تعرف على أبرز السنن النبوية «عند دخول المسجد»

السنن النبوية عند دخول المسجد توضح دار الإفتاء المصرية أن اتباع «السنن» النبوية يمنح المسلم فضائل عظيمة ويقربه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي في مقدمة هذه «السنن» ما يفعله الداخل إلى المسجد من ذكر ودعاء وصلاة تحية المسجد قبل الجلوس، إذ تؤكد الشريعة أن «السنن» المأثورة تعزز روح الطمأنينة وتعمق الصلة بالله، ويستحب لكل من يدخل بيتًا من بيوت الله أن يبدأ بقول بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ويسلم على القوم الجالسين، وهو ما يرسخ مفهوم «السنن» العملية في حياة المسلم اليومية.
سنة دخول المسجد
تؤكد كتب الفقه أن من «السنن» الثابتة صلاة ركعتين قبل الجلوس عند دخول المسجد، وقد ورد في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» وهذا الحديث أصل في هذه السنة، ويشير فقهاء الحنفية إلى أن المراد بالمساجد هنا كل مسجد عدا المسجد الحرام، لأن تحيته تكون بالطواف، كما أن أداء الفرض ينوب عن تحية المسجد، وتدل هذه التوجيهات على أن «السنن» المرتبطة بدخول المسجد تؤسس لأدب رفيع يتبعه المسلم ليعبر عن تعظيمه لبيت الله.
فضل صلاة تحية المسجد
يعد أداء ركعتي تحية المسجد من «السنن» المؤكدة التي أوصى بها النبي الكريم، فهي إعلان عن توقير بيت الله وتهيئة للقلب لاستقبال الصلاة والذكر، ويرى العلماء أن هذه الصلاة القصيرة تمثل بداية مباركة لكل من دخل المسجد، فهي ليست مجرد حركة بل عبادة لها ثواب عظيم، وتحقق للمؤمن الأجر والسكينة، كما أن الالتزام بهذه «السنن» يغرس في القلب حب الطاعة ويعود المسلم على المبادرة إلى الخير في كل أوقاته.
الجمع بين النية والسنن
أوضحت دار الإفتاء أن أي صلاة يؤديها المسلم عند دخوله المسجد يمكن أن تقوم مقام تحية المسجد إذا نوى ذلك، فلو صلى ركعتين سنة الفجر أو قضى فائتة عند دخوله المسجد نال أجر التحية، وهو ما يبين مرونة «السنن» في الشريعة الإسلامية وسهولة تطبيقها، فالمهم أن يصاحبها النية الصادقة، وهذا يوضح أن «السنن» ليست طقوسًا جامدة بل مقاصدها راحة القلب وتعظيم الشعائر.
وقت أداء السنن
يستحب أداء ركعتي التحية في كل وقت ما لم يكن وقتًا مكروهًا، إذ بين الفقهاء أن «السنن» لا تؤدى في أوقات الكراهة، ويستفاد من هذا أن على المسلم أن يختار وقتًا مناسبًا ليحافظ على فضل هذه السنة، وإن دخل المسجد في وقت لا تجوز فيه الصلاة فيكفيه ذكر الله حتى يخرج وقت الكراهة، وبهذا يحافظ على روح «السنن» دون مخالفة للأحكام الشرعية.
آداب تحية أهل المسجد
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم الداخل إلى المسجد على من فيه بعد صلاة التحية، فتصبح تحية المكان قبل تحية أهله، وهذه من «السنن» التي تعبر عن احترام قدسية المسجد وأهله، فالسلام ينشر المودة والسكينة، ويقوي روابط الإخوة بين المصلين، وهو جانب مهم من جوانب «السنن» التي تحافظ على روح الجماعة والتآلف.
السنن في سنة الفجر
تشير دار الإفتاء إلى أن من دخل المسجد بعد أذان الفجر وقبل صلاة الصبح، فله أن يصلي ركعتي سنة الفجر وتكفيه عن تحية المسجد، إذ تعتبر هذه الركعتان من «السنن» العظيمة التي كان النبي يحافظ عليها، وهي تغني عن ركعتي التحية إذا نواهما، مما يدل على يسر الشريعة وحرصها على التخفيف عن المسلمين مع الحفاظ على روح العبادة.
أهمية المحافظة على السنن
الالتزام بـ«السنن» عند دخول المسجد يعبر عن حب العبد لرسول الله واتباعه لهديه، وهو دليل على تعظيم شعائر الله واستحضار نية القرب، كما أن المداومة على هذه «السنن» تجعل المسلم أكثر وعيًا بمعاني العبادة وتزيد من صفاء قلبه، ويشعر مع مرور الوقت بحلاوة الإيمان وطمأنينة القلب، لذلك تحث دار الإفتاء على عدم التفريط في هذه «السنن» حتى مع انشغال الحياة وكثرة الأعمال.