هبوط الضغط في الأجواء الحارة.. كيف تفرق بين الإرهاق والطارئ الطبي؟

الضغط المنخفض من أكثر الأعراض التي تتكرر خلال فصل الصيف خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد معدلات التعرق وفقدان السوائل حيث يؤدي الطقس الحار إلى تمدد الأوعية الدموية وتدني قدرة الجسم على الحفاظ على توازن «الضغط الدموي» مما يسبب الشعور بالإرهاق والدوخة وعدم التركيز، وقد يكون في بعض الأحيان علامة تحذيرية على وجود حالة صحية تحتاج إلى تدخل فوري، لذلك من المهم التمييز بين «هبوط الضغط» الناتج عن حرارة الجو و«الحالات الطبية الطارئة» المرتبطة بمشاكل صحية أكثر تعقيدًا.
ما هو انخفاض الضغط في الصيف؟
الضغط المنخفض في الطقس الحار يعني انخفاض مستوى «ضغط الدم» عن المعدل الطبيعي بسبب توسع الأوعية الدموية تحت تأثير الحرارة وفقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء والأملاح من خلال العرق مما يقلل من كمية الدم المتدفقة إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، وهذا الانخفاض في الضغط لا يكون مقلقًا دائمًا لكنه قد يتحول إلى خطر حقيقي إذا تسبب في نقص تروية الأعضاء الأساسية مثل الدماغ أو القلب.
الأعراض الشائعة لهبوط الضغط
يُظهر الجسم مجموعة من العلامات التي تشير إلى أن «الضغط الدموي» قد انخفض إلى مستوى غير طبيعي ومن أبرز هذه الأعراض الشعور بالدوار المستمر أو الإغماء وعدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة بالإضافة إلى ضبابية الرؤية أو تشتت التركيز، كما يعاني البعض من «برودة الأطراف» وتسارع نبضات القلب والشعور بالتعب العام، وتزداد حدة هذه الأعراض في الأماكن المغلقة أو أثناء التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة.
الفرق بين الإرهاق الحراري وهبوط الضغط الخطير
الإرهاق الحراري هو «استجابة طبيعية» من الجسم للحر الشديد ويصاحبه تعرق غزير وشعور بالتعب الشديد والنعاس بينما يتحسن المريض بمجرد الانتقال إلى مكان بارد وشرب الماء، أما إذا استمر الشعور بالإعياء مع دوخة شديدة أو غثيان وتغيرات في الوعي فقد يكون ذلك مؤشرًا على هبوط حاد في الضغط يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
الفرق الجوهري هنا يكمن في «استمرارية الأعراض» ومدى استجابة الجسم للتبريد أو الراحة فإذا لاحظ الشخص أن الأعراض تزول بعد الجلوس في الظل وتناول السوائل فمن المحتمل أن تكون مجرد حالة إرهاق مؤقت أما إذا استمرت أو تفاقمت فقد يكون ذلك «إنذاراً لحالة حرجة».
أسباب تؤدي إلى انخفاض الضغط في الصيف
الضغط المنخفض خلال الصيف قد لا يكون بسبب الحرارة فقط بل توجد عوامل أخرى تساهم في تفاقم الحالة منها تناول أدوية مدرة للبول أو أدوية القلب والتي تزيد من فقدان السوائل كما أن الصيام أو عدم شرب الماء بكميات كافية يؤدي إلى الجفاف الذي يتسبب في انخفاض الضغط، كذلك الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الجهاز العصبي الذاتي هم أكثر عرضة للإصابة بهبوط الضغط أثناء الصيف.
بعض الحميات القاسية التي تحرم الجسم من الأملاح أو السوائل قد تؤدي أيضًا إلى انخفاض مفاجئ في «الضغط الدموي»، كذلك تؤثر ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة دون تعويض السوائل المفقودة سلبًا على التوازن الداخلي للجسم.
من هم الأكثر عرضة لخطر هبوط الضغط؟
الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الضغط المنخفض تشمل كبار السن بسبب ضعف آلية تنظيم الضغط في أجسامهم وكذلك المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب، كما أن النساء الحوامل والمرضى الذين يتناولون أدوية تؤثر على «توازن الدورة الدموية» يعانون من نوبات متكررة من هبوط الضغط في فصل الصيف.
الأطفال أيضًا معرضون بشكل خاص للجفاف وهبوط الضغط إذا لم يتم تعويض السوائل التي يفقدونها أثناء اللعب أو النشاط البدني في الحرارة العالية.
متى يصبح انخفاض الضغط حالة طبية طارئة؟
رغم أن الضغط المنخفض غالبًا ما يكون عرضيًا وغير خطير إلا أن هناك حالات تستوجب التوجه الفوري للطبيب وتشمل هذه الحالات فقدان الوعي أو الإغماء الكامل وتسارع شديد في ضربات القلب أو ألم في الصدر أو برودة الجلد وتغير لونه، في هذه الحالات يكون «هبوط الضغط» مؤشراً على خلل خطير في الدورة الدموية وقد يؤدي إلى نقص في تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
كما أن تكرار نوبات الضغط المنخفض دون سبب واضح أو رغم شرب الماء والراحة يستوجب فحصاً طبياً شاملاً لمعرفة السبب الكامن.
خطوات بسيطة للوقاية من هبوط الضغط
الحفاظ على ترطيب الجسم هو الخطوة الأولى والأهم في الوقاية من الضغط المنخفض خلال الصيف، لذا يجب شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم مع تعويض الأملاح المفقودة بتناول مشروبات طبيعية مثل عصير الليمون أو الماء المضاف إليه القليل من الملح الطبيعي، كذلك يُنصح بتجنب الخروج في أشد ساعات الحر والحرص على ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون.
تناول وجبات خفيفة ومنتظمة يساعد على دعم «مستوى الضغط» كما يُفضل تقليل المجهود البدني الشاق في الطقس الحار، أما في حالة وجود تاريخ مرضي مع الضغط المنخفض فيُستحسن استشارة الطبيب قبل القيام بأي نشاط مجهد أو السفر إلى مناطق ذات مناخ شديد الحرارة.
أدوات طبية تساعد على متابعة الحالة
في ظل التقدم التكنولوجي أصبحت هناك أجهزة صغيرة لقياس الضغط يمكن استخدامها في المنزل لمراقبة الحالة باستمرار خاصة لكبار السن أو مرضى القلب، كما توجد تطبيقات تساعد على تذكير الشخص بشرب الماء أو أخذ راحة خلال النهار وهي مفيدة لتجنب حالات الهبوط المفاجئة في «الضغط الدموي».
أيضًا يمكن استخدام أحزمة ضغط مرنة على الساقين لمن يعانون من ضعف في الدورة الدموية حيث تساعد في تحسين رجوع الدم إلى القلب وتخفيف أعراض هبوط الضغط.
الضغط المنخفض في الصيف ليس حالة يجب تجاهلها خاصة إذا تكررت الأعراض أو رافقتها علامات تشير إلى تدهور الحالة الصحية، الفرق بين الإرهاق الحراري والضغط المنخفض الحاد قد يكون طفيفًا لكنه بالغ الأهمية في التقييم الطبي، والوقاية تبدأ من التوعية بأهمية الترطيب والتغذية السليمة والتعامل مع الحر بحذر، لذلك من المهم أن يستمع الشخص إلى «إشارات جسده» ويتصرف بحكمة في الأوقات التي ترتفع فيها درجات الحرارة.