الإثنين 30 يونيو 2025 الموافق 05 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف خيمة للنازحين بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح

خيمة للنازحين
خيمة للنازحين

أفاد مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» في خبر عاجل، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارة جوية استهدفت خيمة تؤوي نازحين مدنيين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في تصعيد خطير يطال المراكز الصحية والملاجئ المؤقتة التي تأوي آلاف النازحين.

ويأتي هذا القصف في وقت يفتقر فيه قطاع غزة لأبسط مقومات الحياة، حيث يعاني السكان من تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية، واستمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من 8 أشهر دون توقف.

استمرار عمليات الإبادة رغم النداءات الدولية

منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، عدوانًا شاملاً على قطاع غزة وصفته العديد من الجهات الحقوقية والدولية بأنه يشكل «إبادة جماعية» ممنهجة، تتنوع مظاهرها بين القصف العنيف، والقتل العشوائي، والتجويع المتعمد، والتدمير الكامل للبنية التحتية، والتهجير القسري لمئات الآلاف من المدنيين.

ورغم صدور أوامر قضائية من محكمة العدل الدولية تطالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فورًا واتخاذ تدابير لحماية المدنيين، إلا أن سلطات الاحتلال تواصل تجاهل تلك الأحكام، وتستمر في استهداف التجمعات السكنية والمراكز الصحية والتعليمية، ضاربة بالقانون الدولي الإنساني عرض الحائط.

آلاف الضحايا من الأطفال والنساء

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن العدوان الإسرائيلي خلّف حتى الآن أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، إلى جانب ما يزيد على 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا، في ظل صعوبة عمليات البحث تحت الأنقاض المستمرة.

وتشير التقارير الميدانية إلى أن عشرات العائلات أبيدت بالكامل، في ظل استمرار الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية والوقود والدواء، ما أدى إلى مجاعة واسعة النطاق، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع، حيث قضى عشرات الأطفال جوعًا وعطشًا، في مأساة غير مسبوقة يشهدها العالم في القرن الحادي والعشرين.

استهداف ممنهج للمستشفيات ومراكز الإيواء

ويمثل استهداف محيط مستشفى شهداء الأقصى اليوم حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي طالت المنظومة الصحية في غزة، حيث جرى تدمير عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية، إضافة إلى تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية من قِبل الاحتلال، ما تسبب في شلل كامل للقطاع الصحي.

كما سبق أن استهدفت قوات الاحتلال مدارس تابعة لوكالة «الأونروا»، ومراكز إيواء مدنية، وخيام للنازحين، في انتهاك صريح لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداء على المدنيين والمرافق الطبية.

صمت دولي وتنديد شعبي

رغم هول الكارثة في غزة، لا تزال ردود الفعل الدولية الرسمية محدودة، فيما تتصاعد حركات التضامن الشعبي في مختلف عواصم العالم، مطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وإحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبتهم على جرائمهم.

وفي السياق نفسه، دعت منظمات حقوقية دولية إلى توفير حماية دولية فورية للمدنيين في غزة، والعمل على تفعيل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب بوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال.

ويبقى السؤال معلقا في ضمائر العالم: إلى متى يستمر استهداف الأبرياء في خيام النزوح والمستشفيات تحت سمع وبصر المجتمع الدولي؟ وإلى متى يظل صمت العالم شاهدا على جريمة مكتملة الأركان ترتكب كل يوم في غزة؟ في الوقت الذي تتساقط فيه الأجساد الطاهرة تحت الركام، ويتحول النزوح إلى مقبرة جماعية، لم يعد يكفي التنديد، ولم تعد الكلمات كافية، فكل يوم تأخير هو حياة تُزهق، وطفل يُقتل، ومدينة تُمحى من الوجود.

ويبقى الأمل معقودًا على ضمير إنساني حي يتحرك قبل فوات الأوان، فغزة اليوم تنزف في وضح النهار، والعدوان لا يميز بين رضيع أو مسن أو جريح. 

مأساة مستمرة بلا نهاية، وشعب يُباد أمام كاميرات العالم، في انتظار موقف حاسم يعيد للعدالة معناها، وللإنسانية قيمتها المسلوبة.

تم نسخ الرابط