السبت 05 يوليو 2025 الموافق 10 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ضعف النظر المفاجئ.. تنبيه من الجسم لمشكلات صحية خفية

ضعف النظر
ضعف النظر

يُعد ضعف «النظر» المفاجئ من العلامات المثيرة للقلق التي قد تشير إلى وجود «مشكلات صحية خفية» تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة، فعلى عكس التراجع البصري التدريجي الذي قد يصيب الإنسان مع التقدم في العمر أو بسبب الإرهاق البصري، فإن ضعف «النظر» المفاجئ قد يكون إنذارًا مبكرًا لحالات خطيرة مثل اضطرابات الأوعية الدموية أو أمراض الأعصاب أو حتى مضاعفات لبعض الأمراض المزمنة، ومن الضروري فهم أسباب هذا التغير الحاد في القدرة على الإبصار وكيفية التعامل معه بسرعة ودقة.

ماذا نعني بضعف النظر المفاجئ؟

ضعف «النظر» المفاجئ هو انخفاض سريع ومفاجئ في قدرة الشخص على الرؤية بوضوح، وقد يصيب عينًا واحدة أو كلتا العينين، ويحدث ذلك دون سابق إنذار أو تطور تدريجي، ويشمل ذلك الشعور بتشوش الرؤية أو رؤية ضبابية أو حتى فقدان جزئي أو كلي للرؤية خلال دقائق أو ساعات، وقد يصاحب هذه الحالة أعراض أخرى مثل الصداع أو الدوار أو ألم في العين أو تغير في لون الرؤية أو رؤية ومضات من الضوء.

الأسباب الشائعة لضعف النظر المفاجئ

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف مفاجئ في «النظر»، بعضها يتعلق مباشرة بالعين والبعض الآخر يكون ناتجًا عن مشاكل صحية عامة، من أبرز هذه الأسباب:

انسداد في الأوعية الدموية المغذية للعين مثل انسداد الشريان الشبكي المركزي

انفصال الشبكية وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً سريعًا

التهابات مفاجئة في العصب البصري نتيجة أمراض مناعية أو فيروسية

ارتفاع مفاجئ في ضغط العين قد يؤدي إلى الإصابة بـ«الجلوكوما الحادة»

السكتات الدماغية الصغيرة التي تؤثر على مراكز الرؤية في الدماغ

انخفاض حاد في ضغط الدم مما يؤدي إلى نقص التروية الدموية لشبكية العين

التسمم أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تؤثر على «النظر»

هل الأمراض المزمنة سبب في ضعف النظر المفاجئ؟

الإجابة هي نعم، فبعض الأمراض المزمنة قد تؤدي إلى تغيرات حادة في «النظر» دون سابق إنذار، فمثلاً مرض السكري يمكن أن يسبب نزيفًا مفاجئًا في شبكية العين نتيجة مضاعفاته المعروفة مثل «اعتلال الشبكية السكري»، كما أن مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن يمكن أن يؤدي إلى تمزق في أوعية العين أو اعتلال في العصب البصري، كما ترتبط بعض أمراض المناعة الذاتية بتدهور مفاجئ في «النظر» مثل التصلب المتعدد أو الذئبة الحمراء.

متى يصبح ضعف النظر المفاجئ حالة طارئة؟

عندما يحدث ضعف في «النظر» دون سبب واضح أو يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل صداع شديد أو شلل مفاجئ في أحد أطراف الجسم أو فقدان التوازن أو صعوبة في الكلام، فإن هذه الحالة قد تشير إلى جلطة دماغية أو نزيف في المخ، وهي حالات تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا لإنقاذ حياة المريض والحفاظ على سلامة الرؤية، كما أن فقدان الرؤية الكامل أو تغير لون الرؤية إلى الرمادي أو الأسود يتطلب زيارة عاجلة إلى طبيب العيون أو قسم الطوارئ.

كيف يتم تشخيص سبب ضعف النظر المفاجئ؟

يعتمد الطبيب على مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب بدقة، وتشمل الفحص السريري الكامل للعين باستخدام أجهزة متخصصة لفحص الشبكية والعصب البصري، إضافة إلى اختبارات النظر والانكسار، وقد يطلب الطبيب تصوير مقطعي للدماغ إذا شك في وجود سبب عصبي، كما تُستخدم أشعة «OCT» لفحص طبقات الشبكية بدقة عالية، وفي بعض الحالات يُطلب إجراء فحوصات للدم أو تحليل للسكر والضغط ووظائف الكلى والدهون، لأن بعض هذه المؤشرات قد تكون مسؤولة عن تدهور «النظر».

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد العلاج على السبب المؤدي لضعف «النظر»، فإذا كان السبب التهابيًا يتم وصف أدوية مضادة للالتهاب مثل الكورتيزون أو مضادات الفيروسات، أما في حال وجود انسداد في الشرايين أو الجلطات، فقد يحتاج المريض إلى مذيبات للجلطة أو أدوية لتحسين تدفق الدم، وفي حالات انفصال الشبكية يتم التدخل الجراحي العاجل لإنقاذ الرؤية، كما قد يُطلب من المريض التوقف عن تناول أدوية معينة إذا ثبت أنها تسبب أعراضًا بصرية، ويكون التوقيت عاملاً حاسمًا في نجاح العلاج واستعادة النظر.

الوقاية خير من فقدان النظر

للوقاية من ضعف «النظر» المفاجئ، يجب الحرص على إجراء فحوصات دورية للعين، خصوصًا لدى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط، كما يُنصح بقياس مستوى السكر والضغط بشكل منتظم، وتفادي العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث الجلطات مثل التدخين وارتفاع الكوليسترول، كما أن التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني بانتظام تساهم في حماية الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم إلى العين، ويجب على من يشعر بتغير مفاجئ في «النظر» ألا يتأخر في طلب المشورة الطبية.

ضعف «النظر» المفاجئ ليس مجرد عرض بسيط بل هو رسالة من الجسم تشير إلى «اضطراب داخلي» قد يكون خفيًا وخطيرًا، وقد لا تعود الرؤية إلى طبيعتها إذا تم تجاهل الأمر أو تأخر التشخيص، لذا فإن التوعية بهذه الحالة والتصرف السريع من المريض والطبيب على حد سواء، يساهم في تقليل المضاعفات والحفاظ على أهم حواس الإنسان وهي «البصر».

تم نسخ الرابط