فرنسا.. صفعة أمريكية لتحالف نتنياهو المتصدع

في عالمٍ يتغير فيه كل شيء بسرعة جنونية، وتتلاشى فيه الثوابت الواحدة تلو الأخرى، يأتي نبأٌ صادمٌ من قلب أوروبا، يلقي بظلاله على تحالفاتٍ كانت تُعدّ صلبة، ويكشف عن توتراتٍ خفية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وبين اتهامات فرنسية صريحة للولايات المتحدة بتقويض جهود السلام، وتصدعٍ واضح في ائتلاف نتنياهو، يبدو أننا على أعتاب مرحلةٍ جديدة، حيث لم تعد القواعد القديمة تنطبق، وباتت الحرية ذاتها مهددة، فهل نحن بصدد مشهدٍ عالمي جديد، تتغير فيه الخرائط السياسية على وقع الضربات والمكائد؟.
ماكرون يهاجم ترامب وتقويض مؤتمر الأمم المتحدة
لقد أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استياءً بالغًا من محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقويض مؤتمر الأمم المتحدة الأخير، هذا المؤتمر، الذي قادته فرنسا والمملكة العربية السعودية الذي تم تأجيلة بسبب الحرب بين إيران وإسرائيل، كان يهدف إلى الإعلان عن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية مستقلة، خطوة اعتبرها ماكرون ضرورية للسلام والاستقرار في المنطقة، ولكن القصف الإسرائيلي لإيران أدى إلى تأجيل المؤتمر، مما أثار شكوكًا حول مدى التزام الأطراف الدولية بالدفع نحو حلول سلمية، وترك ماكرون يشعر بأن جهوده قوضت.
واشنطن.. وسيط أم مُضلل؟
لطالما خدعت الولايات المتحدة الأمريكية العالم تحت ستار «اتفاقية أوسلو» وعقود من وهم "حل الدولتين"، واليوم، بينما تدعي واشنطن دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار، ويصف رئيسها السابق نفسه بـ «رجل السلام»، نراها تقوض اجتماع الأمم المتحدة الذي دعت إليه باريس والرياض لحل الدولتين، إلى متى سيستمر العالم في الصمت أو تجاهل هذا الخداع الأمريكي المستمر الذي يدفع الشرق الأوسط والعالم بأسره نحو عدم الاستقرار؟ ألم يحن الأوان لندرك أن واشنطن لم تعد تصلح لتكون وسيطًا نزيهًا أو راعيًا للسلام؟ إن شعوب العالم تدفع ثمن هذه المراوغة والتضليل الأمريكي في كل مكان.
باريس تتأهب.. ماكرون يضاعف الإنفاق العسكري
في ظل هذه التطورات، أعلن الرئيس ماكرون عن زيادة حادة في الإنفاق العسكري الفرنسي، مؤكدًا أن «الحرية لم تكن مهددة أبدًا» وأن فرنسا لم تعد تستطيع الاعتماد كليًا على الولايات المتحدة، وهذه الخطوة تعكس تحولًا جذريًا في السياسة الدفاعية الفرنسية، ورؤية متشائمة لمستقبل العلاقات الدولية حيث «قانون الأقوى هو الذي يفوز»، ويهدف ماكرون إلى مضاعفة الإنفاق العسكري ليصل إلى 74.8 مليار دولار بحلول عام 2027، في رسالة واضحة بأن أوروبا يجب أن تضمن أمنها بنفسها.
إسرائيل تفقد السرد.. غزة تفضح الانتهاكات
على الجانب الآخر من المشهد، تتزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل، حيث تشير التقارير إلى أن «إسرائيل تفقد السرد في جميع أنحاء العالم» بخصوص الأحداث في غزة والضفة الغربية، وصور الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، التي تحدث على مرأى ومسمع الجميع وبدعم أمريكي فاضح، كشفت عن انتهاكات صارخة للقانون الدولي، وهذا الواقع الأليم أثر بشكل كبير على الرأي العام العالمي، مما أدى إلى تزايد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل وارتفاع معاداة السامية، نتيجة لتصوير إسرائيل في كثير من الأحيان كطرف شيطاني.
ائتلاف نتنياهو على حافة الهاوية
في خضم هذه الأزمات، يواجه ائتلاف بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف في إسرائيل تصدعًا خطيرًا، فقد أعلن حزب «ديغيل هتوراه» انسحابه من الحكومة، بسبب خلاف حول مشروع قانون يعفي المتدينين من التجنيد الإجباري، ورغم أن هذا الانسحاب قد لا يؤدي إلى سقوط الحكومة فورًا، إلا أنه يسلط الضوء على عمق الانقسامات الداخلية، وهذه التطورات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يواجه نتنياهو ضغوطًا هائلة للحفاظ على تماسك حكومته في ظل التحديات الأمنية والسياسية المستمرة.
انهيار داخلي.. نتنياهو رهينة اليمين المتطرف
إن رحيل حزب متشدد من الائتلاف الحاكم في إسرائيل لا يُضعف نتنياهو فحسب، بل يجعله أيضًا أكثر اعتمادًا على وزيرين من اليمين المتطرف تتمثل رؤيتهما لـ «حل» المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية في التخلص من الفلسطينيين! هذه الضربة المؤثرة للحكومة، وإن لم تسقطها فورًا، تُمهد الطريق لانهيارها المحتمل، وتعقّد بشكل كبير جهود وقف الحرب في غزة، ففي ظل مطاردة قضايا الفساد، يبدو نتنياهو أكثر عرضة لأهواء حلفائه المتطرفين، مما يترك مصير المنطقة معلقًا بخيوط هشة بيد أقصى اليمين الإسرائيلي.
ختامًا: لعنة غزة.. نهاية حقبة؟
إن ما يحدث اليوم في العالم ليس مجرد أزمات متفرقة، بل هو زلزال يهز أركان النظام العالمي برمته، ومن اتهامات فرنسا لواشنطن بتقويض جهود السلام، إلى انهيار ائتلاف نتنياهو تحت وطأة صراع داخلي، يبدو أن لعنة دماء أطفال غزة قد أصابت الجميع، والعالم يشاهد اليوم أبشع جريمة إبادة جماعية وتجويع في التاريخ، وسط صمت دولي مخزٍ، فهل نحن على أعتاب نهاية حقبة، وبداية عصر جديد تكون فيه القوة وحدها هي الحكم، وتغيب فيه القوانين والمبادئ الإنسانية؟ إن السؤال الأهم هو: متى سيتوقف هذا الجنون، ومتى سيعود صوت العقل والضمير ليصدح في هذا العالم؟.
- نتنياهو
- لوسي
- الرئيس الفرنسي
- مؤتمر
- فرنسا
- الولايات المتحدة
- مشروع
- الرئيس
- الحرب
- فلسطين
- حكومة
- الاستقرار
- شعوب العالم
- الرى
- السلام
- رحلة جديدة
- المنطقة
- مرحلة جديدة
- زلزال
- باريس
- ترامب
- مفاوضات
- واشنطن
- إيمانويل ماكرون
- الضرب
- دونالد ترامب
- الحكومة
- إتفاقية
- الرئيس الامريكي
- الرياض
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
- حكم
- المملكة العربية السعودية
- دية
- غزة
- السعودية
- العرب
- العقل
- آدم
- قصف
- القوة
- العلاقات
- حرب
- سلمى
- تمر
- لانس
- العالم
- وقف الحرب
- ماسك
- العربية
- الوسيط
- الدول
- المؤتمر
- قانون
- قلب
- آلام
- أوروبا
- الانقسام
- ماكرون
- هدف
- الفرن
- احتجاجات
- شعر
- الحكم
- الأمم المتحدة
- المتحدة
- القارئ نيوز