الثلاثاء 01 يوليو 2025 الموافق 06 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ذكرى ميلاد أميرة القلوب.. ديانا التي جعلت الإنسانية تاجا على رأس الملك

الأميرة ديانا
الأميرة ديانا

اليوم، 1 يوليو، يوافق ذكرى ميلاد الأميرة ديانا، واحدة من أكثر الشخصيات الملكية شهرة وتأثيرا في العالم، التى تركت إرثا إنسانيا لا يزال حاضرا بقوة رغم مرور أكثر من ربع قرن على رحيلها.

ولدت ديانا فرانسيس سبنسر في 1 يوليو 1961، وتحولت إلى أميرة لقلوب الملايين حول العالم، ليس فقط بسبب مكانتها كزوجة ولي عهد بريطانيا السابق الأمير تشارلز، بل بسبب نشاطها الإنساني الكبير وقربها من الناس، وتعاطفها مع قضايا مجتمعية حساسة مثل الفقر، والإيدز، والألغام الأرضية.

إنسانة قبل أن تكون أميرة

عرفت ديانا بأنها كسرت الصورة النمطية الجامدة عن أفراد العائلة المالكة، لم تكن تحب المظاهر الرسمية الفخمة فقط، بل كانت تفضل أن تمشي وسط الناس، تصافحهم، وتبتسم لهم بعفوية وصدق. وهو ما أكسبها حبا جماهيريًا لم تحظَ به شخصية ملكية أخرى في العصر الحديث.

سميت بـ«أميرة القلوب» لأنها اختارت أن تكون صوتا للمهمشين، ووجها إنسانيا للعائلة الملكية البريطانية، التي كانت حتى وقتها تتسم بالتحفظ والانفصال عن عامة الناس.

ديانا والإيدز.. كسر الحواجز الاجتماعية

من أبرز محطات ديانا الإنسانية، زيارتها في أبريل 1987 إلى مستشفى متخصص في علاج مرضى الإيدز، حيث صافحت أحد المصابين بالمرض دون ارتداء قفازات. 

في ذلك الوقت، كان هناك رعب اجتماعي من مجرد الاقتراب من مرضى الإيدز، واعتبر تصرفها هذا ثورة إنسانية حقيقية، فتحت بابًا واسعا لتغيير النظرة المجتمعية لهذا المرض.

لم تكن تلك المرة الوحيدة، بل واصلت دعمها لهذه الفئة المنسية، وأسهمت فى تأسيس مركز Landmark AIDS Centre الذى افتتح رسميا عام 1989 بدعمها المباشر، ووصفتها المنظمات الطبية بأنها «المحور الأبرز في حملة التوعية بالإيدز».

دعم مرضى السرطان.. عطاء مستمر

في عام 1989، أصبحت ديانا رئيسة لمستشفى Royal Marsden المتخصص في علاج السرطان، وحرصت على الوجود الدائم مع المرضى، خصوصًا الأطفال. 

وافتتحت بنفسها وحدة الأطفال بالمستشفى عام 1993، ثم نظمت حملة خيرية عام 1996 نجحت خلالها فى جمع أكثر من مليون جنيه إسترليني.

وكان لافتا أنها كانت تصطحب طفليها الأميرين ويليام وهاري خلال هذه الزيارات، مما عزز من صورتها كأم حنونة تربي أولادها على العطاء والمشاركة المجتمعية، وهو ما ينعكس حتى اليوم في أنشطة الأميرين.

قضية الألغام.. حين وقفت بوجه الحرب

في عام 1997، قبل أشهر قليلة من وفاتها، زارت ديانا أنجولا، وسارت وسط حقل ألغام مرتدية سترة واقية، في مشهد دوى صداه حول العالم. 

كانت تسعى للفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية التي تخلفها الألغام في مناطق الحروب، ودعمت حملة عالمية لحظر استخدامها. 

وصفت الصحف آنذاك صور ديانا وهي تمشي وسط حقل الألغام بأنها «أقوى من ألف كلمة».

إرثها لا يزال حيا

توفيت ديانا فى حادث مأساوي في 31 أغسطس 1997 بالعاصمة الفرنسية باريس، لكن ذكراها لم تمت، وإرثها لا يزال يُلهم الملايين حول العالم.

 وقد حرص ابناها، ويليام وهاري، على مواصلة مشوارها الإنساني، حيث يتصدران مشروعات صحية وتعليمية وإنسانية في بريطانيا وخارجها.

ويقول الأمير ويليام عنها دائما إنها «علمتنا أن نرى الإنسان أولا»، بينما يؤكد الأمير هاري أنها «لم تكن فقط أما، بل قدوة في كيفية خدمة الآخرين».

وجه جديد للملكية

تعتبر الأميرة ديانا السبب الأبرز فى تغيير وجه المؤسسة الملكية، حيث فرضت على العائلة المالكة نمطًا جديدًا من التعامل، يقوم على المشاعر والشفافية، لا على البروتوكولات فقط. 

وتبعها في ذلك ملوك وأمراء حول العالم، حيث أصبح التفاعل الإنساني مع الناس ركيزة من ركائز العمل العام.

ويقول مراقبون إن ديانا سبقت عصرها، وكانت نموذجا لـ«القوة الناعمة» التى يمكن أن تغيّر العالم، ليس بالقرارات الرسمية، ولكن بالتعاطف الصادق والحضور الإنسانى النادر.

وهكذا، تبقى ذكرى ميلاد ديانا «أميرة القلوب» مناسبة لتجديد العهد مع قيم الإنسانية والرحمة والتواضع، التى زرعتها فى العالم، ورسالة مفتوحة بأن العمل الخيري الحقيقي لا ينسى.

تم نسخ الرابط