السبت 06 سبتمبر 2025 الموافق 14 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

قفزات غير مسبوقة.. الفضة تقترب من أعلى مستوياتها منذ 40 عاما

الفضة
الفضة

سجلت الفضة هذا الأسبوع أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا، بعدما ارتفعت عقود ديسمبر الآجلة إلى 42.29 دولارًا للأوقية، محققة زيادة تقارب 40% منذ بداية عام 2025. 

وعلى الصعيد المحلي، ارتفع سعر الفضة بنحو 36%، ليقفز من 48 جنيهًا في بداية العام إلى أكثر من 65 جنيهًا حاليًا.

«ذهب الرجل الفقير» يلحق بالمعدن الأصفر

قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن موجة الصعود جاءت بالتوازي مع ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، موضحًا أن الفضة التي يطلق عليها المستثمرون «ذهب الرجل الفقير»، باتت مرشحة لاختبار مستويات تاريخية أخرى، خاصة أن أعلى سعر لها بلغ 50.36 دولارًا في يناير 1980.

العوامل الداعمة للصعود

وأوضح واصف أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماع الفيدرالي منتصف سبتمبر تشكل أبرز أسباب الصعود، حيث تتوقع الأسواق ثلاث خفضيات للفائدة عقب بيانات الوظائف السلبية.

 وأضاف: «كلما اقتربنا من دورة التيسير النقدي الأمريكية، زادت جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة».

تقلبات السندات والأسواق

وأشار رئيس شعبة المعادن إلى أن تقلبات أسواق السندات العالمية تمثل عنصر داعم آخر، مع تزايد المخاوف من التضخم وارتفاع مبيعات الديون الحكومية، الأمر الذي يدفع المستثمرين نحو المعادن الثمينة.

 كما لفت إلى أن سبتمبر وأكتوبر يعدان الأشهر الأصعب تاريخيًا لأسواق الأسهم الأمريكية، ما يعزز من جاذبية الفضة كملاذ آمن.

توقعات مستقبلية

واختتم واصف تصريحاته مؤكدًا أن الفضة لم تعد مجرد معدن تابع للذهب، بل أداة استثمارية مؤثرة بحد ذاتها، مضيفًا: «مع استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاطر المالية العالمية، فإن فرص تجاوزها مستويات الخمسين دولارًا ليست بعيدة على المدى القريب».

ارتفاع الفضة على  المستوى العالمي والمحلي

إن الارتفاع الكبير في أسعار الفضة، سواء على المستوى العالمي أو المحلي، يعكس بوضوح التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد الدولي، حيث تتغير موازين الاستثمار وتتبدل أولويات الأسواق مع تزايد حالة القلق وعدم اليقين.

 الفضة، التي كانت تعتبر لفترة طويلة مجرد معدن ثانوي مقارنة بالذهب، بدأت تفرض نفسها بقوة كلاعب رئيسي في ساحة الملاذات الآمنة، خصوصًا في أوقات الأزمات المالية والجيوسياسية.

بداية دورة طويلة الأمد من الارتفاعات

ويرى خبراء السوق أن ما يحدث للفضة ليس مجرد موجة صعود عابرة، بل قد يمثل بداية دورة طويلة الأمد من الارتفاعات، خاصة إذا استمرت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، بما يدعم توجه المستثمرين نحو الأصول غير المدرة للعائد.

 كذلك فإن تقلبات أسواق السندات العالمية، ومخاوف التضخم المتزايدة، تعزز من موقع الفضة كأداة تحوطية فعالة إلى جانب الذهب.

الفضة على المستوى المحلي 

أما على المستوى المحلي في مصر، فإن انعكاس هذه الارتفاعات العالمية على السوق الداخلي لا يقتصر على المستويات السعرية فحسب، بل يمتد إلى سلوكيات المستثمرين والمستهلكين.

 حيث بدأ الكثيرون ينظرون إلى الفضة باعتبارها وسيلة ادخار آمنة، خاصة مع الارتفاعات الكبيرة التي طالت أسعار الذهب، والتي جعلت الوصول إليه أكثر صعوبة بالنسبة للطبقات المتوسطة.

 الفضة.. ذهب الرجل الفقير

ومع أن الفضة لطالما لقبت بـ«ذهب الرجل الفقير»، إلا أن مكانتها اليوم تجاوزت هذه التسمية، لتصبح خيارًا استثماريًا متوازنًا يجمع بين القدرة على النمو والتكلفة الأقل مقارنة بالذهب. 

ومن ثم، فإن التوقعات التي تشير إلى إمكانية تجاوزها حاجز الخمسين دولارًا ليست بعيدة عن الواقع، بل قد تتحقق في وقت أقرب مما يتوقعه كثيرون.

مزيد من الزخم خلال الأشهر المقبلة

وفي ضوء هذه المعطيات، تظل الفضة مرشحة لمزيد من الحركة خلال الأشهر المقبلة، مدعومة بالأوضاع العالمية المتقلبة، لتؤكد أنها ليست مجرد معدن أبيض لامع، بل ركيزة أساسية في منظومة الاستثمار العالمي والمحلي على حد سواء.

تم نسخ الرابط