«يوحنا الشفتشي».. الجندي المجهول في فك رموز حجر رشيد

في مثل هذا اليوم، تعود الذاكرة لاكتشاف حجر رشيد، الحدث الذي مهد لفهم الحضارة المصرية القديمة بعد قرون من الغموض.
تم العثور على الحجر في 15 يوليو 1799، على يد الضابط الفرنسي «بيير فرانسوا بوشار» أثناء عمليات ترميم لحصن «سان جوليان» بمدينة رشيد في دلتا مصر، خلال وجود الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت.
كان الحجر بمثابة اكتشاف مذهل، إذ يحتوي على نص واحد بثلاث لغات: الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية القديمة.
وبعد سنوات من البحث والتدقيق، نجح العالم الفرنسي «جان فرانسوا شامبليون» عام 1822 في فك رموز هذا الحجر، وهو الإنجاز الذي يُنسب إليه الفضل الكامل في معظم المصادر الغربية.
لكن ما لا يعرفه كثيرون، أن هناك اسمًا آخر ساهم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، ولم يُنصفه التاريخ كما ينبغي: الكاهن القبطي المصري «يوحنا الشفتشي».
«الشفتشي».. معلم اللغة القبطية الذي فتح الطريق إلى أسرار الهيروغليفية
ولد «يوحنا الشفتشي» في القاهرة، وعرف بتمكنه من اللغة القبطية، وهي المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة.
عمل مترجمًا فوريًا لدى الحملة الفرنسية في القاهرة، كما شغل وظيفة كاتب أول بمحكمة الشؤون التجارية، وكان على صلة بعدد من علماء الحملة الفرنسية الذين أدركوا أهمية اللغة القبطية لفهم الهيروغليفية.
في عام 1802، انتقل الشفتشي إلى باريس، وهناك التقى بالراهب الفرنسي «دوم رافائيل» الذي كان يُدرّس اللغة القبطية في مدرسة اللغات الشرقية.
ومن خلال هذا اللقاء، تعرّف «شامبليون» على الشفتشي، الذي أصبح معلمه الخاص في اللغة القبطية، تلك اللغة التي كانت المفتاح الذي أتاح لشامبليون فهم رموز حجر رشيد، وفتح الطريق أمام علم المصريات.
شهادة شامبليون.. «الشفتشي أضاء لي الطريق»
في مذكراته، اعترف «شامبليون» بدور «يوحنا الشفتشي»، مشيرًا إلى أن معلمه القس القبطي أمدّه بأساس متين لفهم قواعد اللغة القبطية، وهو ما ساعده لاحقًا في مقاربة النصوص الهيروغليفية.
فقد كانت الفرضية الأساسية التي عمل عليها شامبليون تقوم على أن الهيروغليفية هي تطور سابق للقبطية، وبذلك أصبح تعلم الأخيرة خطوة محورية في حل لغز الرموز.
ورغم قلة الإشارات الرسمية إلى الشفتشي، فإن مؤرخين عدة نقلوا أن سبعة من كبار علماء الحملة الفرنسية وضعوا مذكرة ثناء باسم «يوحنا الشفتشي» تقديرًا لدوره في تحليل نصوص الحجر، وترجمة بعض المفردات.
أحمد مراد.. «الشفتشي كان مترجما فوريا متعدد المواهب»
في تصريحات سابقة، سلط الروائي والسيناريست «أحمد مراد» الضوء على دور الشفتشي، وقال: «من هنا بدأ دور الشفتشي، الذي كان مترجمًا فوريًا في تلك الفترة وكان متعدد المواهب»، مشيرًا إلى أن شامبليون تعرف عليه بناء على توصية من أحد علماء فرنسا، وبدأ معه رحلة تعليم طويلة منذ عام 1816 حتى انطلاق الاكتشاف الكبير بعد ست سنوات.
وأكد مراد أن التاريخ أنصف شامبليون إعلاميًا، لكنه أغفل عن عمد أو جهل دور المصري القبطي «يوحنا الشفتشي» الذي يستحق أن يُذكر بوصفه شريكًا في هذا الاكتشاف.
الشفتشي في ذاكرة التاريخ.. بين الظل والنور
لا يزال «يوحنا الشفتشي» بالنسبة للكثيرين «الجندي المجهول» في معركة استعادة أسرار الحضارة الفرعونية، ورغم وجود إشارات متفرقة إلى دوره، فإن اسمه لا يُذكر رسميًا في الاحتفالات أو المتاحف المخصصة لحجر رشيد.
يذكر أن الراهب اليسوعي الألماني «أثناسيوس كيرشر» سبق أن حاول الربط بين الهيروغليفية والقبطية في القرن السابع عشر، لكنه لم ينجح. كما كتب المستشرق الفرنسي «ايتين كاترمير» عن نفس الفرضية.
ومع ذلك، جاء «يوحنا الشفتشي» ليكون حلقة الوصل الفعلية بين الماضي والبحث العلمي، عبر جهده في تعليم القبطية لشامبليون.
دعوة للتكريم ورد الاعتبار
اليوم، ومع كل ذكرى لاكتشاف حجر رشيد، تتجدد الدعوات لرد الاعتبار للكاهن المصري الذي ساعد في كشف رموز أحد أعظم شواهد الحضارة القديمة.
فقد آن الأوان للاعتراف بدوره بوصفه أحد المفاتيح التي فتحت باب علم المصريات، ليس فقط كمترجم، بل كأحد أوائل من أدركوا قيمة لغتهم في فهم تاريخهم.
- حجر
- العلم
- الجندي
- النصوص
- كتب
- العالم
- مدرس
- شهادة
- الحمل
- تجار
- المرح
- حكم
- الذاكرة
- الطريق
- وظيفة
- علماء
- نقل
- تعلم
- الحج
- المصري
- فرنسا
- التاريخ
- عمل
- لغات
- التجار
- موز
- المتاحف
- مدرسة
- ليون
- الغربية
- اللغات
- باريس
- متاحف
- مصر
- نابليون بونابرت
- الجندي المجهول
- ترميم
- إبر
- فرانسوا
- دقيق
- ست سنوات
- الفرن
- آبل
- النور
- فرعون
- الحضارة المصرية القديمة
- القاهرة
- الغرب
- المخ
- الغموض
- احتفال
- الاحتفال
- طلاق
- إنجاز
- معلمة
- معلم
- صوص
- فقد
- هنا
- سرا
- لغز
- نار
- احتفالات
- النص
- تطور اللغة
- ضار
- العثور
- ألم
- الرسم
- البحث
- اللغة
- محكمة
- مفتاح
- جندي
- القارئ نيوز