الجمعة 16 مايو 2025 الموافق 18 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

عراقجي.. قدرات إيران العسكرية أجبرت واشنطن على التفاوض

وزير الخارجية الإيراني
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الخميس 15 مايو 2025، إن الولايات المتحدة لم تلجأ إلى طاولة المفاوضات مع إيران بسبب رغبتها في الحل الدبلوماسي، بل لأنها غير قادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالقوة، مؤكدًا أن بلاده أرغمت واشنطن على التفاوض بفضل قدراتها الدفاعية والعسكرية.

وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، قال عراقجي: «لو كان الأمريكيون قادرين على تدمير منشآتنا النووية، لفعلوها دون تردد، لكنهم يعلمون أن لديهم الكثير ليخسروه، وأنهم لن ينجحوا في مغامرة كهذه». وأضاف أن إيران بقوتها العسكرية والصاروخية، هي التي «فرضت واقع التفاوض» على خصومها.

الردع العسكري أساس القوة التفاوضية

وأوضح الوزير الإيراني أن القوة الصاروخية الإيرانية لا تُعد مجرد منظومة دفاع، بل ورقة ضغط استراتيجية تعزز من موقف المفاوض الإيراني وتمنحه الثقة في التفاوض مع القوى الكبرى. وقال: «حين يعلم الطرف الآخر أن لديك قدرة على الردع، لن يغامر بخطوة متهورة، وسينتقل إلى الطاولة بشروط أكثر واقعية».

وأشار عراقجي إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن لم تنجح في إخضاع الشعب الإيراني، موضحًا: «صحيح أن العقوبات أرهقت شعبنا، لكنها لم تركعه. لو كانت أمريكا متأكدة من أن سياسة الضغط الأقصى ستسقطنا خلال ستة أشهر، لما فتحت باب الحوار».

تطورات على طاولة المفاوضات

وفي سياق متصل، كشف تقرير لموقع «أكسيوس» الأمريكي، أن الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، والتي عُقدت بوساطة سلطنة عُمان، شهدت تطورًا نوعيًا تمثل في تسليم أول مقترح أمريكي مكتوب للجانب الإيراني بشأن مستقبل البرنامج النووي.

ونقل الموقع عن ثلاثة مصادر مطلعة على سير المفاوضات، أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيفن ويتكوف قدّم يوم 11 مايو الجاري، عرضًا رسميًا مكتوبًا للوفد الإيراني، يُعتبر الأول من نوعه منذ انطلاق المشاورات غير المباشرة بين الطرفين.

وبحسب التقرير، فإن المقترح الأمريكي يتضمن رؤية واشنطن لمستقبل البرنامج النووي المدني الإيراني، ومعاييره المفضلة، إلى جانب آليات المراقبة والتفتيش التي ترغب في فرضها لضمان عدم انحراف البرنامج عن مساره السلمي.

جولات سابقة ومقترحات متبادلة

ووفقًا لـ«أكسيوس»، فإن الوفد الإيراني بقيادة عباس عراقجي سبق أن قدّم في الجولة الأولى من المفاوضات، والتي عُقدت في 12 أبريل الماضي، اقتراحًا مكتوبًا يمثل الطرح الإيراني الرسمي، لكن المبعوث الأمريكي رفضه في حينه، معتبرا أن الوقت لم يكن مناسبًا للرد عليه أو قبوله.

وفي الجولة الثالثة التي عُقدت يوم 26 أبريل، أعاد الجانب الإيراني تقديم مقترحه مرة أخرى، وهذه المرة أبدى الجانب الأمريكي تجاوبًا أوليًا، وطلب إيضاحات عبر قائمة من الأسئلة، ليرد الجانب الإيراني بدوره بقائمة مقابلة من الاستفسارات.

وأوضح التقرير أن المقترح الأمريكي الجديد الذي استلمه عراقجي مؤخرًا، تم إرساله فورًا إلى طهران لعرضه على المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في انتظار الرد الرسمي عليه من أعلى المستويات.

تصريحات سابقة ومؤشرات على تقدم

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد صرح مؤخرًا بأن «الولايات المتحدة وإيران اقتربتا كثيرًا من التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة البرنامج النووي»، في إشارة إلى جدية التفاوض رغم حالة التوتر الدبلوماسي المزمن بين البلدين.

يُشار إلى أن المفاوضات بين الجانبين جرت بوساطة سلطنة عمان، التي لعبت دورًا محوريًا في توفير منصة آمنة للحوار. وقد تم عقد أربع جولات تفاوض حتى الآن، الأولى في 12 أبريل بمسقط، والثانية في 19 أبريل في روما، والثالثة في 26 أبريل، والرابعة في 11 مايو بالعاصمة العُمانية.

أفق الاتفاق لا يزال غامضًا

ورغم تبادل المقترحات المكتوبة بين الجانبين، إلا أن ملامح الاتفاق النهائي لا تزال غير واضحة، وسط خلافات حول بعض البنود الفنية والضمانات المطلوبة من كلا الطرفين.

ويرى مراقبون أن تسليم المقترح الأمريكي المكتوب لأول مرة يُعد مؤشرًا إيجابيًا على تقدم المفاوضات، لكنه لا يعني بالضرورة أن الاتفاق بات وشيكًا، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والضغط الداخلي الذي يواجهه كل طرف.

وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن طهران تحاول استغلال الزخم التفاوضي لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية دون التنازل عن جوهر برنامجها النووي الذي تصفه بالمدني والسلمي.

ومع استمرار الجولات التفاوضية، تترقب الأوساط الدولية أي تطور ملموس قد يخرج هذا الملف من حالة الجمود، ويضع حدًا لواحدة من أكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط منذ عقدين من الزمن.

تم نسخ الرابط