب مادة مشتعلة على والده، ثم إشعال النيران فيه.

حروق خطيرة ونقل إلى المستشفى

تم استدعاء سيارة إسعاف على وجه السرعة لنقل الأب، الذي تجاوز الستين من عمره، إلى مستشفى قنا العام، حيث استقبله الفريق الطبي في حالة حرجة، بعدما تبين إصابته بحروق متفرقة من الدرجة الثانية والثالثة في مناطق مختلفة من جسده.

وأشار مصدر طبي داخل المستشفى إلى أن المصاب يخضع حاليًا للعلاج داخل وحدة الحروق، وتتم متابعته بشكل دقيق، نظرًا لخطورة الإصابات التي لحقت به، مؤكدًا أن حالته الصحية لا تزال تحت التقييم المستمر من جانب الأطباء.

ضبط المتهم والتحقيقات جارية

وبعد تأكيد الواقعة من شهود العيان وأفراد الأسرة، تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهم واصطحابه إلى ديوان المركز، حيث جرى تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وبحسب أقوال شهود عيان، فإن العلاقة بين الأب ونجلِه كانت متوترة خلال الأشهر الأخيرة، حيث نشبت بينهما خلافات متكررة لأسباب مادية وأسرية، تطورت تدريجيًا حتى بلغت ذروتها في الحادث المؤلم.

وأوضح مصدر أمني، أن التحقيقات الأولية تُشير إلى أن المتهم كان في حالة غضب شديدة، ولم يكن في وعيه الكامل لحظة ارتكاب الواقعة، إلا أن التحريات لا تزال مستمرة للوقوف على كافة تفاصيل الحادث، ودراسة الملابسات المحيطة به.

استنكار شعبي وغضب مجتمعي

وأثارت الحادثة حالة من الاستياء والغضب بين أهالي قرية الحجيرات، الذين أعربوا عن صدمتهم من وقوع مثل هذا الفعل الشنيع داخل أسرة معروفة بالهدوء، مؤكدين أن الأب يتمتع بسمعة طيبة، وكان محبوبًا بين أبناء القرية.

وأشار بعض الأهالي إلى أن الضغوط الاقتصادية وظروف الحياة قد تلعب دورًا في توتر العلاقات الأسرية، داعين الجهات المعنية إلى تكثيف جهود التوعية بمخاطر العنف الأسري، وتوفير قنوات للدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من التفكك أو الأزمات الداخلية.

دعوات للتوعية وتعزيز الحوار الأسري

من جانبه، قال الدكتور ياسر حسن، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، إن مثل هذه الحوادث تعبر عن خلل عميق في منظومة القيم داخل بعض الأسر، مشيرًا إلى أن العنف ليس أبدًا وسيلة لحل الخلافات.

وأضاف في تصريحات خاصة، أن «الحوار الأسري الصحي، والدعم النفسي، وإتاحة فرص التعبير عن الرأي داخل المنزل يمكن أن تُجنب المجتمع مثل هذه المآسي»، داعيًا وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية إلى إطلاق حملات توعية تستهدف تعزيز مفهوم الأسرة الآمنة.

إجراءات قانونية منتظرة

وتستكمل جهات التحقيق حاليًا استجواب المتهم، كما بدأت فحص كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث إن وجدت، بالإضافة إلى الاستماع لأقوال الجيران وشهود العيان، وتقرير الطب الشرعي الذي سيساهم في تحديد مدى الضرر الذي لحق بالمجني عليه، ومدى المسؤولية الجنائية للمتهم.

ومن المتوقع أن تُواجه النيابة المتهم بتهم تتعلق بالشروع في القتل، أو الإيذاء العمد المؤدي لعاهة مستديمة، حال ثبوت الإصابات الخطيرة على الأب، وذلك وفقًا لما سيسفر عنه التحقيق وتقرير الطب الشرعي.

يبقى هذا الحادث جرس إنذار لكل أسرة تعاني من التوتر والخلاف، ويعيد إلى الواجهة أهمية غرس قيم التسامح وضبط النفس والحوار داخل البيت الواحد، قبل أن تتحول المشكلات البسيطة إلى مآسي لا تحتمل.

وتعد الخلافات الأسرية من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى تصاعد العنف، ومع تكرار الخلافات دون تدخل، قد تصل الأمور إلى نتائج مأساوية، كما حدث في هذه الخلافات المؤسفة.

تم نسخ الرابط