الجمعة 15 أغسطس 2025 الموافق 21 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ترامب.. بوتين يسعى للسلام في أوكرانيا ولقاء ألاسكا قد يحسم مستقبل الحرب

بوتين - ترامب
بوتين - ترامب

في تصريحات لافتة أعادت إشعال الجدل حول العلاقات الأمريكية – الروسية، قال  دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا، مؤكدًا أن لقاءهما المقرر في ولاية ألاسكا اليوم سيكون حاسمًا في تحديد مسار الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

لقاء استثنائي على أرض ألاسكا

وأوضح ترامب، خلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض قبيل مغادرته، أن القمة مع بوتين ستكشف خلال الدقائق الأولى ما إذا كان الاجتماع سيكون إيجابيًا أم سلبيًا، مضيفًا أن الاجتماع إذا كان سيئًا فسوف ينتهي سريعًا، أما إذا كان جيدًا فقد يضع أساسًا لاتفاق سلام في المستقبل القريب.

وأشار ترامب إلى أن هذه القمة لا تهدف فقط إلى تبادل المجاملات الدبلوماسية، بل إلى اختبار نوايا القيادة الروسية بشأن وقف الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن الحسم السريع سيكون عنوان المرحلة المقبلة.

انتقادات لاذعة للحرب الروسية

وجدد ترامب موقفه الحاد من الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدًا أنه لو كان في السلطة عام 2022 لما أقدم بوتين على شن الهجوم الواسع، معتبرًا أن الحرب كانت خطأً استراتيجيًا لم يكن ينبغي أن يحدث.

وأضاف ترامب: «لو لم أكن رئيسًا حينها، لكان بوتين استولى على كامل أوكرانيا، فهو كان يفضل ذلك، لكن وجودي في السلطة كان يمنعه من التلاعب معي أو اختبار صبري».

توازنات سياسية معقدة

تصريحات ترامب تأتي في وقت يشهد فيه المشهد الدولي حالة من الترقب، حيث تتداخل مصالح واشنطن وموسكو في عدة ملفات حساسة، أبرزها أمن الطاقة الأوروبي، والانتشار العسكري في شرق أوروبا، والموقف من الصين.

ويرى محللون أن لقاء ألاسكا قد يكون فرصة نادرة لكسر الجمود السياسي، إذا ما أبدى الجانبان استعدادًا لتقديم تنازلات، لكنهم في الوقت نفسه يحذرون من أن الخلافات الجوهرية بين واشنطن وموسكو قد تحول دون أي اختراق حقيقي.

الحرب في أوكرانيا.. أرقام وخسائر

منذ اندلاع الغزو الروسي في فبراير 2022، حاولت موسكو السيطرة على كامل الأراضي الأوكرانية، لكنها حتى الآن لم تتمكن من الاستيلاء سوى على نحو 20% من المساحة الإجمالية للدولة، مع تركيز قواتها في الشرق والجنوب.

ووفق تقديرات وزارة الدفاع البريطانية ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، فإن روسيا تكبدت أكثر من مليون إصابة في صفوف قواتها، بين قتيل وجريح، وهو رقم غير مسبوق في الصراعات العسكرية الحديثة.

كما تشير تقارير إلى أن الاقتصاد الروسي يواجه ضغوطًا كبيرة نتيجة العقوبات الغربية، بينما تتلقى أوكرانيا دعمًا ماليًا وعسكريًا مستمرًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما ساعدها على الصمود رغم تفوق موسكو العسكري العددي.

دور واشنطن في الأزمة

الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا في دعم أوكرانيا سياسيًا وعسكريًا، حيث أقرت عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات، إضافة إلى تزويد كييف بالأسلحة الدفاعية والهجومية المتطورة.

لكن مواقف ترامب السابقة والحالية تشير إلى أنه يفضل اتباع نهج تفاوضي مباشر مع موسكو، بدلًا من الاستمرار في سياسة الدعم العسكري المفتوح، التي يعتبرها مكلفة وطويلة الأمد.

توقعات ما بعد القمة

المراقبون يرون أن القمة في ألاسكا ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية بوتين في التوصل إلى تسوية سلمية، كما ستكون مؤشرًا على ما إذا كان ترامب، في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، سيغير المسار الحالي للسياسة الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا.

ويرجح بعض الخبراء أن يقدم الجانبان مخرجات أولية على شكل إعلان نوايا أو اتفاق إطار، يضع أسس مفاوضات أوسع تشارك فيها أطراف دولية أخرى، خاصة أن استمرار الحرب يفرض ضغوطًا اقتصادية وسياسية على كل من موسكو وواشنطن.

خاتمة.. مفترق طرق في الأزمة الأوكرانية

بين التفاؤل الحذر والتشكيك في النوايا، تبقى الأنظار شاخصة نحو ألاسكا اليوم، حيث يمكن أن تضع القمة بين ترامب وبوتين حجر الأساس لمرحلة جديدة من المفاوضات، أو تعيد الأمور إلى مربع الصراع المفتوح.

وفي كلتا الحالتين، فإن تصريحات ترامب حملت رسالة واضحة: أي تسوية محتملة يجب أن تتم بسرعة وبدون مماطلة، وأن مستقبل أوكرانيا لن يظل رهينة حرب استنزاف طويلة، إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى الأطراف كافة.

تم نسخ الرابط