«استقرار البناء».. الأسمنت يرسو عند 3820 جنيهاً للطن

الأحد 26/أكتوبر/2025 - 11:00 ص

شهدت أسعار الأسمنت في السوق المحلية اليوم الأحد الموافق 26 أكتوبر 2025 «استقرارًا ملحوظًا»، وذلك بعد موجة زيادات محدودة شهدها القطاع مؤخراً تراوحت بين 50 و200 جنيه للطن، بحسب نوع المنتج والشركة المنتجة.

هذا الثبات يبعث برسالة طمأنة إلى قطاع المقاولات والتشييد، الذي يعتمد بشكل أساسي على الأسمنت كمادة خام رئيسية.

وسجل متوسط سعر الطن اليوم نحو 3820 جنيهًا تسليم أرض المصنع، بينما يصل سعر البيع للمستهلك النهائي إلى قرابة 4200 جنيه، وهو سعر يراه الخبراء عادلاً في ظل تكاليف الطاقة والإنتاج الحالية.

وفرة المعروض: العامل الأهم في تثبيت الأسعار

أكد أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن السوق يشهد حالياً «توافرًا كبيرًا في المعروض من الأسمنت».

وأوضح الزيني أن هذه الوفرة هي ما ساهمت بشكل مباشر في «استقرار الأسعار بعد الزيادات المحدودة الأخيرة».

وأشار إلى أن التوقعات تشير إلى «ترقب تحركات طفيفة في الأسعار خلال الفترة المقبلة»، لكن التوازن بين العرض والطلب هو الفيصل.

ويُعد الأسمنت من المواد الأساسية في مشروعات البناء والتشييد، ما يجعل استقرار أسعاره «عنصرًا مؤثرًا» وحيوياً في قطاع العقارات والإنشاءات، ويجنب الشركات والمقاولين مخاطر تقلب التكاليف.

الإنتاج المحلي: قفزة بنسبة 9% في 2024

تكشف البيانات الرسمية عن نمو كبير في إنتاج مصر من الأسمنت، مما يفسر حالة «وفرة المعروض» التي يتحدث عنها التجار:

ارتفاع الإنتاج: تشير بيانات البنك المركزي إلى ارتفاع إنتاج مصر من الأسمنت إلى 25.39 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2024، مقابل 23.3 مليون طن خلال الفترة نفسها من 2023.

حجم الزيادة: بلغت الزيادة في الإنتاج خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2.09 مليون طن، مما يمثل نمواً يفوق 9%، ويؤكد قدرة المصانع المحلية على تلبية الطلب المتزايد محلياً وتصدير الفائض.

الأسمنت المصري يغزو الأسواق الأفريقية: نمو قياسي للتصدير

على الصعيد الخارجي، واصلت صادرات الأسمنت المصري أداءها القوي، لتؤكد قدرة القطاع على المنافسة عالمياً:

نمو الإيرادات: ارتفعت إيرادات صادرات الأسمنت من 465 مليون دولار في 2021 إلى 770 مليون دولار في 2023.

الأداء في 2024: استمر النمو ليصل إلى 780 مليون دولار خلال أول عشرة أشهر فقط من عام 2024، مسجلاً «نسبة نمو 12%» مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق.

الأسواق المستهدفة: تُصدر مصر الأسمنت إلى 95 دولة، وتتصدر الأسواق الأفريقية قائمة المستوردين، مما يعكس قوة المنتج المصري في القارة السمراء.

تحليل الخبراء: يؤكد خبراء القطاع أن التحدي يكمن في الحفاظ على هذا التوازن بين العرض والطلب في السوق المحلي، مشيرين إلى أن هذا هو «العامل الأهم في الحفاظ على استقرار الأسعار».

وتتوقع التحليلات استمرار هذا الاستقرار خلال الفترة المقبلة، مدعوماً بزيادة الطاقة الإنتاجية والطلب التصديري الثابت.

تحدي الطاقة وتكلفة الإنتاج

رغم استقرار سعر الأسمنت، يظل التحدي الأكبر للقطاع هو «تكلفة الطاقة»، التي تمثل عنصراً رئيسياً في عملية التصنيع كثيفة الاستهلاك للوقود.

أي تحرك في أسعار الطاقة العالمية أو المحلية يمكن أن يهدد هذا الاستقرار ويعيد الأسعار إلى مسار الصعود.

لذا، فإن استراتيجية المصانع تركز حالياً على «تعظيم الكفاءة التشغيلية» واستخدام الطاقة البديلة لضمان بقاء تكلفة الإنتاج عند مستوى يمكنها من المنافسة محلياً ودولياً.

الأسمنت كمرآة للمشروعات القومية

يُعد استقرار الأسمنت مؤشراً قوياً على «استمرار تدفق المواد» للمشروعات القومية الكبرى التي تقودها الدولة.

هذا الاستقرار لا يخدم فقط المستهلك النهائي، بل يطمئن شركات المقاولات التي تعمل على تنفيذ خطط التنمية، ويؤكد على أن «متطلبات البنية التحتية» يتم تلبيتها بكفاءة عالية، مما يدعم تسريع وتيرة الإنجاز.

اقتصاد