الثلاثاء 19 أغسطس 2025 الموافق 25 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

شهداء الصحافة الفلسطينية.. يتوجون بجائزة حرية الصحافة المصرية 2025

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

أعلنت نقابة الصحفيين، برئاسة الكاتب الصحفي خالد ميري، مساء الإثنين، عن القائمة القصيرة لجوائز الصحافة المصرية 2025، في دورتها الجديدة التي تحمل اسم الكاتب الكبير الراحل «محمود عوض». 

وشهدت الدورة الحالية زخماً خاصاً ليس فقط بسبب عدد المشاركات الكبير، وإنما أيضاً لطبيعة الجوائز التي توسعت لتشمل فروعًا جديدة، إلى جانب تخصيص جائزة لحرية الصحافة أُهديت إلى روح شهداء الصحافة الفلسطينية الذين قضوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.

هذا الإعلان جاء ليؤكد حرص النقابة على تطوير الجائزة سنويًا، وتحويلها إلى منصة كبرى للاحتفاء بالصحافة المصرية والعربية، وربطها كذلك بالقضايا الإنسانية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

خلفية تاريخية للجائزة

جوائز الصحافة المصرية تعد من أبرز وأعرق الجوائز المهنية في المنطقة العربية، وتمنح تقديراً لأفضل الأعمال الصحفية المنشورة في مختلف الفروع.

 وتتميز كل دورة بارتباطها باسم أحد رواد الصحافة، حيث أطلق اسم «محمود عوض» على دورة 2025 تخليداً لذكرى الكاتب الكبير، الذي اشتهر بأسلوبه المميز وكتاباته النقدية الجريئة في الصحافة والفكر والثقافة.

وتضم لجنة الأمناء مجموعة من أبرز رموز المهنة من رؤساء تحرير ومفكرين وصحفيين بارزين، وهو ما يمنح الجائزة مصداقية ووزناً داخل الوسط الإعلامي وخارجه.

فروع الجائزة هذا العام

أعلن مجلس الأمناء أن القائمة القصيرة شملت الأعمال المرشحة في عدد من الفروع الرئيسية، أبرزها:

جائزة الحوار الصحفي.

جائزة التحقيق الصحفي.

جائزة القصة الإنسانية.

جائزة التغطية الإخبارية.

جائزة التغطية الخارجية.

جائزة الكاريكاتير.

جائزة المقال الصحفي.

جائزة الصحافة الاقتصادية.

جائزة الصحافة الرياضية.

جائزة صحافة المرأة.

جائزة الكاريكاتير.

إلى جانب الجوائز الخاصة: جائزة الصحافة الاقتصادية باسم الكاتب أحمد بهاء الدين، وجائزة الصحافة الثقافية باسم رجاء النقاش، وجائزة الكاريكاتير باسم مصطفى حسين، وجائزة المقال الصحفي باسم موسى صبري.

كما تضمنت الدورة الحالية جائزة جديدة للصحافة الرقمية والمالتي ميديا، في إشارة واضحة إلى مواكبة التطور التكنولوجي والتحول الرقمي داخل المؤسسات الصحفية.

تكريم شهداء الصحافة الفلسطينية

وكان من أبرز ما لفت الأنظار في إعلان هذا العام، تخصيص جائزة «حرية الصحافة» لشهداء الصحافة الفلسطينية الذين استشهدوا في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي

وأكد مجلس الأمناء أن هذا التكريم يعكس تضامن الصحافة المصرية مع أشقائها الفلسطينيين، ويعيد التأكيد على أن مهنة الصحافة ليست مجرد مهنة، وإنما رسالة قد يدفع الصحفي حياته ثمناً لها في سبيل كشف الحقيقة والدفاع عن المظلومين.

وقد لاقت هذه الخطوة إشادة واسعة داخل الوسط الإعلامي المصري والعربي، باعتبارها تأكيداً على التلاحم بين الصحافة المصرية والقضية الفلسطينية التي تمثل قضية العرب المركزية.

الاحتفاء بالمؤسسات العريقة

لم تغب المؤسسات الصحفية الكبرى عن مشهد التكريم. فقد خصصت اللجنة جائزة «التميز الصحفي» لعدد من المؤسسات التاريخية التي تحتفل بمرور سنوات طويلة على مسيرتها، منها:

مؤسسة الأهرام بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيسها.

مجلتا «روزاليوسف» و«المصور» بمناسبة مرور 100 عام على انطلاقهما.

هذا التكريم اعتبر رسالة وفاء لتاريخ الصحافة المصرية العريق، وتأكيداً على الدور الكبير الذي لعبته هذه المؤسسات في تشكيل الوعي الوطني والثقافي للمجتمع.

القائمة القصيرة للأسماء المرشحة

شملت القائمة القصيرة عدداً من الأسماء البارزة في الساحة الصحفية، إضافة إلى صحفيين شباب من مختلف المؤسسات، بما يعكس تنوعاً في الأجيال والمدارس الصحفية.

ومن بين الأسماء المرشحة في فئة المقال الصحفي، برزت كتابات تتناول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، بينما تميزت التحقيقات بملامسة قضايا إنسانية عميقة مثل أوضاع الصحة والتعليم وحقوق المرأة.

أما في مجال الصحافة الاقتصادية، فقد شهدت المنافسة حضوراً لافتاً لعدد من الصحفيين المتخصصين الذين قدموا تحليلات معمقة حول الأزمات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر والمنطقة.

كما حضرت الصحافة الرياضية بقوة عبر ملفات تناولت مسيرة المنتخبات الوطنية والأندية، إلى جانب قضايا الاحتراف والتمويل والحوكمة داخل المؤسسات الرياضية.

التكنولوجيا.. الحاضر الأبرز

من بين أبرز الملاحظات على دورة هذا العام، كان بروز فئة «الصحافة الرقمية والمالتي ميديا»، والتي استقبلت مشاركات متعددة من مؤسسات كبرى وصحفيين شباب

وجاءت المشاركات لتؤكد أن المستقبل يتجه نحو الدمج بين النص والصورة والفيديو والإنفوجرافيك، وهو ما اعتبره المراقبون خطوة أساسية لتطوير الصحافة المصرية وتحديث أدواتها لمواكبة العصر.

وأكد أعضاء مجلس الأمناء أن الجائزة ستواصل تعزيز هذا التوجه في الدورات القادمة، بما يضمن تشجيع الأجيال الجديدة على الابتكار والتجديد.

تصريحات النقابة ومجلس الأمناء

قال نقيب الصحفيين خالد ميري إن: «جوائز الصحافة المصرية تمثل منصة لتكريم الإبداع والتميز، كما أنها رسالة تؤكد أن مهنة الصحافة لا تزال قادرة على إنتاج نماذج مضيئة رغم التحديات».

 وأضاف أن تخصيص جائزة حرية الصحافة لشهداء الصحافة الفلسطينية هو «رسالة تضامن ووفاء لدماء الزملاء الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لكلمة الحق».

من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمناء أن الدورة الحالية شهدت تنافساً كبيراً ومشاركات متميزة، مشيراً إلى أن القائمة القصيرة تمثل خلاصة تقييم دقيق وعادل لأفضل الأعمال المنشورة خلال العام الماضي.

دلالة اختيار اسم محمود عوض

اختيار اسم الكاتب الكبير محمود عوض ليكون عنواناً لهذه الدورة لم يأت من فراغ، إذ يعد واحداً من أبرز الأسماء التي تركت بصمة قوية في الصحافة المصرية والعربية. 

عرف عوض بجرأته في تناول القضايا السياسية والاجتماعية، وبأسلوبه الذي جمع بين العمق والسلاسة، كما أنه كان صاحب مدرسة صحفية ألهمت أجيالاً من الكتاب والصحفيين.

وبهذا الاختيار، أرادت النقابة أن تؤكد وفاءها لرموز المهنة، وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.

ومع اقتراب موعد إعلان النتائج النهائية وتوزيع الجوائز، تبقى الأنظار متجهة نحو معرفة الفائزين، لكن المؤكد أن دورة 2025 ستظل علامة فارقة في تاريخ الجائزة، ليس فقط بسبب طبيعة المشاركات أو أسماء المرشحين، بل لأنها جمعت بين تكريم الماضي، والاحتفاء بالحاضر، ورسم ملامح المستقبل.

فالصحافة المصرية اليوم، عبر هذه الجائزة، تؤكد أنها لا تزال قادرة على التجدد، وعلى لعب دورها التاريخي في الدفاع عن الحقيقة، وتعزيز قيم الحرية، ودعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

تم نسخ الرابط