بدءًا من منتصف ليل الجمعة.. انطلاق التوقيت الصيفي 2025 في مصر

التوقيت الصيفي يعود رسميًا إلى مصر وسط حالة من الترقب والاستعداد، حيث ينتظر المواطنون دخول هذا النظام حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أن صدق الرئيس عبدالفتاح السيسي في السادس عشر من أبريل لعام 2023 على القانون رقم 34 لسنة 2023، الذي يقر عودة العمل بنظام التوقيت الصيفي رسميًا بعد توقف دام سبع سنوات، ويُعد هذا التغيير جزءًا من خطة الدولة في التفاعل مع المتغيرات العالمية من حيث الطاقة وتنظيم الوقت.
قانون التوقيت الصيفي.. عودة بعد غياب
يهدف القانون الجديد إلى تقديم الساعة الرسمية للدولة بمقدار ساعة واحدة خلال فصل الصيف، ما يتيح استغلالًا أكبر لساعات النهار الطويلة التي تبدأ في الازدياد مع حلول فصل الربيع وتبلغ ذروتها خلال فصل الصيف، وهو ما يُترجم إلى وفرة في استهلاك الطاقة وتسهيلات في إنجاز الأعمال خلال ساعات النهار الممتدة، وبحلول الشتاء، تتقلص هذه الساعات تدريجيًا لتعود الدولة إلى التوقيت الشتوي بشكل طبيعي، دون الحاجة لإجراءات معقدة.
ومن خلال جلسة مجلس الوزراء رقم 231 التي عُقدت في الأول من مارس عام 2023، تمت الموافقة على مشروع القانون الخاص بعودة التوقيت الصيفي، وذلك برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، حيث استند القرار إلى الظروف الاقتصادية العالمية التي دفعت دولًا عدة إلى إعادة النظر في استهلاك الطاقة وتنظيم الموارد، وضمن هذا السياق، قررت الحكومة المصرية أن الوقت قد حان لاستعادة التوقيت الصيفي كوسيلة لتعزيز الكفاءة والاستفادة من ضوء النهار الطبيعي لأطول فترة ممكنة.
الجمعة.. اختيار مدروس لتجنب الارتباك
وقد تم اختيار يوم الجمعة ليكون موعدًا رسميًا لتطبيق التغييرات الخاصة بالتوقيت سواء صيفيًا أم شتويًا، باعتبار أن الجمعة يوم عطلة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ويُقلل هذا التوقيت من فرص حدوث ارتباك أو خلل في المواعيد الرسمية للمؤسسات، كما يمنح الأفراد والشركات 24 ساعة كافية للاستعداد والاعتياد على التغيير دون التأثير على سير العمل أو المواعيد الحيوية.
كما أن اختيار يوم عطلة يمنح المستخدمين من كافة الفئات العمرية والاجتماعية فرصة لمراجعة أجهزتهم وتحديث الساعات والهواتف والتقويمات الرقمية بسهولة، ما يُسهم في توحيد النظام الزمني في البلاد بسرعة دون أي آثار سلبية تُذكر.
موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر لعام 2025
طبقًا لنصوص القانون الذي أقرته الحكومة في عام 2023، فإن التوقيت الصيفي يبدأ في الجمعة الأخيرة من شهر أبريل من كل عام، وفي عام 2025 يتوافق هذا الموعد مع يوم 25 أبريل، ومع دقات منتصف ليل الخميس ودخول أولى دقائق يوم الجمعة، يتم تقديم الساعة الرسمية بمقدار 60 دقيقة، فتصبح الساعة الواحدة صباحًا بدلًا من الثانية عشر، وهو التعديل الذي سيدخل حيز التنفيذ بشكل تلقائي في العديد من الأجهزة الحديثة، في حين يحتاج البعض لضبط أجهزتهم يدويًا حسب الإعدادات.
طريقة ضبط الساعة على هواتف الأندرويد
ولمساعدة المواطنين على تفعيل التوقيت الصيفي بشكل سليم على أجهزتهم المحمولة، يمكن لمالكي هواتف الأندرويد اتباع بعض الخطوات البسيطة لضمان دقة الوقت، تبدأ بالدخول إلى إعدادات الهاتف ثم التوجه إلى خيار الإعدادات الإضافية تحت اسم Additional Settings أو إعدادات إضافية، يلي ذلك اختيار الوقت والتاريخ Date & Time، ثم التأكد من تفعيل خيار التعديل التلقائي للوقت، وبعد ذلك يُنصح بإعادة تشغيل الجهاز حتى يتم تفعيل التغيير بنجاح وتحديث الوقت الجديد، ثم الضغط على حفظ.
خطوات تحديث الوقت على هواتف iPhone
أما بالنسبة لمستخدمي أجهزة iPhone، فيُطلب منهم الدخول إلى إعدادات الجهاز ثم اختيار قسم عام أو General، ومنه إلى خيار التاريخ والوقت Date & Time، ثم تفعيل ميزة التعيين التلقائي أو Set Automatically، حيث يقوم الهاتف تلقائيًا بمزامنة التوقيت الجديد اعتمادًا على النظام العالمي، ويُفضل في هذه الحالة الاتصال بالإنترنت لتحديث الإعدادات بصورة دقيقة وسريعة.
فوائد اقتصادية وتنظيمية للتوقيت الصيفي
يتعدى التوقيت الصيفي مجرد كونه تعديلًا زمنيًا، إذ يحمل في طياته انعكاسات اقتصادية مهمة، أبرزها تقليص استهلاك الطاقة الكهربائية خلال فترات الذروة، حيث تعتمد معظم الأعمال خلال الصيف على الإضاءة في ساعات النهار، ما يُقلل الحاجة لاستخدام الكهرباء في المكاتب والمنازل، كما يُسهم هذا التوقيت في رفع كفاءة الإنتاجية في عدد من القطاعات التي تستفيد من الضوء الطبيعي، كقطاع الزراعة والخدمات اللوجستية والتعليم.
كما أن انتظام التوقيت الصيفي يتيح تخطيطًا أدق للمؤسسات الدولية التي تتعامل مع مصر، إذ يُوحّد الفارق الزمني مع عدد من الدول الأوروبية التي تطبق هذا النظام، مما يسهل المعاملات التجارية والتواصل مع الأسواق العالمية.
توقيت صيفي مستقر يعكس جاهزية الدولة
عودة التوقيت الصيفي في عام 2025 تعكس جاهزية الدولة المصرية لإعادة تنظيم الموارد بكفاءة، وتؤكد سعي الحكومة لتطبيق حلول مبتكرة تساعد على التعامل مع الأزمات الطاقية والاقتصادية العالمية، كما يُشير إلى سعي الإدارة السياسية إلى بناء نظم مرنة تتفاعل مع متطلبات الواقع دون الإخلال بالسير الطبيعي للحياة اليومية.
وفي ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة وزيادة فترات النهار خلال شهور الصيف المقبلة، يبدو أن التوقيت الصيفي سيُحقق أهدافه المأمولة سواء من حيث ترشيد الطاقة أو تحسين جودة الحياة للمواطنين، ليكون يوم الجمعة 25 أبريل لحظة فارقة تشهد تحول عقارب الساعة للأمام، وتحولًا في آليات التنظيم الزمني في البلاد.