الأمم المتحدة تعلن.. غزة تدخل رسميا بمرحلة المجاعة لأول مرة بالشرق الأوسط

في خطوة وصفت بالتاريخية والمأساوية في آن واحد، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في مدينة غزة، لتكون المرة الأولى التي يُسجل فيها هذا الإعلان في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء القرار وسط اتهامات مباشرة ومعلنة لإسرائيل بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ما أدى إلى تفاقم الكارثة ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع والمعاناة.
تصريحات الأمم المتحدة: «المجاعة قابلة للتفادي»
وخلال إحاطة إعلامية عقدت في جنيف، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بالمجاعة الكاملة، معتبرًا أنها «كانت قابلة للتفادي بالكامل لو لم تُمنع الأمم المتحدة بشكل ممنهج من إيصال المساعدات الغذائية».
وأضاف فليتشر: «المساعدات الإنسانية تتكدّس عند المعابر الحدودية بسبب عراقيل إسرائيلية متعمدة، فيما يواجه مئات الآلاف من المدنيين خطر الموت جوعًا»، مؤكدًا أن هذا الوضع يمثل «لحظة عار جماعي على المجتمع الدولي بأسره».
كما شدد على أن الاستجابة الإنسانية تحتاج إلى رفع كامل للقيود المفروضة على إدخال الغذاء والدواء، داعيًا الدول الكبرى إلى الضغط الفوري على إسرائيل لوقف ما وصفه بـ«سياسة التجويع».
اتهامات مباشرة لإسرائيل
وفي السياق ذاته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن «المجاعة في غزة نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية»، معتبرًا أن «منع الغذاء عن السكان وتركهم يموتون جوعًا يرقى إلى جريمة حرب وقد يُصنف كقتل عمد».
وأشار المفوض إلى أن ما يجري ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو «تجويع متعمد» يستخدم كأداة ضغط سياسي وعسكري، وهو ما يضع إسرائيل في مواجهة اتهامات خطيرة بموجب القانون الدولي الإنساني.
أرقام صادمة عن الجوع
من جانبهم، أكد خبراء تابعون للأمم المتحدة أن نحو 500 ألف شخص في غزة يواجهون حاليًا مستويات «كارثية» من انعدام الأمن الغذائي، وأن الوضع تجاوز مرحلة التحذيرات التقليدية وأصبح يتطلب استجابة عاجلة وفورية.
وأشار الخبراء إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من هذه الأزمة، حيث تسجل المستشفيات أعدادًا متزايدة من حالات سوء التغذية الحاد، إلى جانب انتشار الأمراض المرتبطة بنقص الغذاء والمياه النظيفة.
وأضافت التقارير أن معدلات الوفاة بين الرضع والأطفال ارتفعت بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي
هذا الإعلان من الأمم المتحدة يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي، حيث تتصاعد الدعوات من منظمات إنسانية وحقوقية لضرورة اتخاذ خطوات عملية وسريعة بعيدًا عن البيانات الدبلوماسية التقليدية.
وحذر محللون سياسيون من أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى انفجار أكبر للأوضاع في المنطقة، مؤكدين أن «تجويع شعب كامل لا يمكن أن يكون وسيلة مشروعة في أي نزاع».
ردود فعل غاضبة
الخبر أثار ردود فعل غاضبة على المستويين العربي والدولي. فقد أعربت منظمات إنسانية بارزة عن صدمتها، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاسبة المسؤولين عن منع دخول المساعدات.
كما دعا عدد من البرلمانيين في أوروبا إلى فرض عقوبات على إسرائيل، إذا استمرت في عرقلة قوافل الإغاثة، معتبرين أن «الصمت الدولي لم يعد مقبولًا أمام جريمة بهذا الحجم».
مسؤولية قانونية وأخلاقية
ويرى خبراء القانون الدولي أن إعلان المجاعة رسميًا يعني تحميل الأطراف المتسببة فيها مسؤولية قانونية واضحة، مؤكدين أن إسرائيل قد تواجه دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية إذا ثبت استخدامها «التجويع كسلاح حرب».
كما حذر مراقبون من أن فشل المجتمع الدولي في التعامل مع هذه الأزمة سيترك آثارًا طويلة المدى على مصداقية الأمم المتحدة نفسها، وسيُنظر إليه كفشل أخلاقي وقانوني غير مسبوق.
«لحظة عار» في التاريخ الحديث
في الختام، لا يُعد إعلان الأمم المتحدة للمجاعة في غزة مجرد بيان إنساني، بل هو بمثابة شهادة على مأساة إنسانية تتكشف أمام أعين العالم.
وبينما يواجه نصف مليون إنسان خطر الجوع القاتل، تتكدس قوافل الإغاثة على حدود القطاع دون أن يسمح لها بالمرور.
وصف توم فليتشر هذه اللحظة بأنها «لحظة عار جماعي»، وربما ستظل محفورة في التاريخ كدليل على أن الإنسانية فشلت في حماية أبسط حقوق البشر، وهو الحق في الغذاء.
- غزة
- المساعدات الإنسانية
- الغذاء
- طالب
- المنطقة
- الجوع
- مشروع
- الضغط
- البرلمان
- ملح
- التاريخ
- عمل
- سلاح
- الحج
- القطاع
- الأمين العام
- حكومة
- أرز
- دية
- الخبراء
- المرور
- القانون
- سياسة التجويع
- الدواء
- الحكومة
- مراقب
- الموت
- دعاوي
- المتحدة
- ضغط
- السكان
- آبل
- المساعدات الغذائية
- مدينة غزة
- المجاعة
- أرزة
- حكم
- جنيف
- قتل عمد
- المدنيين
- آلام
- الدول
- المجتمع
- إسرائيل
- المجتمع الدولى
- الشرق الاوسط
- المدن
- الأمم المتحدة
- ساني
- إعلامية
- المحكمة
- حرب
- عامل
- الرضع
- القانون الدولي
- المساعدات
- مرور
- لانس
- العالم
- تجويع
- آدم
- العرب
- حقوق
- قانون
- تمر
- بالمر
- إبر
- محاسب
- لأول مرة
- الوفاة
- إعلام
- قتل
- غذائي
- القارئ نيوز