الثلاثاء 20 مايو 2025 الموافق 22 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرد على غولان..لا نقبل التشكيك في أخلاق جنودنا

القارئ نيوز

في تصعيد لافت على الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية، خرج رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زمير ببيان شديد اللهجة، دان فيه تصريحات النائب السابق ورئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان، والتي اتهم فيها الجيش الإسرائيلي بقتل الأطفال في غزة «كهواية»، معتبرًا أن هذه التصريحات تتجاوز الخطوط الحمراء وتمس جوهر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

زمير.. لا نقبل المساس بأخلاق الجيش

وأعرب زمير عن إدانته القاطعة لما وصفه بـ«أي تصريح يشكك في النزاهة الأخلاقية لعمليات الجيش الإسرائيلي وأخلاق جنوده»، مشددًا على أن الجيش وجنوده «يؤدون واجبهم ضمن منظومة من القيم الراسخة، واحترام كامل للقانونين المحلي والدولي، مع الحفاظ غير القابل للمساومة على أمن دولة إسرائيل وسلامة مواطنيها».

وأضاف زمير: «جنود الجيش الإسرائيلي يعملون وسيواصلون العمل، دون توقف، ليلاً ونهاراً، وعلى جميع الجبهات، بكل عزم ومعايير أخلاقية، كما هو دأبهم الدائم، ولن نسمح لأحد بالتشكيك في ذلك».

تصريحات غولان تثير عاصفة سياسية

وكان يائير غولان، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي والنائب السابق بالكنيست، قد فجّر جدلًا واسعًا بعدما صرّح بأن «ما تفعله إسرائيل في غزة يرقى إلى القتل العبثي للأطفال، وكأن الأمر أصبح هواية»، على حد وصفه. 

جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة إذاعية انتقد فيها إدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب في القطاع، خاصة في ظل التقارير الدولية المتزايدة حول الخسائر البشرية الفادحة في صفوف المدنيين، وخصوصًا الأطفال.

وأشار غولان في تصريحاته إلى أن استمرار العمليات العسكرية دون تمييز قد يترك وصمة عار على الجيش الإسرائيلي لعقود قادمة، مطالبًا بمحاسبة القادة على ما وصفه بـ«الانحدار الأخلاقي الخطير».

الجيش يرد ببيان رسمي

في بيان صدر بعد ساعات من تصريحات غولان، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن «القوات المسلحة ملتزمة تمامًا بالقانون الدولي الإنساني، وتعمل وفق تعليمات واضحة تمنع الإضرار بالمدنيين»، مضيفًا أن «أفراد الجيش يخاطرون بحياتهم من أجل الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين، ولا يمكن القبول بتصريحات تقلّل من شأن تضحياتهم وتشوه صورتهم».

البيان شدد أيضًا على أن «الجيش يحقق في كل حادث استثنائي، وفي حال وجود اشتباه بأي خرق، يتم التعامل معه بصرامة وفق القنوات القانونية».

ردود فعل سياسية واسعة

تصريحات غولان أثارت انتقادات حادة من مختلف التيارات السياسية الإسرائيلية، خاصة من معسكر اليمين الذي اعتبرها «طعنة في الظهر» للجنود في ساحات القتال. 

وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن «غولان فقد صلته بالواقع، ويبدو أنه يتحدث من منطلقات عدائية تجاه الدولة التي خدمها سابقًا».

من جانبه، قال وزير الجيش يوآف غالانت: «التشهير بجنودنا في هذا الوقت بالذات هو أمر غير مسؤول، ويخدم فقط دعايات العدو»، مضيفًا أن «الجيش يعمل بأقصى درجات الدقة لتجنب إصابة المدنيين، رغم أن حركة حماس تتعمد استخدامهم دروعًا بشرية».

في المقابل، دافع بعض الساسة من التيار اليساري عن حق غولان في التعبير عن رأيه، مؤكدين أن «النقد الذاتي هو عنصر أساسي في الديمقراطية». 

وقالت النائبة ميراف ميخائيلي، رئيسة حزب العمل سابقًا: «صوت غولان يُمثّل قطاعًا من المجتمع الإسرائيلي القلق من فقدان البوصلة الأخلاقية في ظل حرب طويلة ومعقدة».

خلفية غولان العسكرية

اللافت أن غولان ليس شخصية مدنية بل يحمل خلفية عسكرية طويلة؛ فقد شغل منصب نائب رئيس الأركان، ويُعرف عنه مواقفه المثيرة للجدل التي تجمع بين النقد اللاذع للسياسات اليمينية والمطالبة بإصلاحات داخل الجيش. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يُدلي فيها غولان بتصريحات تُربك المؤسسة العسكرية، إذ سبق له أن شبه بعض التوجهات اليمينية في إسرائيل بالفاشية، في تصريحات تعود إلى عام 2016 وأثارت ضجة حينها.

أزمة داخلية وتحديات خارجية

تأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه إسرائيل من تصدعات داخلية بين العسكريين والسياسيين حول طريقة إدارة الحرب على غزة، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الدولية وتزايد الحديث عن إمكانية فرض عقوبات أو تحقيقات دولية بجرائم حرب محتملة.

وبينما يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية، تُظهر هذه المواجهات الكلامية أن الجبهة الداخلية تشهد توترًا لا يقل سخونة عن خطوط التماس.

 تصريحات غولان وردود الأفعال عليها تفتح الباب مجددًا أمام نقاش حساس حول «أخلاقيات الحرب» وحدود المسموح والممنوع في معركة تخوضها إسرائيل تحت أنظار العالم.

تم نسخ الرابط