الأحد 17 أغسطس 2025 الموافق 23 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

كان هيموتنا.. تفاصيل فيديو سائق أوبر تحت تأثير المواد المخدرة

سائق أوبر
سائق أوبر

أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة كبيرة من الجدل، بعدما ظهر خلاله سائق يعمل في إحدى شركات النقل الذكي «أوبر» وهو يقود السيارة بطريقة خطرة، حيث اتهمه ناشر الفيديو بأنه كان يتعاطى مادة يشتبه في كونها مخدرة أثناء القيادة على سرعة تجاوزت 120 كيلومترًا في الساعة، ما كاد أن يتسبب في كارثة حقيقية تهدد حياة الركاب.

المقطع الذي لم يستغرق سوى دقائق معدودة، أظهر ارتباكًا واضحًا على السائق، وهو ما دفع أحد الركاب إلى التدخل العاجل خشية وقوع حادث مميت.

تفاصيل رواية الراكب

الراكب الذي قام بتوثيق الموقف ونشر الفيديو على مواقع التواصل، أوضح أنه فوجئ بسلوكيات مريبة من السائق منذ بداية الرحلة، حيث بدت عليه علامات فقدان التركيز والتصرفات غير المنضبطة. 

وأكد أنه مع مرور الوقت بدأ السائق يفقد السيطرة تدريجيًا على عجلة القيادة، ما أثار ذعر الركاب ودفعه للتصرف فورًا.

وأشار الراكب إلى أنه اضطر إلى سحب مفتاح السيارة من لوحة القيادة في لحظة حرجة، ثم أبعد قدم السائق عن دواسة البنزين، بعد أن لاحظ زيادة السرعة بشكل جنوني. 

وأضاف: «كان الموقف يهدد حياتنا جميعًا، شعرت أننا على وشك الموت في أي لحظة، لولا أنني تدخلت في التوقيت المناسب».

تحرك الأجهزة الأمنية

وبعد انتشار الفيديو على منصات التواصل، بدأت الأجهزة الأمنية المختصة في فحص المقطع للتأكد من صحته، والتعرف على شخصية السائق، وملابسات الواقعة كاملة. 

ووفق مصادر أمنية، فإن التحريات ستشمل مراجعة بيانات الرحلة عبر شركة النقل الذكي، والاستماع إلى أقوال الراكب صاحب الفيديو، بالإضافة إلى إخضاع السائق لكشف مخدرات للتأكد من حقيقة ما جرى.

وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع مثل هذه الوقائع بجدية بالغة، خاصة أنها تتعلق بأرواح المواطنين وسلامتهم، وأنه في حال ثبوت الاتهامات، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق السائق، والتي قد تصل إلى سحب الرخصة، وتوقيع عقوبات رادعة وفقًا للقانون.

ردود فعل غاضبة على السوشيال ميديا

أثار الفيديو ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعرب عدد كبير من المستخدمين عن استيائهم من الواقعة، مؤكدين أن الأمر يعكس خطرًا حقيقيًا يواجه ركاب خدمات النقل الذكي إذا لم يتم تشديد الرقابة.

وانتشرت تعليقات تحمل عبارات مثل: «كان هيخلص على الركاب»، و «لازم الشركة تراجع سائقيها وتعمل كشف دوري على المخدرات»، فيما دعا آخرون إلى ضرورة توقيع غرامات مشددة على السائقين غير الملتزمين بمعايير السلامة.

مطالب بتشديد الرقابة على النقل الذكي

الواقعة أعادت من جديد النقاش حول آليات الرقابة على سائقي شركات النقل الذكي، والتي باتت وسيلة يعتمد عليها آلاف المواطنين يوميًا في تنقلاتهم.

 خبراء في مجال المرور والسلامة المرورية أكدوا أن غياب الرقابة الدورية على السائقين قد يفتح الباب أمام مثل هذه الحوادث.

وطالب الخبراء بضرورة إلزام الشركات العاملة في القطاع بإجراء فحوصات طبية ونفسية دورية للعاملين لديها، مع اعتماد اختبارات مفاجئة للتأكد من خلوهم من تعاطي المخدرات أو أي مؤثرات عقلية، كما شددوا على أهمية توفير خطوط ساخنة لتلقي شكاوى الركاب بشكل فوري.

الإطار القانوني للواقعة

من الناحية القانونية، فإن تعاطي المخدرات أثناء القيادة يعد جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون المصري، إذ يواجه السائق في حال ثبوت التهمة عقوبات قد تصل إلى الحبس والغرامة وسحب الرخصة لفترات طويلة، بالإضافة إلى المسؤولية الجنائية في حال تسبب في حوادث أو إصابات.

ويؤكد قانون المرور الجديد أن القيادة تحت تأثير المخدرات تُعرض السائق للمساءلة الجنائية المباشرة، باعتبارها جريمة تهدد الأرواح، فضلًا عن إمكانية تحميل الشركة المشغلة جزءًا من المسؤولية في حال ثبت تقصيرها في الرقابة على سائقيها.

أبعاد اجتماعية ونفسية

المختصون في علم الاجتماع أشاروا إلى أن مثل هذه الحوادث تترك آثارًا نفسية سلبية على الركاب الذين يمرون بها، حيث يشعرون بعدم الأمان وفقدان الثقة في وسائل النقل

وأكدوا أن تكرار هذه الوقائع قد يدفع شريحة من المواطنين إلى تجنب استخدام خدمات النقل الذكي، ما يؤثر سلبًا على سمعة الشركات العاملة في هذا القطاع.

في النهاية، تعكس الواقعة أهمية أن تتحمل شركات النقل الذكي مسؤولياتها كاملة تجاه الركاب، من خلال التدقيق في اختيار السائقين ومراقبة سلوكهم بشكل دوري، جنبًا إلى جنب مع دور الأجهزة الأمنية في المتابعة المستمرة.

ويبقى الأهم هو وعي الركاب أنفسهم، حيث يساهم الإبلاغ الفوري عن أي تجاوز أو سلوك مريب في إنقاذ الأرواح ومنع تكرار مثل هذه الكوارث. فسلامة المواطنين يجب أن تظل أولوية قصوى لا تحتمل التهاون أو التباطؤ.

تم نسخ الرابط