ميدو يفتح النار على فيريرا بعد تعادل الزمالك مع المقاولون العرب

شهدت مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الجولة الثانية من الدوري الممتاز حالة من الجدل، بعد أن تعثر الفارس الأبيض بالتعادل السلبي في مواجهة وصفت بالصعبة، ليفقد نقطتين ثمينتين في بداية مشواره نحو المنافسة على اللقب.

 وما زاد من سخونة المشهد هو الانتقادات اللاذعة التي وجهها أحمد حسام «ميدو»، نجم الزمالك الأسبق وعضو لجنة التخطيط السابق، للمدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا، حيث هاجمه بشدة محملًا إياه مسؤولية التعثر أمام ذئاب الجبل.

تصريحات نارية عبر «إكس»

ميدو اختار أن يعبر عن غضبه عبر حسابه الشخصي على موقع «إكس»، فكتب: «أي مدرب يبدأ بدونجا في تشكيل الزمالك تعرف إنه مدرب مبيعرفش يقيم اللاعيبة كويس».

وأضاف: «أي مدرب يبدأ بناصر ماهر جناح أيمن، بالذات بعد ماتش سيراميكا، تعرف إنه مش عايش معانا، وأحمل ضياع نقطتين مهمين جدًا لمدرب الزمالك، وبصراحة كلمة فيريرا مش قادر أنطقها».

ولم يتوقف ميدو عند هذا الحد، بل استكمل حديثه قائلاً: «خسارة عدم استغلال الانطلاقة الجيدة للفريق أمام سيراميكا، والدوري لسه طويل، لكن منافسين الزمالك شرسين وما بيضيعوش نقاط بسهولة، والموسم ده مش محتاج أخطاء زي الأخطاء اللي حصلت إمبارح».

انتقادات لاختيارات التشكيل

هجوم ميدو العنيف جاء بسبب قناعته بأن فيريرا لم يوفق في اختياراته للتشكيل الأساسي، حيث رأى أن الدفع بمحمد حسن «دونجا» منذ البداية كان قرارًا خاطئًا، كما انتقد إشراك ناصر ماهر في مركز الجناح الأيمن، رغم ضعف مردوده في المباراة السابقة أمام سيراميكا كليوباترا.

وأشار نجم الزمالك السابق إلى أن مثل هذه القرارات الفنية قد تُكلف الفريق الكثير في مشوار الدوري، مؤكدًا أن البطولة هذا الموسم ستشهد منافسة شرسة بين عدد من الأندية، وبالتالي فإن أي خطأ فني قد يكون ثمنه خسارة النقاط والإبتعاد مبكرًا عن سباق الصدارة.

تأثير التعادل على مشوار الزمالك

التعادل السلبي أمام المقاولون العرب جاء مخيبًا لآمال جماهير الزمالك التي كانت تأمل في استمرار الانطلاقة القوية بعد الفوز في الجولة الأولى.

 ومع مرور جولتين فقط، اكتفى الفريق الأبيض بجمع أربع نقاط من انتصار وتعادل، ليضع نفسه مبكرًا تحت ضغوط كبيرة، خاصة أن المنافسين المباشرين يواصلون حصد النقاط دون تعثر.

ويخشى جمهور الزمالك أن تتكرر سيناريوهات المواسم الماضية التي شهدت إهدار نقاط سهلة في بداية المشوار، مما أدى إلى صعوبة اللحاق بالمنافسة على اللقب لاحقًا.

فيريرا يمنح اللاعبين راحة

وفي أعقاب التعادل، قرر يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك منح لاعبي الفريق راحة سلبية من التدريبات اليوم الأحد، لإعادة شحن الطاقة ومعالجة الأخطاء، على أن يستأنف الفريق استعداداته مساء الاثنين على ملعب الكلية الحربية.

ويستعد الزمالك لمواجهة مودرن سبورت في الجولة الثالثة من مسابقة الدوري الممتاز، والمقرر لها الخميس المقبل في التاسعة مساءً، وهي مباراة يعتبرها كثيرون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الفريق على استعادة توازنه سريعًا.

جماهير الزمالك بين القلق والدعم

ورغم الانتقادات الحادة التي طالت المدير الفني، فإن قطاعًا من الجماهير يرى ضرورة منح فيريرا الوقت الكافي للحكم على قدراته، خاصة أن الفريق لا يزال في بداية الموسم ولم يصل بعد إلى كامل جاهزيته البدنية والفنية.

لكن على الجانب الآخر، يخشى البعض أن تواصل الأخطاء الفنية حرمان الزمالك من الانتصارات، وهو ما قد يضعف فرصه في المنافسة مبكرًا، خصوصًا في ظل قوة المنافسين.

ميدو ورسالة حاسمة لفيريرا

ميدو، الذي يعرف كواليس البيت الأبيض جيدًا، اختتم رسائله بعبارة حاسمة: «العب بتشكيل صح، وبلاش فتي»، في إشارة واضحة إلى أن المدرب يجب أن يعتمد على العناصر الجاهزة فنيًا وبدنيًا دون مجاملات أو تجارب غير محسوبة.

تصريحات ميدو أثارت تفاعلًا واسعًا بين جماهير الزمالك على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء ما بين مؤيد يرى أن حديثه يعبر عن واقع الفريق، ومعارض يعتبر أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من الضغوط على اللاعبين والجهاز الفني.

مباراة مرتقبة أمام مودرن سبورت

وبين الانتقادات والتساؤلات، يبقى تركيز الزمالك منصبًا على مواجهته المرتقبة أمام مودرن سبورت، حيث يدرك الجهاز الفني واللاعبون أن أي نتيجة سلبية جديدة ستزيد من حجم الضغوط وربما تهدد الاستقرار مبكرًا داخل الفريق.

ويرى محللون أن مواجهة الخميس ستكون فرصة ذهبية لفيريرا لتصحيح المسار وإثبات قدرته على قيادة الزمالك نحو المنافسة، خاصة أن أي تعثر جديد قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الانتقادات.

ما بين هجوم ميدو وانتظار الجماهير ورد فعل الجهاز الفني، يقف الزمالك أمام منعطف مهم في بداية موسمه الكروي.

 ورغم أن التعادل أمام المقاولون العرب لا يعني نهاية الطريق، إلا أن الأبيض بحاجة ماسة إلى تصحيح المسار سريعًا لتفادي الدخول في أزمات مبكرة.

ويبقى السؤال المطروح: هل يستفيد فيريرا من الدرس ويعدل مساره، أم أن الانتقادات ستتواصل لتزيد من صعوبة مهمته في البيت الأبيض؟