الخميس 22 مايو 2025 الموافق 24 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ما حكم من قرأ التشهد كاملًا في الركعة الثانية بالخطأ؟.. الإفتاء تجيب

التشهد
التشهد

أكدت «الإفتاء» في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن من المعلوم شرعًا أن التشهد في الركعة الثانية من الصلاة الثلاثية أو الرباعية يُعرف باسم «التشهد الأوسط»، وقد بيّنت دار الإفتاء أن هذا التشهد لا يشترط فيه قراءة الصلاة الإبراهيمية كاملة كما يفعل بعض المصلين سهوا أو اجتهادًا، حيث يجوز الاكتفاء بالقدر الذي علمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه الكرام، والذي يشمل «التحيات» وما يليها من ألفاظ السلام والشهادتين.

وأضافت «الإفتاء» أن سنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الموضع من الصلاة كانت قائمة على «التخفيف» وليس الإطالة، لذلك فإن الصلاة الإبراهيمية لا تُقرأ في هذا الموضع وفقًا لما جاء في الأحاديث الصحيحة المنقولة عن الصحابة، وأن الالتزام بهذا التخفيف هو الأَولى اتباعًا للهدي النبوي.

الاستشهاد بأحاديث الصحابة يؤكد الفتوى

وأوضحت «الإفتاء» أن ما استندت إليه من نصوص شرعية إنما هو من الأحاديث الثابتة في الصحيحين والمسانيد، ومنها ما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التشهد فكان يقول: التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله»، وهو حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.

كما نقلت «الإفتاء» رواية الإمام أحمد والنسائي عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: «إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»، وهو ما يشير إلى اقتصار التشهد الأوسط على هذه العبارات دون الصلاة الإبراهيمية.

الفرق بين التشهدين الأوسط والأخير

أشارت دار «الإفتاء» إلى أن هناك فرقًا جوهريًا بين التشهد الأوسط والتشهد الأخير، حيث يكون التشهد الأول مختصرًا كما ورد في الأحاديث، أما التشهد الأخير فيُضاف إليه «الصلاة الإبراهيمية» التي تبدأ بعبارة: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» وتُختتم بعبارة: «إنك حميد مجيد»، وتُعد هذه الصلاة الإبراهيمية سنة في التشهد الأخير فقط، ولا يدخل تركها في التشهد الأوسط ضمن النقص المؤثر على صحة الصلاة.

وتؤكد «الإفتاء» أن هذه التفاصيل تعكس التدرج النبوي في تعليمه للصحابة، حيث كان يعلمهم التشهد على مراحل، ويعطي كل موضع من مواضع الصلاة قدره المناسب من الألفاظ والمضامين، دون أن يُحمّل المصلين فوق طاقتهم، لذلك فإن اختصار التشهد الأوسط لا يُعد تقصيرًا في الصلاة، بل هو اتباع لهدي النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

هل تُبطل الصلاة بقراءة الصلاة الإبراهيمية في الركعة الثانية؟

في ردها على هذا التساؤل الشائع، أكدت دار «الإفتاء» أن من قرأ «الصلاة الإبراهيمية» في الركعة الثانية من الصلاة عن غير قصد، فإن صلاته صحيحة ولا يُطالب بإعادتها، لأن ما فعله لا يُبطل الصلاة ولكنه يُعد من باب السهو أو الزيادة غير المقصودة، ومن ثم لا يقع فيه الإثم، ولكن ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا على اتباع السنة، فيلتزم بالتشهد الأوسط دون إطالة أو إضافة.

كما أشارت «الإفتاء» إلى أن قراءة الصلاة الإبراهيمية في غير موضعها لا تدخل في نطاق المخالفة الكبرى، ولكن الأفضل أن يُراعي المصلِّي المواضع التي وردت بها العبادات على وجه الدقة، لأن الاتباع فيه بركة، ويزيد في الخشوع والتدبر، ويحقق معنى «صلوا كما رأيتموني أصلي» كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

حكم من نسي التشهد الأوسط

وفي سياق مشابه، ورد سؤال آخر إلى دار «الإفتاء» حول «من نسي قراءة التشهد الأوسط» أثناء الصلاة، وأجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لـ«دار الإفتاء» على فيسبوك، بأن من نسي التشهد الأوسط عليه أن يسجد «سجدتي السهو» قبل التسليم، لأن التشهد الأوسط من السنن المؤكدة في الصلاة، ويُجبر تركه بالسجود قبل السلام.

وأوضح أن ترك التشهد الأوسط لا يُبطل الصلاة، لكنه يُنقص من كمالها، لذلك يُشرع السجود جبرًا لهذا النقص، سواء كان النسيان متعمدًا أو غير مقصود، وهو ما اتفقت عليه المذاهب الفقهية الأربعة.

الإفتاء تحث على تعلم صيغ التشهد ومقاصدها

واختتمت «الإفتاء» توضيحها بضرورة أن يتعلم المسلم صيغ التشهد المختلفة وأوقات قراءتها ومقاصدها، لأن الصلاة هي عمود الدين، ولأن الإحسان فيها لا يتحقق إلا بالعلم والخشوع والاتباع، مشيرة إلى أن تعدد صيغ التشهد الواردة في السنة إنما يدل على التيسير في الشريعة، وأن المقصود منها تحقيق المعاني الروحية، وليس مجرد تكرار الألفاظ.

وشددت دار «الإفتاء» على أن من علامات الفقه في الدين أن يعرف المسلم الفرق بين الواجب والسنن، وبين الركن والمستحب، فذلك يُنقذ العبادات من التشويش، ويجعل المصلّي يؤدي صلاته بخشوع وسكينة، واتباع للحق من غير غلو أو تفريط.

تم نسخ الرابط