النحات الفرنسي بارتولدي وصناعة أشهر أيقونة عالمية.. تمثال الحرية

تمر اليوم الذكرى السنوية لوفاة النحات الفرنسي الشهير فريديريك أوجست بارتولدي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، 4 أكتوبر عام 1904م.
ترك بارتولدي خلفه مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية المميزة التي خلدت اسمه، ولكن عمله الأشهر على الإطلاق هو تمثال الحرية، الذي يقف شامخاً في نيويورك.
المثير في قصة هذا التمثال الأيقوني، أن وجهته الأولى لم تكن الولايات المتحدة، بل كان مُعداً ليكون منارة تضيء مدخل قناة السويس في مصر.
هذه القصة تكشف عن تقاطع مثير بين الفن، والديون، والسياسة الدولية في القرن التاسع عشر.
الفكرة المصرية: تمثال يضيء مدخل قناة السويس
تعود الجذور الأولى لفكرة التمثال إلى طموحات الخديو إسماعيل لافتتاح مشروع قناة السويس كأكبر ممر ملاحي عالمي، ورغبته في تزيين المدخل بعمل فني ضخم يعكس عظمة المشروع.
طلب الخديو إسماعيل
خلال فترة حكم الخديو إسماعيل لمصر، والتي امتدت ما بين عامي 1863 إلى 1879 من الميلاد، سعى إلى إضفاء طابع فني وجمالي على المشروع القومي الهائل لقناة السويس التي كان يستعد لافتتاحها.
طلب الخديو من النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي أن يصنع تمثالاً ذا مواصفات محددة: أن يكون عملاقاً بـ «طول 100 متر» تقريباً، وأن يحمل بيده اليسرى مشعلاً يضيء الطريق للقادمين إلى القناة.
الموقع المقترح: بورسعيد بوابة الشرق
كان من المقرر أن يوضع هذا التمثال في مدينة بورسعيد، ليقف كمنارة مضيئة عند مدخل قناة السويس.
لم يكن التمثال مجرد عمل فني، بل كان رمزاً للحضارة والتقدم، ليجسد الفكرة التي كانت تدور في ذهن بارتولدي نفسه، وهي «امرأة عربية تحمل مشعلاً»، إشارة إلى أن الشرق يستقبل سفن العالم بالنور.
وكان يُطلق على المشروع الأولي اسم «النور يضيء آسيا» أو «مصر تحمل النور إلى آسيا».
أزمة الديون تغير وجهة التاريخ
على الرغم من إتمام بارتولدي للتمثال، حالت الظروف المالية الصعبة التي مرت بها مصر دون نقل وتركيب هذا العمل الضخم.
الأجر الضخم والتكاليف الباهظة
عندما انتهى فريدريك بارتولدي من تصميم وتنفيذ التمثال الأولي، شعر بأن عمله يستحق ثمناً باهظاً. دفع «طمعه» إلى أن «يطلب أجراً ضخماً» في وقت كانت فيه خزائن مصر تعاني بشدة.
كانت مصر في تلك الفترة «تتكبد ديوناً نتيجة شق القناة» والمشروعات التنموية الأخرى التي نفذها الخديو إسماعيل. «وبالفعل لم يتمكن إسماعيل باشا من نقل التمثال البالغ في ضخامته إلى مصر».
وقدّر الخبراء سعر التمثال وتكاليف نقله وشحنه وتركيبه بما يقترب من «600 ألف دولار آنذاك».
ويؤكد المؤرخون أن «هذا المبلغ كان ضخمًا على خزائن مصر في ذلك الوقت»، مما جعل الخديو يضطر للتراجع عن إتمام الصفقة، لتفقد مصر أحد أشهر المعالم العالمية قبل أن يرى النور على أرضها.
من القاهرة إلى نيويورك: ميلاد أيقونة أمريكية
بعد تراجع مصر عن الصفقة، بحث بارتولدي عن مشترٍ آخر لعمله، لتكون فرنسا هي الجسر الذي عبر منه التمثال إلى وجهته النهائية.
هدية فرنسا للولايات المتحدة
بعد فشل الصفقة المصرية، عرض النحات فريدريك بارتولدي تمثاله العملاق على الحكومة الفرنسية، والتي وافقت على شرائه بالفعل.
كان الغرض من الشراء هو إهداء التمثال إلى الولايات المتحدة بمناسبة «المئوية الأولى لحرب الاستقلال التي حققت انتصاراً فيها»، ليكون رمزاً للصداقة الفرنسية-الأمريكية.
جهود تمويل قاعدة التمثال
لم يكن الأمر بسيطاً حتى في أمريكا، فبينما قدمت فرنسا التمثال كهدية، كان على الأمريكيين جمع التبرعات اللازمة لبناء القاعدة العملاقة التي سيقف عليها التمثال وملحقاته، وقد نجح الأمريكيون في ذلك، ليكون التمثال رمزاً لمساهمة كلتا الدولتين.
الافتتاح التاريخي
تم افتتاح تمثال الحرية رسمياً من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك، جروفر كليفلاند، في 28 أكتوبر 1886، في احتفال مهيب.
ومنذ ذلك التاريخ، أصبح التمثال، الذي كان من المفترض أن يستقبل السفن القادمة من البحر المتوسط إلى القناة، «من أشهر المعالم العالمية في مدينة نيويورك»، ويُعد رمزاً عالمياً للحرية والتنوير.
- بارتولدي
- النحات
- التبرعات
- ملح
- عمل
- مشروع
- السويس
- حكومة
- فرنسا
- المشروعات
- العمل
- الولايات المتحدة
- الخبراء
- مصر
- بورسعيد
- الفن
- قنا
- الوقت
- الحكومة
- أكتوبر
- المال
- الشراء
- البحر المتوسط
- النور
- السفن
- القاهرة
- المصري
- حكم
- تبرعات
- انتصار
- مشروعات
- آدم
- الطريق
- مواصفات
- العالم
- حرب
- الأعمال الفنية
- الدول
- تمر
- السن
- الأعمال
- وقت
- شعر
- نيويورك
- دهب
- نقل
- الفرن
- قناة
- الفك
- صفقة
- مال
- التبرع
- الصف
- قناة السويس
- المتحدة
- تمثال
- ضار
- الخديو
- القارئ نيوز