القاهرة تحتضن أطفال المحافظات الحدودية في الأسبوع الثقافي الـ38 لمشروع «أهل مصر»

شهد قصر ثقافة روض الفرج مساء اليوم الخميس انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الـ38 ضمن مشروع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية، في احتفالية فنية وثقافية مبهجة تعكس روح التعدد والوحدة، وذلك برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويأتي هذا الأسبوع ليكون ختام المرحلة الرابعة من المشروع، حيث تستضيفه محافظة القاهرة وتحتضنه العاصمة تحت شعار «في حضن مصر»، بمشاركة مجموعة من الأطفال من مناطق الشلاتين وأبو رماد وحلايب ورأس حدربة بمحافظة البحر الأحمر، ومن شمال وجنوب سيناء، إضافة إلى أطفال حي الأسمرات، كجزء من خطة وزارة الثقافة لدعم التماسك الوطني وتعزيز الهوية والانتماء، لاسيما في المناطق الحدودية.

انطلاقة مفعمة بالحيوية
بدأت فعاليات الافتتاح بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاه كلمة افتتاحية ألقتها لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد والمدير التنفيذي للمشروع، التي أكدت خلالها أن هذه المرحلة تمثل تتويجًا لجهود استمرت سنوات في رعاية أطفال مصر من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.
وأشارت الشرنوبي إلى أن المشروع يسعى لتقريب المسافات الثقافية والاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد، موضحة أن اختيار العاصمة لعقد الأسبوع الأخير من المرحلة الرابعة يأتي تعبيرًا عن احتضان مصر لأبنائها كافة دون تمييز، وتعزيزًا لقيم التعايش والتنوع والانتماء.

حوار ثقافي ومشاركة فاعلة من الأطفال
وخلال فعاليات الافتتاح، شاركت الشرنوبي الأطفال في حوار تفاعلي حول مدينة القاهرة، وتاريخها، وأبرز معالمها، إلى جانب حديث مبسط حول رمزية ألوان العلم المصري، بهدف تعزيز الفهم الوطني لدى المشاركين.
وأكدت أن الورش الفنية والثقافية المصاحبة تم تصميمها لتناسب أعمار الأطفال وخلفياتهم المختلفة، وتتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم في بيئة مشجعة وآمنة.
ورش فنية متنوعة للتعبير والإبداع
عقب الافتتاح، تم توزيع الأطفال المشاركين على عدد من الورش الفنية المتنوعة. وصرح الدكتور وائل عوض، مدرب ورشة «الرسم بالموسيقى»، أن الورشة تهدف إلى ترجمة المشاعر الوطنية من خلال الألوان والموسيقى في تجربة متكاملة، مشيرًا إلى أهمية دمج الفن بالتعبير الحر لتوسيع آفاق الأطفال وتنمية خيالهم.

أما الفنان ماهر كمال، مدرب ورشة الموسيقى والغناء، فقال إن الورشة تركز على غرس معاني الانتماء في نفوس الأطفال من خلال أغانٍ وطنية وتراثية تم اختيارها بعناية لتعبر عن روح المشروع.
وتشمل الفعاليات كذلك ورشًا تدريبية وحرفية منها: المسرح البشري تحت إشراف المخرج أحمد خليفة، ورشة الأركيت مع الفنان حسني إبراهيم، وورشة الشنط الخرز تدريب منى عبد الوهاب، وورشة الخيامية بإشراف عماد عاشور، والأكسسوار تدريب يارا محمد، إضافة إلى ورشة تحريك العرائس مع المدرب جمال الدين محمد.
برنامج ميداني حافل بالزيارات الثقافية
لا يقتصر الأسبوع الثقافي على الورش فقط، بل يتضمن أيضًا برنامجًا ميدانيًا ثريًا يتضمن زيارات إلى عدد من أبرز المعالم التاريخية والثقافية بالقاهرة، منها: الأهرامات، ومجمع الأديان، ومتحف الحضارة، وحديقة الأزهر، ما يعزز من إدراك الأطفال لتاريخ وطنهم ويمنحهم تجربة تعليمية متكاملة على أرض الواقع.
وأكد عدد من أولياء الأمور المرافقين للمجموعة أن المشروع يمثل فرصة نادرة للأطفال من المناطق الحدودية لاكتشاف العاصمة والتفاعل مع أقرانهم من محافظات مختلفة، مثمنين جهود وزارة الثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية والعدالة الثقافية.

مشروع أهل مصر.. جسور الوعي والانتماء
ويعد مشروع «أهل مصر» أحد أبرز المشروعات الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة بهدف تعزيز قيم الانتماء الوطني، ودعم الموهوبين، وإشراك أبناء المحافظات الحدودية في الحياة الثقافية والفنية بشكل فعّال.
ويستهدف المشروع الأطفال والشباب والمرأة، في إطار البرنامج الرئاسي لبناء الوعي الوطني.
ويُنَفّذ المشروع تحت إشراف د. حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، وفرع ثقافة القاهرة برئاسة د. ابتهال العسلي.
ويأتي الأسبوع الثامن والثلاثون ليؤكد استمرار جهود وزارة الثقافة في الوصول لكل مواطن مصري، ودعم الوعي والانتماء، انطلاقًا من إيمان الدولة بأن الثقافة هي خط الدفاع الأول لمصر.
