الإثنين 04 أغسطس 2025 الموافق 10 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الجلطة الدموية».. أعراضها الأولى قد تنقذ حياتك إذا تعرفت عليها مبكرا

الجلطة الدماغية
الجلطة الدماغية

الجلطة تُعد من أخطر الحالات الصحية التي قد تهدد حياة الإنسان إذا لم تُكتشف مبكرًا ويتم التعامل معها بسرعة، فـ«الجلطة الدموية» تحدث عندما تتكون تكتلات صلبة من الدم في الأوعية الدموية مما يمنع التدفق الطبيعي للدم نحو الأعضاء والأنسجة، وقد تتسبب هذه الحالة في مضاعفات مميتة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو الانسداد الرئوي، لذا فإن معرفة الأعراض المبكرة لـ«الجلطة» قد تكون الفرق بين الحياة والموت، ولهذا من الضروري التوعية بالعلامات التي يرسلها الجسم عندما تبدأ الجلطة بالتكوُّن.

ما هي الجلطة الدموية؟

الجلطة الدموية هي تجمُّع للدم يتحول من حالته السائلة إلى مادة شبه صلبة أو صلبة داخل أحد الأوعية الدموية، وهذه الجلطات قد تتكون في الأوردة أو الشرايين وتكون أحيانًا ثابتة في مكانها أو قد تنفصل وتنتقل إلى أماكن أخرى في الجسم مسببة انسدادًا حادًا وخطيرًا، وتعتبر «الجلطة الوريدية العميقة» من أكثر الأنواع شيوعًا وتحدث غالبًا في الساقين، في حين أن الجلطات التي تتنقل إلى الرئتين أو الدماغ تُعد أكثر خطرًا على الحياة.

الأعراض الأكثر شيوعًا للجلطة الدموية

عند بداية تكوُّن الجلطة قد تظهر أعراض «غير واضحة» ولكنها تكون إنذارًا مبكرًا يستدعي الانتباه، ومن أهم هذه الأعراض هو «التورم» المفاجئ في إحدى الساقين أو الذراعين خصوصًا إذا كان مصحوبًا بألم أو شعور بالحرارة في المنطقة المصابة، وقد يشعر المريض أيضًا بـ«ثقل غير معتاد» أو «شد عضلي» مستمر لا يزول بالراحة، وهذه العلامات تشير غالبًا إلى وجود جلطة دموية في الأوردة العميقة.

بالإضافة لذلك فإن الجلد قد يظهر بلون مائل إلى الزرقة أو الاحمرار مع ملمس دافئ في المنطقة المصابة، وكل هذه العلامات تستدعي «استشارة طبية عاجلة» لأنها قد تدل على أن الجلطة بدأت بالتكون وقد تنتقل إلى الرئتين أو الدماغ إذا لم يتم التعامل معها سريعًا.

علامات تدل على وجود جلطة في الرئة

إذا تحركت الجلطة من الساق ووصلت إلى الرئتين فقد تحدث حالة تسمى «الانسداد الرئوي» وهي من أكثر المضاعفات خطورة، وتبدأ أعراضها بـ«ضيق تنفس مفاجئ» دون سبب واضح مع ألم حاد في الصدر يزداد عند التنفس بعمق، كما قد يحدث تسارع في ضربات القلب أو الشعور بالدوخة وحتى الإغماء، وكل هذه المؤشرات يجب التعامل معها كحالة طارئة تستدعي التوجه الفوري إلى المستشفى.

وقد يشعر المريض أيضًا بسعال متكرر يصاحبه أحيانًا خروج دم، وهذه علامة مقلقة تدل على أن الجلطة قد بدأت تؤثر على الأوعية الدموية الدقيقة في الرئة، لذلك فإن «الاستجابة السريعة» لهذه الأعراض قد تنقذ حياة الشخص المصاب.

الجلطة في الدماغ وأعراض السكتة الدماغية

إذا وصلت الجلطة إلى الدماغ فقد تؤدي إلى «السكتة الدماغية» وهي حالة خطيرة تحدث بسبب انقطاع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وتبدأ الأعراض غالبًا بـ«فقدان مفاجئ للقدرة على التحدث» أو «تشوش في الفهم» بالإضافة إلى «ضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم» سواء في الذراع أو الساق أو الوجه، كما قد يعاني المريض من صداع شديد مفاجئ مع تشوش في الرؤية أو فقدان التوازن.

وهنا يكون الوقت حاسمًا، إذ إن الساعات الأولى من ظهور أعراض الجلطة الدماغية هي «النافذة الذهبية» التي يمكن خلالها تقديم العلاج المناسب لتقليل الأضرار واستعادة الوظائف العصبية، وكلما تم التدخل مبكرًا كلما زادت فرص النجاة والتعافي.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطة

تتعدد أسباب وعوامل خطر الإصابة بالجلطة وتشمل «الخمول لفترات طويلة» مثل الجلوس لساعات أثناء السفر أو بعد العمليات الجراحية، كما أن «السمنة والتدخين» و«ارتفاع ضغط الدم» و«ارتفاع الكوليسترول» من العوامل التي تساهم في تكوُّن الجلطات، ويُعتبر مرضى السكري والمصابين بأمراض القلب في دائرة الخطر أيضًا، بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام حبوب منع الحمل أو الحمل نفسه قد يرفع من احتمالية الإصابة لدى النساء.

بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة بسبب وجود تاريخ عائلي أو اضطرابات في تجلُّط الدم، لذلك يُنصح دائمًا بإجراء الفحوصات الدورية والمتابعة الطبية المنتظمة خصوصًا إذا توفرت عوامل الخطر هذه.

هل يمكن الوقاية من الجلطة؟

نعم يمكن تقليل خطر الإصابة بالجلطة من خلال اتباع نمط حياة صحي، ومن أبرز الخطوات الوقائية «ممارسة الرياضة بانتظام» وتحريك الجسم خصوصًا بعد فترات طويلة من الجلوس، كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء والحفاظ على وزن مثالي والامتناع عن التدخين.

أما في الحالات الطبية المعروفة بخطر الجلطة مثل ما بعد الجراحات أو أثناء الحمل فقد يصف الطبيب أدوية مميعة للدم للوقاية من التجلط، كما يتم اللجوء إلى الجوارب الضاغطة لتحسين تدفق الدم في الأطراف السفلى.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا شعرت بأي من الأعراض التي سبق ذكرها مثل تورم غير مبرر أو ألم حاد في الساق أو ضيق تنفس مفاجئ أو صعوبة في التحدث أو تحريك أحد أطراف الجسم فيجب التوجه مباشرة إلى الطوارئ، لأن «التأخر في التشخيص» قد يؤدي إلى مضاعفات لا تُحمد عقباها.

في كل الأحوال فإن التوعية بخطورة «الجلطة الدموية» والتعرف على علاماتها المبكرة يساهم في الوقاية وإنقاذ الأرواح، لذلك من الضروري أن نكون على دراية تامة بهذه الأعراض وأن نتصرف بسرعة عند ظهورها.

تم نسخ الرابط