أسباب ظهور الدوالي وطرق فعالة للتخلص منها نهائيًا بدون جراحة

الدوالي من المشكلات الشائعة التي تؤرق كثيرًا من النساء والرجال في مختلف الأعمار حيث تظهر «الدوالي» عادة على هيئة خطوط زرقاء أو أرجوانية بارزة تحت الجلد في الساقين أو القدمين وقد تكون مصحوبة بتورم أو ألم خفيف أو شعور بالحكة مما يجعل الكثيرين يبحثون عن طرق «فعالة» لعلاجها والوقاية منها دون الحاجة إلى الجراحة أو التدخلات المعقدة.
ما هي الدوالي وما أسبابها؟
الدوالي هي تمدد في الأوردة يحدث نتيجة ضعف في الصمامات التي تنظم تدفق الدم في اتجاه واحد داخل الأوردة فعندما تضعف هذه الصمامات يتدفق الدم بشكل عكسي ويتراكم في الأوردة مما يؤدي إلى توسعها وبروزها تحت الجلد وتُعد «الدوالي» حالة شائعة بشكل خاص في الأطراف السفلية بسبب الضغط الزائد على أوردة الساقين الناتج عن الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
من الأسباب الشائعة أيضًا لظهور الدوالي وجود «عوامل وراثية» حيث تلعب الجينات دورًا كبيرًا في تحديد قابلية الشخص للإصابة بهذه الحالة كذلك تعتبر «السمنة» من العوامل المساهمة في تطور الدوالي لأنها تزيد من الضغط على الأوردة وتؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بشكل طبيعي كما أن الحمل قد يتسبب في ظهور الدوالي نتيجة تغيرات الهرمونات وزيادة حجم الدم بالجسم بالإضافة إلى ضغط الرحم على أوردة الحوض.
عوامل خطر تزيد من فرص ظهور الدوالي
من أبرز العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور الدوالي التقدم في العمر حيث تضعف الأوردة والصمامات بمرور الوقت مما يزيد من فرص الإصابة كما أن الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة سواء بسبب طبيعة العمل أو نمط الحياة يسهم في تراكم الدم بالأوردة وبالتالي ظهور الدوالي.
ارتداء الملابس الضيقة أو الكعب العالي لفترات طويلة من الوقت قد يؤدي إلى تقليل حركة الدورة الدموية في الساقين مما يسهم في بروز «الدوالي» أيضًا التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء البلوغ أو الحمل أو انقطاع الطمث قد تضعف جدران الأوردة وتزيد من خطر الإصابة.
أعراض شائعة تشير إلى وجود الدوالي
هناك عدد من الأعراض الشائعة التي قد تظهر عند الإصابة بالدوالي منها بروز الأوردة على سطح الجلد مع تغير لونها إلى الأزرق أو البنفسجي والإحساس بثقل أو ألم في الساقين خاصة في نهاية اليوم بالإضافة إلى الحكة أو التشنجات الليلية في بعض الحالات قد يحدث تورم في الكاحلين أو تغير في لون الجلد المحيط بالأوردة المصابة.
إذا لم تُعالج الدوالي في مراحلها الأولى فقد تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل التقرحات الجلدية أو الجلطات الدموية السطحية لذلك من المهم متابعة الحالة واستشارة الطبيب عند ظهور الأعراض.
طرق فعالة لعلاج الدوالي نهائيًا بدون جراحة
في المراحل المبكرة يمكن الاعتماد على تغييرات في نمط الحياة للحد من تطور الدوالي وتخفيف أعراضها ومن أبرز هذه الطرق:
ارتداء «الجوارب الضاغطة» التي تعمل على تحسين تدفق الدم وتقليل التورم
ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي لتحفيز الدورة الدموية
رفع الساقين بشكل دوري خلال اليوم للمساعدة في تصريف الدم ومنع تراكمه
فقدان الوزن الزائد لتقليل الضغط على أوردة الساقين
تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة وتغيير وضعية الجسم بشكل منتظم
العلاج بالليزر والتقنيات غير الجراحية
توفر التقنيات الحديثة اليوم حلولًا فعالة لعلاج الدوالي دون الحاجة للجراحة ومنها العلاج بالليزر حيث يُستخدم ضوء مركز لتسخين الوريد وإغلاقه تدريجيًا مما يؤدي إلى تلاشيه بمرور الوقت كما يمكن استخدام «العلاج بالتصليب» وهو إجراء بسيط يتم فيه حقن مادة داخل الوريد المصاب تؤدي إلى انكماشه وانغلاقه.
أيضًا توجد تقنيات تعتمد على الموجات الترددية التي تُستخدم بنفس مبدأ الليزر وهي فعالة وآمنة نسبيًا وتُعد خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين لا يرغبون في الخضوع للعمل الجراحي.
التغذية وأسلوب الحياة في الوقاية من الدوالي
يُنصح باتباع نظام غذائي غني بالألياف لتقليل الإمساك الذي يمكن أن يضغط على الأوردة كما يجب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي لدوره في تقوية جدران الأوعية الدموية كما أن شرب كميات كافية من الماء والحفاظ على النشاط البدني اليومي يساعدان في تنشيط الدورة الدموية وتقليل فرص تراكم الدم في الساقين.
متى يجب زيارة الطبيب؟
في حال استمرار الأعراض أو تطورها رغم اتباع التعليمات الوقائية من الضروري التوجه إلى الطبيب المختص حيث يمكن أن تكون الدوالي علامة على وجود مشكلات أكثر تعقيدًا في الدورة الدموية كما أن العلاج المبكر يُقلل من خطر حدوث المضاعفات ويحسن جودة الحياة.
الدوالي ليست نهاية المطاف
رغم كونها مزعجة من الناحية الجمالية والصحية إلا أن «الدوالي» يمكن إدارتها والحد من تطورها من خلال الالتزام بالإرشادات الوقائية والعلاجية المبكرة والمتابعة الدورية مع الطبيب وتبني نمط حياة صحي يقي من عودتها مجددًا.