انتفاخ البطن بدون سبب؟.. 5 عادات تدمر الهضم يوميًا دون أن تلاحظ

الهضم هو المفتاح الأساسي لصحة الجسم العامة، فالجهاز الهضمي مسؤول عن امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان للحفاظ على طاقته ووظائفه الحيوية، ولكن رغم الحرص على تناول أطعمة صحية أحيانًا، يشعر الكثيرون بـ«انتفاخ مزعج» أو اضطراب في المعدة دون سبب واضح، والسبب الحقيقي غالبًا لا يكون في نوع الطعام وحده، بل في بعض «العادات اليومية» التي تُمارس دون وعي، وتؤثر سلبًا على عملية الهضم بشكل متكرر وتدريجي.

انتفاخ البطن.. مشكلة يومية بأسباب خفية

الهضم لا يتأثر فقط بما تأكله، بل أيضًا بـ«كيف» و«متى» تأكله، وقد تفاجأ أن عادات تبدو بسيطة مثل طريقة الجلوس أو التوقيت الذي تتناول فيه وجباتك قد تكون مسؤولة عن اضطرابات الهضم التي تعاني منها باستمرار، فالانتفاخ والشعور بثقل في المعدة والغازات والتقلصات كلها مؤشرات على أن الهضم لا يتم بشكل طبيعي، وقد يكون السبب الرئيسي هو أنك تمارس يوميًا عادات «خاطئة» دون أن تنتبه.

1- تناول الطعام بسرعة دون مضغ كافٍ

من أول وأكثر العادات ضررًا على الهضم هي تناول الطعام بسرعة، فعندما تبتلع الأكل دون مضغه جيدًا، فإنك تُحمل المعدة عبئًا زائدًا، لأن وظيفة الفم لا تقتصر فقط على التذوق، بل تبدأ فيه أولى مراحل الهضم، حيث تعمل الأسنان على تفتيت الطعام واللعاب يحتوي على إنزيمات تُسهم في تكسير الكربوهيدرات والدهون، ولكن عند الاستعجال في الأكل، يصل الطعام إلى المعدة قطعًا كبيرة، مما يرهق الجهاز الهضمي ويتسبب في بطء الهضم، وهو ما يؤدي إلى الانتفاخ والإحساس بعدم الراحة بعد الأكل مباشرة.

2- الإفراط في تناول المشروبات الغازية

رغم أنها مغرية في المذاق، إلا أن المشروبات الغازية من أكثر ما يضر عملية الهضم، فالكربونات الموجودة فيها تُسبب امتلاء المعدة بالهواء، وتؤدي إلى تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ والتجشؤ المستمر، كما أن السكريات الصناعية والمحليات الموجودة فيها تؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهذا بدوره يُضعف الهضم بشكل مباشر، بالإضافة إلى أن شربها أثناء الأكل يُبطئ من حركة الإنزيمات الهاضمة ويزيد من احتمالات حدوث الحموضة.

3- قلة شرب الماء خلال النهار

الماء عنصر أساسي في دعم عملية الهضم، فهو يساعد على تليين الطعام داخل الجهاز الهضمي، ويسهّل حركة الأمعاء ويمنع حدوث الإمساك، لكن كثيرًا من الأشخاص ينسون شرب الماء أو لا يهتمون به طوال اليوم، مما يؤدي إلى جفاف الجهاز الهضمي، وتباطؤ عملية الهضم، وزيادة فرص تراكم الغازات، خاصة عند تناول وجبات غنية بالألياف التي تحتاج إلى كمية كافية من الماء حتى يتم تفكيكها وهضمها بشكل سليم.

4- الأكل في أوقات غير منتظمة

يحتاج الهضم إلى انتظام حتى يعمل بكفاءة، فعندما تتناول وجباتك في مواعيد متقلبة، يضطرب إفراز العصارات الهاضمة في المعدة، وتُصاب الأمعاء بحالة من الفوضى، مما ينعكس على الشعور بالثقل والتلبك المعوي، كما أن الأكل المتأخر ليلاً من أكثر ما يعرقل الهضم، لأن الجهاز الهضمي يكون أقل نشاطًا أثناء النوم، وبالتالي تبقى الأطعمة غير مهضومة بشكل كافٍ في المعدة، ما يؤدي إلى الانتفاخ والحرقة وصعوبة النوم.

5- الجلوس الخاطئ بعد الأكل مباشرة

الكثيرون يعتادون الجلوس أو الاستلقاء فور الانتهاء من الطعام، وهو تصرف خاطئ يؤثر بشدة على الهضم، لأن وضعية الجسم تلعب دورًا مهمًا في مساعدة المعدة على أداء وظيفتها، وعند الاستلقاء أو الانحناء إلى الوراء مباشرة، يتباطأ انتقال الطعام إلى الأمعاء، وتزداد احتمالات حدوث الارتجاع المعدي والحموضة، مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل مزمنة في الهضم قد تتكرر يوميًا دون أن يُدرك الشخص السبب.

كيف تُحسن عملية الهضم؟

لتفادي الانتفاخ المتكرر وتحسين عملية الهضم، ينبغي تغيير بعض العادات اليومية بالتدريج، وأهمها تناول الطعام ببطء مع الحرص على المضغ الجيد، والابتعاد عن المشروبات الغازية أثناء الأكل، والإكثار من شرب الماء على مدار اليوم، وتحديد أوقات ثابتة للوجبات الرئيسية، كما يُفضل الانتظار لفترة قبل النوم أو الاستلقاء بعد تناول الطعام، والمشي الخفيف بعد الوجبة يُعد من أفضل الوسائل لتحفيز الهضم وتقليل الانتفاخ.

متى يكون الانتفاخ مؤشرًا على مشكلة أكبر؟

رغم أن الانتفاخ يرتبط عادة بسوء الهضم أو العادات الخاطئة، إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون عرضًا لمشكلة صحية أعمق مثل «متلازمة القولون العصبي» أو «عدم تحمل اللاكتوز» أو «حساسية الجلوتين»، وإذا كان الانتفاخ مصحوبًا بآلام شديدة أو تغيّر في حركة الأمعاء أو فقدان وزن غير مبرر، فمن الضروري مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة.

الاهتمام بالهضم لصحة أفضل

الهضم ليس فقط عملية داخلية تحدث دون تدخل، بل هو انعكاس لعاداتك وسلوكياتك، وكلما اعتنيت بصحتك اليومية، تحسّن الهضم وقلت مشاكله، وبالتالي ستشعر بطاقة أفضل ونشاط مستمر ومزاج متوازن، فصحة الجهاز الهضمي ترتبط مباشرة بصحة الدماغ والمناعة وحتى جودة النوم، لذا لا تُهمل الإشارات التي يُرسلها لك جسمك، وابدأ اليوم بتغيير بسيط في روتينك اليومي لتحصل على نتائج مدهشة في تحسين الهضم والتخلص من الانتفاخ المزعج.