هل يسبب النوم المفرط الصداع؟ إليك نصائح للوقاية

الصداع مشكلة شائعة قد ترتبط بعادات النوم بشكل مباشر، فالكثير من الأشخاص يعتقدون أن الحصول على ساعات نوم طويلة يمنح الجسم راحة أكبر لكن الدراسات الطبية أوضحت أن «الصداع» قد يزداد عند الإفراط في النوم مما يجعل الاستيقاظ من الفراش مهمة صعبة ويؤثر على نشاط اليوم بالكامل، لهذا يطرح الأطباء تساؤلات مهمة حول علاقة النوم المفرط بزيادة «الصداع» وطرق الوقاية منه لتحقيق توازن صحي للجسم والعقل.
علاقة النوم المفرط بزيادة الصداع
يؤكد خبراء الصحة أن النوم لساعات أطول من الحاجة الطبيعية يسبب خللًا في كيمياء الدماغ ما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية والشعور بـ«الصداع» عند الاستيقاظ، كما أن النوم غير المنتظم يربك الساعة البيولوجية للجسم فينتج عن ذلك اضطراب في إفراز هرمونات مثل السيروتونين التي تلعب دورًا في تنظيم الألم والشعور بالراحة، وعندما يختل هذا التوازن تزداد فرص المعاناة من «الصداع» الصباحي الذي قد يستمر لساعات طويلة ويؤثر على التركيز والقدرة على العمل.
تأثير قلة الحركة ونقص السوائل
النوم المفرط يقلل من معدل الحركة اليومية وبالتالي ينخفض تدفق الدم إلى المخ، هذا الانخفاض يؤدي أحيانًا إلى «الصداع» المزمن خاصة عند من لا يمارسون أي نشاط بدني، كما أن النوم لساعات طويلة قد يؤدي إلى الجفاف نتيجة عدم شرب الماء لفترة طويلة وهو ما يزيد من حدة «الصداع»، لذلك ينصح الأطباء بشرب كمية كافية من الماء قبل النوم وبعد الاستيقاظ للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع هذه المشكلة المزعجة.
نصائح مهمة للوقاية من الصداع الناتج عن النوم المفرط
لتقليل خطر الإصابة بـ«الصداع» يجب الالتزام بجدول نوم ثابت بحيث ينام الشخص في مواعيد محددة ويستيقظ في نفس الوقت يوميًا حتى في عطلات نهاية الأسبوع، كما يُفضل عدم تجاوز 8 ساعات من النوم المتواصل لتفادي أي اضطراب في الساعة البيولوجية، ومن المهم تهوية الغرفة جيدًا وضبط درجة الحرارة لتكون معتدلة مما يساعد على نوم مريح دون الإفراط في الوقت، كذلك يُنصح بممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي أو تمارين التمدد بعد الاستيقاظ مباشرة لأن ذلك يحسن الدورة الدموية ويقلل فرص «الصداع».
الاهتمام بالنظام الغذائي
النظام الغذائي يلعب دورًا أساسيًا في منع «الصداع» المصاحب للنوم المفرط، فإهمال وجبة الإفطار أو تناول أطعمة غنية بالسكر قد يرفع مستويات الجلوكوز في الدم ثم يخفضها بسرعة مما يحفز «الصداع»، لذلك يوصي خبراء التغذية بتناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتين والحبوب الكاملة والخضروات الطازجة، كما أن تناول الكافيين باعتدال في الصباح يمكن أن يساعد بعض الأشخاص على تقليل الألم لكن يجب الحذر من الإفراط حتى لا يسبب تأثيرًا عكسيًا.
الابتعاد عن المنبهات قبل النوم
للحصول على نوم صحي يقلل من خطر «الصداع» ينصح بالابتعاد عن الشاشات الإلكترونية قبل موعد النوم بساعة على الأقل لأن الضوء الأزرق يعطل إنتاج هرمون الميلاتونين الضروري للنوم، كما يجب الحد من استهلاك الكافيين والمشروبات الغازية في المساء لأن تأثيرها المنبه قد يؤدي إلى نوم متقطع يدفع الجسم لتعويضه بساعات أطول في الصباح وبالتالي ظهور «الصداع».
دور الحالة النفسية
الحالة النفسية تلعب دورًا لا يمكن إغفاله في زيادة «الصداع»، فالتوتر والقلق يؤديان إلى إفراز هرمونات ترفع ضغط الدم وتزيد من حدة الألم، لذلك ينصح الخبراء بممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل قبل النوم لدعم نوم هادئ ومتوازن، كما يساعد تسجيل الأفكار السلبية في دفتر خاص قبل النوم على تفريغ الذهن من الضغوط وبالتالي تقليل فرص «الصداع» الصباحي.
متى تحتاج لاستشارة الطبيب
في حال استمرار «الصداع» رغم اتباع النصائح السابقة يجب استشارة الطبيب لاستبعاد أسباب مرضية أخرى مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو نقص بعض الفيتامينات أو مشاكل الغدة الدرقية، فالتشخيص المبكر يسهم في وضع خطة علاجية فعالة تمنع تطور «الصداع» إلى حالات مزمنة تؤثر على جودة الحياة، كما قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات للدم أو تصوير بالرنين المغناطيسي إذا استدعى الأمر.
النوم المفرط قد يبدو للوهلة الأولى وسيلة للراحة لكنه في الحقيقة قد يتحول إلى سبب رئيسي لزيادة «الصداع» خاصة عند تجاهل القواعد الصحية للنوم، الحفاظ على روتين يومي ثابت، شرب كميات كافية من الماء، الاهتمام بالغذاء المتوازن، وممارسة نشاط بدني معتدل تعد خطوات أساسية لتفادي «الصداع» والتمتع بيوم مليء بالطاقة والنشاط.