طلاق باليمين المتكرر.. الإفتاء تجيب عن حكم الانفصال
الإفتاء تؤكد عبر توضيحاتها المتتابعة أن مسائل الحلف بالطلاق تحتاج إلى فهم دقيق لحقيقة اليمين وأثر زوال سببه، وأن الإفتاء تستقبل يوميًا أسئلة كثيرة تتعلق بعبارات الحلف وتأثيرها على استقرار الأسرة، وفى هذا الخبر المطوّل يعرض القارئ نيوز التفاصيل الكاملة حول حكم يمين الطلاق المعلق على الطعام، وحكم عبارة «عليَّ الطلاق».
الإفتاء توضح حكم يمين الطلاق المتعلق بالطعام بعد زوال سبب الخلاف
تبدأ «الإفتاء» حديثها حول هذه المسألة من استفسار تلقاه أحد أمناء الفتوى أثناء بث مباشر، وهو سؤال يعبر عن حالة شائعة تحدث في كثير من البيوت عندما ينفعل الرجل أثناء خلاف عابر فيطلق يمينًا مرتبطًا بحدث معين مثل الطعام، وقد أوضح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى ومدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء المصرية أن الرجل قد حلف يمين طلاق ثم عاد فتناول الطعام بعدما «راضته» زوجته، وهنا يظهر السؤال الرئيسي حول وقوع الطلاق من عدمه، وهل يجب على الرجل كفارة أم لا، وقد أكدت الإفتاء أن هذا النوع من الأيمان ينطبق عليه وصف «يمين الفور» وهو اليمين المرتبط بسبب معين فإذا انتهى السبب انتهى حكم اليمين، وأشارت الإفتاء إلى أن الفقهاء استخدموا هذا المصطلح للتعبير عن اليمين الذي يزول أثره بزوال المشاحنة أو المشكلة التي دفعت الرجل إلى التلفظ به، وبناء عليه فإن تصالح الزوج مع زوجته وانتهاء الخلاف بينهما يجعل اليمين لا يترتب عليه وقوع الطلاق، كما لا يترتب عليه وجوب كفارة لأن اليمين قد «سقط سببه»، وهنا شددت الإفتاء على أن التسرع في استخدام ألفاظ الطلاق عند الغضب قد يوقع الأسر في حرج كبير وأن الفقه الإسلامي وضع تنظيما واضحا لهذه الحالات، ولهذا فإن الإفتاء تكرر دعوتها الدائمة للناس ألا يجعلوا الطلاق وسيلة للحلف أو التأكيد أو التهديد.
وتوضح الإفتاء أن حالة الرجل الذي قال إنه حلف على نفسه ألا يأكل ثم أكل عندما هدأت الأمور مع زوجته تُعد مثالًا عمليًا على ضرورة فهم قواعد الشريعة المتعلقة بالأيمان، فمجرد حدوث التصالح وعودة الهدوء بين الطرفين يعد دليلا على زوال سبب اليمين، وبذلك ينتهي حكمه، وتؤكد الإفتاء أن «زوال السبب» يعد ركنا جوهريا في فهم هذا النوع من اليمين، وأنه متكرر في كثير من الأسئلة التي تصل إليها، ولذلك تنبه الإفتاء إلى ضرورة تعلم المسلمين لآداب التعامل مع الخلافات الزوجية بعيدا عن العبارات التي قد تفتح بابا لنزاعات لا داعي لها.
الإفتاء تشرح معنى عبارة «عليَّ الطلاق» وهل تعتبر طلاقا أم يمينا
وفي سياق آخر تلقت الإفتاء سؤالًا جديدًا عبر بث مباشر حول معنى العبارة الشائعة «عليَّ الطلاق» وهل تعد طلاقا صريحا أم يمينا، وقد أوضح الدكتور محمد عبد السميع مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى أن هذه الجملة لا تُعد طلاقا صريحا إذا لم يقترن بها لفظ يدل على إيقاع الطلاق بشكل واضح، وأكدت الإفتاء أن هذه العبارة في أغلب استعمالاتها تُعد «يمينًا» له كفارة يمين عادية إذا حنث صاحبها، وبينت أن بعض الناس يخلطون بين اليمين وبين الطلاق الصريح مما يؤدي إلى اضطراب كبير في البيوت، ولذلك فإن الإفتاء تحرص دائما على بيان الفرق بين الطلاق الذي يقع بمجرد التلفظ الواضح به، وبين اليمين الذي يوضع في سياق التهديد أو التأكيد والذي له حكم مختلف تماما.
وتشير الإفتاء إلى أن بعض العبارات قد تحمل أكثر من احتمال، وهنا تحتاج الفتوى إلى «تحقيق لفظي» يبين نية القائل، وهل كان يقصد بالفعل إنهاء العلاقة الزوجية أو كان يقصد مجرد التهديد أو الحث أو المنع، وهذا الأمر يتكرر كثيرا في الأسئلة الواردة إلى الإفتاء، مما دفعها لتجديد التذكير بأن الطلاق يجب ألا يستخدم في غير موضعه، لأن الشرع أذن به فقط عند استحالة العشرة، أما تحويله إلى وسيلة للغضب أو الانفعال فليس من الحكمة في شيء.
الإفتاء تجيب عن حكم الطلاق أثناء الحيض وتفرق بين الصحة والحرمة
وفي سؤال ثالث متعلق بأحكام الطلاق أوضحت الإفتاء حكم الطلاق الذي يقع أثناء فترة الحيض، حيث أكدت الدار أن هذا الطلاق يقع شرعًا بمعنى أنه صحيح مستوفٍ للأركان، ولكنه يعد طلاقًا «بدعيًا» محرما لأن الشرع نهى الرجل عن تطليق زوجته وهي حائض، وبينت الإفتاء أن العبرة في صحة الطلاق شيء، وحرمة توقيته شيء آخر، أي أن المعصية تقع على من خالف الإرشاد الشرعي حتى إذا وقع الطلاق من الناحية القانونية والشرعية.
وتضيف الإفتاء أن فهم الفرق بين «صحة الطلاق» و«حرمة وقته» أمر مهم للغاية لأن بعض الناس يعتقدون أن الطلاق أثناء الحيض لا يقع مطلقًا، بينما الصحيح أنه يقع مع تحمّل الزوج إثم المخالفة، ولهذا تكرر الإفتاء دائمًا نصائحها للرجال بأن يتحروا الحكمة في التعامل مع الخلافات الزوجية وألا يجعلوا الغضب محركا لاتخاذ أخطر قرار قد يهدم أسرة كاملة.
وتوضح الإفتاء أن كثيرا من النزاعات الأسرية كان يمكن تفاديها لو التزم الزوجان بالهدوء وبالأحكام الشرعية عند الخلاف، وتؤكد أن تكرار هذه الأسئلة من الجمهور يدفعها إلى تكثيف جهودها التوعوية عبر البث المباشر والفتاوى المكتوبة والبرامج التفاعلية للحفاظ على استقرار الأسرة المصرية.



