ازدواجية الغرب الصارخة.. أوكرانيا تستحق الحماية وغزة تستحق الإبادة؟

في عالم تتشابك فيه المصالح وتتناقض فيه المبادئ، يبدو المشهد مأساويًا ومحيّرًا، في مشهد من مشاهد الغرابة، تتوافد قادة الدول الأوروبية، وتجتمع كل من باريس ولندن وبرلين، من أجل وقف حرب في أوكرانيا، بينما يقف العالم صامتًا، متجاهلًا، بل متواطئًا أحيانًا، مع إبادة وتجويع شعب بأكمله في غزة.
يتساءل المرء، ما هو المعيار الذي يفرق بين ضحايا الحروب؟ لماذا تثير دموع طفل في كييف تعاطف العالم أجمع، بينما تسيل دماء أطفال غزة دون أن يحرّك ذلك ساكنًا في ضمائرهم؟.
ازدواجية المعايير.. عقوبات على روسيا وتجاهل لإسرائيل
لقد أظهر العالم الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، ازدواجية فاضحة في التعامل مع الأزمات الدولية.
فعلى إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، سارع المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، ورفع دعاوى قضائية لمحاكمة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ولقد كان العالم بأسره يهلل للعدالة، ويدعو إلى محاسبة المعتدي. ولكن، عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة، يتغير المشهد تمامًا.
نفس الدول التي فرضت عقوبات على روسيا، تواصل دعمها العسكري والسياسي والاقتصادي لإسرائيل، وتتجاهل الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيشها بحق الشعب الفلسطيني.
بل إن الولايات المتحدة، التي شاركت في تأسيس النظام العالمي، تهاجم الآن المحكمة الجنائية الدولية، وتحاول بشتى الطرق عرقلة أي محاكمة لقادة إسرائيل، رغم أنها كانت أول من حشد لمحاكمة بوتين.
تحالف الراغبين.. ضمانات أمنية لأوكرانيا على حساب غزة
اجتمع قادة أكثر من 30 دولة، غالبيتهم من أوروبا، في باريس، تحت مسمى "تحالف الراغبين"، لمناقشة الضمانات الأمنية التي ستقدم لأوكرانيا.
في هذا الاجتماع، الذي شارك فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد القادة الأوروبيون استعدادهم لتقديم ضمانات أمنية قوية لكييف، بما في ذلك نشر قوات على الأرض في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
هذه الخطوات، التي تهدف إلى ردع روسيا عن شن هجمات جديدة، تظهر مدى التزام الدول الأوروبية بأمن أوكرانيا.
ولكن، في المقابل، نرى تجاهلاً تامًا للضمانات الأمنية التي يجب أن تقدم للشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان مستمر منذ عقود.
كيف تهدد الازدواجية الغربية النظام العالمي؟
هذه الازدواجية ليست مجرد خطأ أخلاقي، بل تمثل تهديداً وجودياً لمصداقية النظام الدولي برمته.
فالعالم يشاهد كيف تُستخدم المؤسسات الدولية والقوانين الدولية كأدوة انتقائية لتخدم مصالح القوى الكبرى.
هذا النهج يغذي السردية الروسية والصينية حول «فشل النظام الغربي» و«ازدواجية المعايير»، ويمنحها مصداقية غير مسبوقة في Global South.
كل قنبلة تسقط على غزة تدمر ليس فقط البيوت الفلسطينية، ولكن أيضاً الأسس الأخلاقية التي بني عليها النظام الليبرالي العالمي منذ الحرب العالمية الثانية.
موقف العرب والمسلمين.. أين الدعم لفلسطين؟
تساؤل يفرض نفسه بقوة في ظل هذا المشهد، لماذا يدعم الغرب أوكرانيا بكل قوة، بينما لا نرى هذا الدعم من العرب والمسلمين تجاه فلسطين؟ لقد أظهر الغرب، بكل وضوح، أن لديه القدرة على الحشد والدعم وتقديم الضمانات الأمنية عندما يريد.
فلماذا لا يستطيع العرب والمسلمون فعل الشيء نفسه من أجل فلسطين؟ أين هي الاجتماعات الطارئة؟ وأين هي العقوبات على إسرائيل؟ وأين هي الضمانات الأمنية التي تحمي الشعب الفلسطيني من العدوان المستمر؟ هذا التخاذل العربي والإسلامي يضيف إلى مأساة فلسطين، ويزيد من شعور الشعب الفلسطيني بالخذلان.
ختامًا.. صمت القبور فيوجه إبادة جماعية
الدمار في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل هو اختبار حاسم لمصداقية النظام العالمي. التاريخ سيسجل أن العالم الغربي امتلك الفرصة لإنقاذ نظام القيم الذي ادعى الدفاع عنه، لكنه فضل المصالح قصيرة المدى على المبادئ الطويلة الأمد.
صمت الغرب على جرائم غزة ليس خيانة للفلسطينيين فقط، بل هو خيانة للذات وللمستقبل. فالنظام القائم على ازدواجية المعايير محكوم عليه بالفشل، والشعوب التي تشاهد اليوم إبادة الفلسطينيين لن تنسى، ولن تغفر، وستصنع غداً نظاماً عالمياً جديداً لا مكان فيه للكيل بمكيالين.
- غزة
- أوكرانيا
- أطفال
- روبي
- محاكمة
- بوتين
- قنبلة
- الشعب الفلسطيني
- الاقتصاد
- درة
- دية
- لندن
- الدمار
- ضحايا
- طفل
- الحروب
- الولايات المتحدة
- اقتصاد
- شاهد
- فلسطين
- العدوان
- حكم
- دعاوي
- المتحدة
- العالمي
- روسيا
- الحرب
- آبل
- برلين
- باريس
- الدول الأوروبية
- الدم
- الاقتصادي
- الدول
- المجتمع
- تمر
- المحكمة الجنائية الدولية
- الغراب
- الطرق
- المجتمع الدولى
- أطفال غزة
- العرب
- الخطوات
- الروسي
- الجنائية
- الجنائية الدولية
- الحرب الروسية
- محاسب
- المحكمة الجنائية
- غال
- شاب
- العقوبات
- تجويع
- العدوان المستمر
- المؤسسات
- جرائم
- هجمات
- حرب
- عامل
- إسرائيل
- العالم
- المحكمة
- المسلمون
- سرا
- حساب
- الغرب
- فرص
- الأب
- ألابا
- هدف
- المسلم
- الدعم
- عرض
- القارئ نيوز